الخليج الامارتيه :البيض يسجل أول موقف سياسي منذ 94 :

[د0 الشبواني]

الجمعة - 10/04/2009 - 09:19:13 مساء
لاعبون جدد يدخلون حلبة الصراع في اليمن ، والبيض يسجل أول موقف سياسي منذ 94 : صحيفة الخليج الإماراتية





شبكة شبوة برس – متابعات - لم يتوقع كثيرون السيناريو الحالي بين خصوم الصراع السياسي والفكري في اليمن، خاصة بعد دخول زعيم الجهاديين خلال فترة التسعينات الشيخ طارق الفضلي على خط المواجهة مع النظام ومد اليد إلى خصومه السياسيين القدامى، الحزب الاشتراكي اليمني المعارض ( مراسل الصحيفة شمالي والفضلي مد يده للحراك الجنوبي وليس للاشتراكي) ما بين القوسين من شبكة شبوة.



جاءت خطوة الفضلي بإعلانه الانضمام إلى “الحراك الجنوبي السلمي” لتخلط أوراق اللعبة السياسية مجددا، إذ إن الفضلي ظل على الدوام متمسكاً بموقفه الأيديولوجي من قادة الحزب الاشتراكي الذي حكم جنوب البلاد لمدة لا تقل عن 23 عاماً.



على أن التطورات التي حملتها الأيام الأخيرة بإعلان الفضلي منحت المعارضين، خاصة في الخارج وأصحاب الدعوات الانفصالية في الداخل ورقة جديدة سيدخل معها النظام في أزمة جديدة، خاصة أن الفضلي أعلن رأيه بوضوح في البيان الذي نشره في وسائل الإعلام، وقال إن “الوحدة لم تحقق للجنوبيين أي شيء”، في إشارة إلى أن طلاقه مع النظام صار أمراً واقعاً.



ويقول الفضلي وهو القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي يتزعمه الرئيس علي صالح في بيان وجهه إلى “أبناء الجنوب الأحرار”، “لم نكسب من الوحدة شيئا، بل إننا فقدنا كثيرا من قيمنا الوطنية الجنوبية التي حملها أجدادنا”، وفي إشارة إلى نسيان خلافاته مع خصومه السابقين يؤكد أهمية “تسطير صفحة التصالح والتسامح”، ويشير إلى أن “هذا المبدأ الإسلامي والوطني السامي بدأ قبل جيلنا بزمن طويل لولا أفكار الحرب الباردة”.



ويحدد موقفه من التطورات الأخيرة بوضوح قائلاً “أدركنا أنه لابد من عمل شيء لإنقاذ أهلنا في الجنوب، فبدأنا نفكر جديا بمساندة النضال السلمي الذي جسده إخواننا في الحراك الجنوبي، ونقول إن النضال السلمي من أجل استعادة أرضنا وهويتنا هو الطريق الذي سيجمعنا”.



لكن ما لفت الانتباه في تطورات الأيام القليلة الماضية أن قادة الاشتراكي في الخارج، الذين خاض معهم الفضلي صراعاً طويلاً سارعوا إلى تهنئته على موقفه، وتناسوا الخلافات السابقة، وكان من أبرز المهنئين نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، وهو أول موقف سياسي من نوعه للرجل منذ خروجه من اليمن بعد انتهاء الحرب الأهلية العام 1994 واستقراره في سلطنة عمان، بالإضافة إلى الرئيس السابق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء السابق حيدر أبو بكر العطاس وصف طويل من قادة الحزب الاشتراكي في الداخل والخارج.



ويرى مراقبون أن هناك توظيفاً للموقف الجديد للفضلي، إذ إن قادة المعارضة في الخارج يريدون أن يثبتوه على موقفه في محاولة لحشد مزيد من المعارضين، فيما يحاول الفضلي أن يجد له موقعاً في الساحة الجنوبية، بعدما امتلأت الساحة بعدد كبير من اللاعبين.



وعلى الرغم من هذا التقارب، إلا أن الجانبين لا يلتقيان على أرضية مشتركة، فكل له حساباته، بل إن عدداً من المراقبين يشككون في أن يكون لهذا التقارب منفعة حقيقية، إذ إن الماضي لا يزال عائقاً لإجراء مصالحة سريعة كالتي يرددها الكثير خلال الأيام الماضية.



ومهما يكن من حسابات كل طرف، إلا أن المؤكد أن الساحة السياسية، بخاصة في المناطق الجنوبية من البلاد بدأت في الآونة الأخيرة تشكل “كرة الثلج”، وتهدد استقرار البلاد وأمنها.



ولم يتضح موقف النظام من تطورات الأيام الأخيرة في الجنوب، إلا أنه تردد أن المؤتمر الشعبي العام بصدد إجراء مراجعة عامة لمواقف الأعضاء الذين ينتمون إليه في هذه المناطق بعدما انضم العديد منهم إلى صفوف المعارضين.



على الجبهة المقابلة أعرب نائب الرئيس عبدربه منصور هادي عن استعداد اليمنيين لدفع ضعف الدم الذي سكب في حرب الانفصال عام 1994 لحماية الوحدة، وقال في كلمة له أثناء افتتاح دورة اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام إن “من يفكر بالعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990 يحلم، لأن الوحدة اليمنية ملك لليمنيين وقد دفعنا من أجلها الدماء ومستعدون لأن ندفع أضعاف هذه الدماء مرة أخرى من أجل الوحدة”.



واعتبر هادي أن من يفكر بعودة اليمن إلى ما قبل 26 سبتمبر 1962 فهو أيضاً يحلم ومن يحاول أن يأتي بأفكار خارجية ليطبقها داخل اليمن، فلن يستطع لأن هذا كله خارج عن الواقع، في إشارة إلى حركة الحوثيين التي تقاتل الدولة في محافظة صعدة، شمال البلاد.



- عن دار الخليج الإماراتية