ثورة جماهير، والرسالة بلا عنوان إلى متى؟

[عبدالله الريامي]

في هذه اللحظات تابعت تقريراً لقناة الجزيرة من صنعاء أعده مراد هاشم عن مؤتمر للسلفيين في صنعاء، دعموا فيه (ولي الأمر) حسب تعبيرهم، و(تحدثوا) عن معاناة الجنوب وضرورة وجود إصلاحات سريعة لمعالجة (الوضع)..
هناك حراك سياسي شمالي بالغ الكثافة واللعب بجميع الأوراق لإظهار صورة تغطي على نواياه وأفعاله الحالية والمستقبلية في الواقع على أرض الجنوب، وهذه هندسة سياسية إعلامية لا مقابل لها حتى الآن. لا وجود إلا لصوت واحد هو صوت المحتل الذي يصل ويستمع إليه العالم!
والأدهى أنه يبدو للعالم صوتأً موضوعياً في حالات غالبة فهو لا ينفي بأن الجنوب يعاني ويطالب بإصلاح الوضع وبحقوق للجنوبيين!

عبرت بعض المواضيع المنشورة هنا في المنتدى بألم وشعور مضاعف بالظلم عن نفس تساؤلاتي وتساؤلات الكثيرين من المهتمين بقضية الجنوب وثورته السلمية، ملخص التساؤلات أين هو الصوت السياسي لقيادة الثورة ؟
لا شك عندي بأن القيادات تعمل بجهد متواصل وأن المهام المطروحة أمامها ليست سهلة ومعقدة وكثيرة جداً، لكن هذا البطء وعدم تفعيل أدوار أساسية وذات أولوية يجعل من هذا الحراك ومن هذه الثورة ومن كل هذه التضحيات على مدار الساعة رسالة تكتب بالإخلاص والدم لكنها بلا عنوان يمكن للعالم من خلاله متابعتها والتفاعل معها.

الوقت من ذهب الدماء التي تسيل ومن الآلام التي بلا حدود في كل الأشكال والمواقع، الوقت الذي هو في صالح قضية الجنوب بفعل هذا الزخم والتحرك الجماهيري المتزايد يصبح ضائعاً في لحظته لإن الرسالة بلا عنوان حتى الآن..
أتمنى عميقاً أن لا تتأخروا أكثر..
وأتمنى عميقاً أن يعذرني الجميع إن كنتُ قد قلتُ ما لا يعجب طرف من الأطراف.. لكن السبب هو أن الرسالة وعنوانها حبي وغايتي.