![قائمة الشرف](gnoub/martyrs-honour-list.jpg)
القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الجمهورية العربية المتحدة و مسرحية الوحدة اليمنية إن القوى الاستعمارية عملت على تجزئة الأمة العربية الواحدة، و تقسيمها إلى أثنين و عشرين دولة، حتى تصبح هذه الدول عاجزة عن حماية كياناتها، و توفير الحياة الكريمة لشعوبها، كما زرعت الكثير من عوامل الفتنة بين هذه الدول حتى تضمن استمرارية الشقاق، و الفرقة فيما بينها من أجل منع قيام الوحدة بين أقطارها، بهدف ضمان مصالحها في المنطقة، و فرض الهيمنة، و نهب الثروات، و ضمان أمن إسرائيل التي تعيش كجزيرة صغيرة تحيط بها بحر من الشعوب العربية.. و في عام 1958 تحقق حلم الأمة العربية بالوحدة و الحرية و الديمقراطية، بقيام الوحدة بين جمهورية مصر العربية برئاسة جمال عبد الناصر و الجمهورية العربية السورية برئاسة شكري القويتلي تحت أسم ( الجمهورية العربية المتحدة ) برئاسة الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر، فابتهجت الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، و عم الفرح الوطن العربي كله فرقصت الجماهير في كل مكان على أهازيج المجد و البطولة، و أناشيد الوحدة و الحرية.. و لكن ما لبثت هذه الوحدة أن انهارت بعد ثلاث سنوات من قيامها في عام 1961و تبدد ذلك الحلم الكبير، فأصيبت الأمة العربية بالصدمة و الإحباط، و شعر الشعب العربي بأن تلك الإنجازات لم تكن سوى أضغاث أحلام أو سحابة صيف ما لبثت أن انقشعت دون أن تهطل مطرا.. و كما يرى بعض المحللين و المؤرخين بأن تلك التجربة الوحدوية قد انتهت هذه النهاية التراجيدية لأسباب و عوامل داخلية و أخرى خارجية.. و على الرغم من كثرة الأسباب التي أوردها هؤلاء المحللون إلا أنهم أجمعوا على أن أهم هذه الأسباب هي: ـ قيام تلك الوحدة على أسس عاطفية متسرعة، و ليس على أسس علمية تعتمد على الدراسة المتأنية و الواعية، و السير نحو الوحدة بخطى ثابتة و متوازنة، تؤدي إلى نجاح الوحدة و استمرارها، بعيدا عن الاندفاع العاطفي و التهور الذي لا محالة ينتهي بالفشل.. ـ غياب الديمقراطية و إلغاء التعددية الحزبية التي كانت موجودة في القطر السوري قبل هذه الوحدة، و عدم ترسيخ دولة النظام المؤسسات.. ـ قيام الوحدة بشكل اندماجي، و هو نظام أثبت فشله حتى على مستوى القطر الواحد بسبب الروتين و التعقيد، و حاجة الأقاليم إلى الرجوع إلى المركز في كله صغيرة و كبيرة فيؤدي ذلك إلى الجمود و منع هذه الأقاليم من ممارسة حريتها، و الاستفادة من إمكانياتها و الاستغلال الأمثل لقدراتها المختلفة.. بينما النظام الاتحادي ( الفيدرالي) على العكس من ذلك يسمح للأقاليم المختلفة بإدارة شؤونها بنفسها بعيدا عن سيطرة المركز، و هو نظام أخذت به الكثير من الدول التي حققت نجاحا واضحا سواء على مستوى الرخاء الاقتصادي و رفع مستوى المعيشة أو على مستوى الاستقرار السياسي.. و قد كان لهذه التجربة الوحدوية أثار ايجابية و أخرى سلبية على الأمة العربية بشكل عام و على مشروع الوحدة العربية بشكل خاص.. الآثار الإيجابية هي: ـ ساعدت هذه التجربة الوحدوية رغم فشلها على إحياء فكرة توحيد الأمة العربية و أصبحت مشروعا قوميا لدى الكثير من النخب العربية.. ـ برهنة على أمكانية توحيد الأمة العربية إذا توفرت الإرادة لدى زعماء هذه الأمة.. ـ أظهرت الرغبة الجامحة و الكامنة في نفوس الشعوب العربية بتحقيق الوحدة العربية.. أما الآثار