علي (حذف) يفقد التأثير في السياسة اليمنية بسبب إنسلاخ رموزه عن السلطة !!!!

[مسرور]

هذا الرجل هو الرئيس السابق لما عرف باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولا يزال يحمل لقب الرئيس على نسق من يخرجون من كراسي الحكم في النظام الطائفي اللبناني ويبقى المسمى ملاحقا لهم كالظل حتى يتخطفهم عزرائيل .

لقد نزح علي ناصر محمد الحسني مع المحسوبين عليه من القيادات السياسية والعسكرية إلى ما عرف بشمال اليمن اثر هزيمته في أحداث يناير 1986 التي كان المبادر بإشعال نارها وأدعى في تبريره لتصفية الجناح المناوىء له من الرفاق أنه لو لم يبادر بما أقدم عليه لكانوا هم المبادرين بتصفيته !!!! كيف لا وهو من يصفه فيصل جلول في كتابه اليمن ... الثورتان ... الجمهورية ... الوحدة ... بالسياسي المحنّك الذي عرف كيف يتعايش مع العهود التي سبقته وعرف كيف يصعد مع كل عهد وعلى أنقاض كل عهد وتلك واحدة من خصائص الاحتراف السياسي .. حيث كان يختار اللحظة الحاسمة في نهاية كل عهد ليخرج عليه مع الخارجين مما دفع عبد الفتاح اسماعيل لتسميته بـــ ( علي مرحبا ) لذلك لم يكن غريبا عليه قول مرحبا للحكم عندما طلب منه عبد الفتاح اسماعيل أن يخلفه أو عندما أقنع عبد الفتاح اسماعيل بالتخلي عن الرئاسة وسيكون حليفه في مواجهة على عنتر .

من المطالب التي تقدم بها علي سالم البيض ( سامحه الله ) عندما هرول بإتجاه علي عبد الله صالح لإعلان الدولة اليمنية الموحدة خروج علي ناصر محمد الحسني من اليمن إلى منفى اختياري آخر ... وغادر الأخير فعلا إلى سوريا وبقى حلفاؤه السياسيون الجنوبيون وعسكرييه في الداخل وأبلوا بلاء حسنا في حسم المعركة لصالح ما عرف بالشرعية ... وانخرط أعضاء الفصيل المحسوب عليه بعد ذلك ضمن حزب المؤتمر الشعبي العام كمكافأة لهم على مساهمتهم في تحقيق الإنتصار على الإنفصاليين ( كما يحلو لنظام علي عبد الله صالح تسميتهم ) وعاود علي مرحبا من واقع حنكته السياسية البروز من جديد وفي صورة مخالفة للصورة المرسومة له في الأذهان ... برز كزعامة تاريخية يلجأ لها ولنظرياتها وأفكارها وأعلن في أكثر من مناسبة اكتواءه بنار السلطة وعدم رغبته في العودة لكرسي الحكم أو المشاركة كطرف أساسي فيه ، ولولا وجود ثقل له في الحزب الحاكم يمثله اولئك المنسلخين عن الحزب الإشتراكي من تياره الذي هرب معه لتحجم وأصبح لا يساوي شيئا في ميزان المعادلة القائمة على الساحة اليمنية ... وهاهم رموزه من أبناء شبوه وأبين ينسلخون عن النظام واحدا تلو الآخر بسبب عدم قدرتهم للتعايش مع نظام القبيلة الزيدية ومراكز القوى التي لم يستطيعوا التأثير فيها وبقوا تحت سيطرتها تتصرف بهم وتضعهم في خانات مربعاتها السياسية كما تريد ، ولم ترض سياسة التجريد طاقم علي مرحبا ومنهم من أعلن التذمر من الداخل ونصّب نفسه كمدافع عن أبناء الجنوب وآخرون انسلخوا وأعلنوا العداء والمطالبة بعودة الوضع إلى سابق ما كان عليه قبل الوحدة وآخر المنسلخين هو السفير أحمد عبد الله الحسني .

من واقع إحساس الرئيس علي ناصر محمد مؤخرا بخطر يتهدد وجوده السياسي على الساحة اليمنية عاود العزف على نغمة 13 يناير 1986 داعيا إلى التسامح وتجاوز تلك الأحداث المؤلمة ربما ليستفز الدولة اليمنية ويذكرها بفضله عليها وليستقطب الخصوم والمؤيدين من أبناء الجنوب على حد سواء للإلتفاف حوله ليعاود إحاطة نفسه بأنصار وثقل شعبي وجماهيري في المحافظات الجنوبية ومن ثم المراهنة على لعب دور أساسي في السياسة اليمنية لم يلعبه زعيم خارج السلطة من قبل قد يصل الىحد الضغط لتحقيق مكاسب سياسية لأبناء الجنوب قاطبة .. فهل سيقر بمشاركة المحسوبين عليه في حرب صيف 1994 ضد الدولة الإنفصالية التي أعلنها علي سالم البيض ويطلب الصفح والغفران من شعب كانت ستقوم لدولته قائمة لولا دخوله بجيشه لصالح جيش ما عرف بالشرعية وترجيح كفة حزب المؤتمر الشعبي العام في حربه ضد الحزب الإشتراكي اليمني وإجتياح المحافظات الجنوبية أم سيظل يلعب بالبيضة والحجر إلى أجل غير مسمى ؟

سيخرج من الخلف بلا كرامة وسيتداعى نفوذه كما تتداعى رموزه واحد تلو الآخر وستتعزز مكانة الشماليين ضمن أطر الحزب الحاكم بصورة موازية لتعزز مواقع التيار الشمالي في الحزب الإشتراكي اليمني بسبب تغييب القيادات التاريخية له برصاص الغدر الذي بدأت طلقاته الأولى من رشاش حسّان ... والحال هذه كيف يمكننا وصفه ؟

هل هو السياسي المحنّك .... أم السياسي الفاشل الذي لم تعد لديه القدرة على فرض رموزه على النظام الحاكم في اليمن أو ضبط مسارهم ؟

تحياتي ]