الوحـــدة راسخه رسوخ جبال اليمن

[مايسه]

اليــوم تحـل علينــا الذكري التاسع عشر للمنجز الاغلى في حيــاة اليمنيين .
الوحــدة اليمنية .. والحدث الأسمى والغاية التى ناضل من اجلها كل الشرفاء والمخلصين في هـذا الوطن على مر العصور وبذلوا في سبيلها ارواحهم رخيصة وان كان ولابد لنا من وقفه في مناسبة كهذه فأنها ستدور حول الممارسات التى تحاول النيل من هــذا الحدث العظيم والتقليل من شأنه سؤا كانت من خلال السياسات الخاطئة التي ينتهجها الحزب الحاكم في اليمن وطريقة ادارته للبلد . وماخلفته من افرازات سلبية انعكست على حياة المواطنين المعيشية جراء ارتفاع نسبة البطاله وتوسع رقعة الفقر وتفشي الفساد والمحسوبية في مختلف مفاصل المؤسسات الحكومية واحتكار حيتان الفساد لقوت البسطاء ولقمة عيشهم ومن يعولون للتحكم بها وفق اهوائهم الجشعه واطماعهم التى لاتنتهي . .
وعلى الطرف الاخر نسمع بين الحين والاخر أصوات من هناء وهناك تنادي بمالايستوعبة العقل ولايتقبلة المنطق .. ولاننا في زمـن حافل بكل ماهو غريب ومتناقض وواقع لم يعــد يفرز غير ماهو مرير فليس ببعيد ان يدعي الوطنية من ينادي باغتيال الوطـن . مثلما هو الامر مثير للضحك والبكاء معا . ان تسمع من يطلقون على انفسهم وحدويون يتحدثون عما يسمونها دولة الجنوب العربي !!

ومن عاصمة الضباب الى مدينة العم ســام وعواصم اخري ارتفعت مؤخرا اصوات تطالب بالانفصال وهي قطعا غير مدركه لما تقول .. شخصيات لربما اتخذت من تردي الاوضاع في اليمن ذريعة لتنادي بالعودة الى ماقبل الثاني والعشرين من مايو عام 90 وهو مالا يمكن اعتباره مبررا لمجرد الخوض في هكــذا مجال مثلما ان معاناة ابناء المحافظات الجنوبيه والشرقيه من المحسوبية والشلليه والحرمان من حقهم في الوظيفة العامه ليست حكرا عليهم فقط ..
البسطاء في كل مديريات الوطن الواحد جنوبا وشمالا شرقا وغربا يعانون من تسلط المسؤلين وعقلية الالغاء والتفرد التى يسير وفقها الحزب الحاكم في البلد لكن ذلك لايعني ان نسخط من الوحــده كمنجز نفاخر به امام الأمم , ولا ان نحملها مسؤولية مايحدث ..
الوحدة .. رخاء واستقرار , بناء وتنمية فيما لو احسن القائمون على الحكم استغلالها .
فقط هو النهب الجائر لخيرات البلد وثرواته الذي يمارسة رموز الفساد من اوصل الاوضاع المعيشية والاقتصادية في اليمن الى ماوصلت الية . وهو الفساد ايضا من يحرم مستحقي الوظيفة العامه منها لتذهب الى من هم ليس اهلا لها .. الفاسدون ( الطابور الخامس ) الذي ينخرون في عظم الوحده وفي مؤسسات الدولة الكبري لاجهاظ اي مشروع حضاري وطني يخدم البلد . فهم الرافضين للحكم المحلي واسع الصلاحيات وهم الرافضين للسوق التجاري الحره وهم الرافضون لكل استحقاق جماهيري يسحب البساط من تحتهم ويجعل مصالح الشعب بعيده عن قبضتهم وعن عبثهم وفسادهم على اعتبار ان الوطن للجميع ولاملكية بعد 26 سبتمبر 67م واليمن للجميع . ان الذين اضروا بمشروع الوحده ويعرضوها للخطر اليوم هم الذين استغلوا مناصبهم في تحقيق مصالح شخصية مفابلر نهب مخصصات التنمية وحرمان المديريات والعزل من المشاريع الخدمية .ووليست الوحده التى جاءت لتعمل على نهضة البلد وتقدم ابناءه
البون شاسع بين نقدنا لممارسات الحكم الخاطئة والتقليل من شأن الوحده المباركه لنختلف في وجهات النظر ولنتبادل النقـد حول طريقة الادارة لكن يجب ان تضل الوحدة أبدية وضمن المسلمات التي لايجب الخوض حولها ..
اختزال الوحدة في شخص معين او نظام بذاته أمرا غاية في الخطورة .. الوحده اليمنية منجز ساهم في صنعه عدد كبير من الشخصيات الوطنية على مدى عقود طويلة من الزمان .. الرئيس علي عبدالله صالح وان كان له دور في تحقيق الوحده لاينكره التاريخ فهناك ايضا ابطال كثر اخرين وقفوا وراء هذا المنجز .. وان اغفل الاعلام الرسمي ادوار عبدالفتاح اسماعيل ومحمود عبدالله عشيش والشهيد الحمدي وسالمين وعلي سالم البيض وراشد محمد ثابت ويحي العرشي وعلي ناصر في صنع الوحده اليمنية فان التاريخ يحفظ لهم ذلك مثلما يحفظ لكل اليمنيين شرف انتمائهم لدولة الوحدة والحفاظ عليها .. ورغم كل المنغصات يجب ان لانفقد الأمل بغد اكثر اشراقا وبهاء وتعود فيه الارض السعيده بسمتها الغائبه ..