السلبية: ـ تراجع القومية العربية بسبب الكم الكبير من الإحباط الذي أصاب نفوس الشعوب العربية نتيجة لانهيار هذه الوحدة التي علقت عليها الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج أمالا عريضة.. ـ التوجس من القيام بأية محاولة للوحدة بين الأقطار العربية مرة أخرى خوفا من الفشل.. ـ ترسيخ و تقوية الأنظمة القطرية و الحكم الفردي في البلاد العربية ـ تراجع في الحريات العامة و الديمقراطية في العالم العربي ـ القضاء على التعددية الحزبية و السياسية في سوريا التي كانت موجودة قبل الوحدة و في العالم العربي كله بعد ذلك.. و هذه نبذة بسيطة حول قيام الجمهورية العربية المتحدة و حول بعض سلبياتها و إيجابياتها.. و قد جئنا بها هنا للمقارنة بينها و بين الوحدة الحالية بين الجمهورية العربية اليمنية برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح و جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية برئاسة الرئيس على سالم البيض من أجل استخلاص العبر، و تحقيق المقارنة حتى يتبين لنا بأن الوحدة اليمنية ما هي في حقيقة الأمر إلا مسرحية كتب أحداثها كل من الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر و الرئيس السوري السابق شكري القويتلي و أعاد تمثيل مشاهدها على خشبة المسرح اليمني كل من الرئيس علي عبدالله صالح و الرئيس علي سالم البيض و أستطاع كل منهما أداء دوره على أحسن ما يكون الأداء بأسلوب فني راقي و منقطع النظير حيث تمكنا من إعادة تمثيل المشاهد نفسها و تجسيد الشخصيات كما هي في الأصل و قد قام الرئيس علي عبد الله صالح بدور الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في هذه المسرحية الذي أجاد الدور و أستطاع أن يظهر بمظهر القائد المخلص و صانع الوحدة و الزعيم الأوحد و البطل القومي.. بينما أستطاع الرئيس علي سالم البيض أن يقوم بدور الرئيس السوري السابق شكري القويتلي خير قيام، حيث أعجب به أيما أعجاب و أندهش من أسلوبه في إقامة الوحدة مع مصر على هذا النحو.. فأتبع أثره، و قلد نهجه، و سار على خطاه، متبعا خطواته خطوة بخطوة، ، وقد انتهى بالفعل من أداء دوره بنجاح ساحق، و ها هو ذا ينفض يديه و يستريح جانبا، بينما المسرحية مازالت مستمرة في عرض أحداثها على خشبة المسرح اليمني، و لم تزل فصولها تتوالى و تمر مشاهدها أمامنا، مشهدا مشهدا، و قد لعبت فيها الجماهير العربية و اليمنية بشكل خاص دور المشاهد الصامت.. و قد بدأت هذه المسرحية تقترب من أخر فصولها و هو الانفصال و إعادة التشطير مرة أخرى كما حصل في أصل هذه المسرحية، و هو الوحدة المصرية السورية التي انتهت بسوء الخاتمة و هو الانفصال.. ما لم يحصل أي تغيير في مسار أحداثها و إعادة كتابة نهايتها بشكل يخالف الأصل، و هو أمر صعب الحدوث ما لم تحدث المعجزة، و يتوقف البطل على خشبة المسرح بصورة مفاجئة، و يعيد الحسابات و يغير من مسار الأحداث في الاتجاه المعاكس.. فترقبوا معي أيها المشاهدين الكرام و محبي المسرح اليمني باقي أحداث هذه المسرحية المثيرة!! فهل يستطيع البطل الخروج على النص و إعادة توجيه الأحداث في اتجاه أخر و هو الوحدة التي تقوم على المؤسسات و الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان.. أم أنه يستمر بالتقليد الأعمى و الالتزام بالنص الأصلي الذي نعلم جميعا نهايته و نعرف مآله مسبقا؟؟ عويس القلنسي |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 10:17 AM.