ولعل مادفعني لكتابة هــذا الموضوع هو ماتناما الى علمي ان قلة من اليمنيين المتواجدين في الولايات المتحده الامريكية يعتزمون الخروج في مظاهرات في العاصمة واشنطن امام البيت الابيض يطالبون فيها بأنفصال الروح من الجسد والعودة بالتاريخ الى الوراء .. والغريب في الأمر انا كنا نعد من قاموا بتنظيم هذة المظاهره من الشخصيات الوطنية والوحدوية . الذين برروا فعلتهم بالاوضاع الاقتصادية والادارية المختله في البلد معتقدين ان الممارسات الغير سوية للسلطه والمحسوبية واحتكار الوظيفة العامه واحالة من هم خارج صفوف الحزب الحاكم الى التقاعد مبكرا تمارس فقط ضد ابناء المحافظات الجنوبية دون غيرهم وهو الاعتقاد الذي يعلم مدى خطئة الجميع حيث البسطاء من ابناء هذا الوطن الواحد يعانون من مثل هذه الممارسات التي يجب نقدها واستنكارها كفعل غير سوي يتناقض مع دستور دولة الوحده .. ولان الوحدة اليمنية لم تعد تتوقف عند اهؤا ورغبات البعض مهما كانوا بااعتبارها خيار انتهجه الشعب اليمني ولاتراجع عنه شاء من شاء وابي من ابى . فان على من يرفعون اعلام التشطير في الخارج ان يراجعوا حساباتهم ويكفوا عن الجدل العقيم في هذا الموضوع .. ولتوجه الطاقات والهمم لنقد كل ممارسة سلبيه من شأنها الاضرار باقتصاد البلد ووحدته الوطنية في سبيل فضح القائمين عليها .\
ولمتظاهري واشنطن .. نقول تذكروا قول السيد / علي سالم البيض الذي عبر ذات يوم عن اعتزازه بالاسهام في صنع الوحده التى قال انها أعظم انجاز في تاريخ الشعب اليمني .. فالمبدا ء هو الثابت والشهاده الصادقه النابعه من القلب تبقي راسخه في جدار التاريخ الذي لايشيخ .. ودمتم سالمين ووحدتنا في خير