الارهاب الذي خرج من القصر الجمهوري هل سيصارع ذاته..؟!!

[جنوبي طفشان]

حين قال الرئيس الجنوبي علي سالم البيض قبل أيام في حوار له مع قناة الحرة أن الإرهاب يخرج من القصر الجمهوري لم يكن يبالغ فثمة ما يؤكد أنه محقا .
اليوم في العاصمة صنعاء تنادت جموع السلفية ، تلك المجاميع المخفية في زوايا المساجد لتقول رأيها حول ما يدور في اليمن ومرة أخرى يبدو أن اليمن قادم على ميلاد موت جديد ، يصنعه القصر الجمهوري بغرض تثبيت أركان نظامه الذي بدأ يميد بعد أن بدأ طوفان جنوب اليمن باتجاه حركة يطلق عليها" تقرير المصير" ، وكل تلك الحشود كما يرى مراقبون ليست سوى أدوات جديدة وكروت أخرى ستزج في معارك وهمية تحت دعوى الحفاظ على الوحدة اليمنية التي لم يحفظ منها هذا النظام شيئا بعد أن أتى على آخر قلاع قوتها " حرية الصحافة " ، وبعد أن مارس ناهبيه في الجنوب عبثا وصل حد الانفجار بعد صمت دام 15 عاما من حرب 94م.
ليس هناك ‘ذا ما يدعو للتفاؤل غير أن اليأس قد بلغ مداه ، وتبت بوادره بهذا التنادي السلفي الذي طالما استخدم في كل مراحل الصراع بين محاولات التقدم والتقادم في اليمن ، فحين كان المد اليساري المتقدم يجتاح البلاد بأفكاره الإصلاحية المتقدمة إبان السبعينات والثمانينات كان صالح يواجه ذلك بهذه الأدوات ذاتها ، غير أن الانكى هذه المرة أن هذا الفكر السلفي الإرهابي يبدو اليوم منقسما على ذاته ففي الوقت الذي ينادي سلفيو صنعاء الذين قيل أنه تم حشدهم بإيعاز من السلطة بضرورة الحفاظ على الوحدة ينادي طالبان أبين "طارق الفضلي " الذي حالف صالح في حرب 94م بتقرير المصير ، وهو ما يعني أن الصدام سيكون بين الارهابين الذين خرجوا من القصر الجمهوري حد تعبير البيض، وتلك إيجابية لا يدركها صالح سترتد عليه سلبا فالإرهاب يقاتل ذاته وربما يأتي على اللاعبين به ..!!.
وفي الوقت الذي يحشد نظام صالح هذه المجاميع المتطرفة يؤكد نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ( السي آي أيه) السيد ستيفن كيبس ( إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم وبقوة يمنأً موحداً ومستقراً، وان ذلك يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال موقع "سبأ نت" التابع للسلطة أن ستيفن كيبس نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " السي آي إيه" خلال استقبال صالح له اليوم في القصر الجمهوري بتعز أشاد بالجهود التي تبذلها اليمن في مجال مكافحة الارهاب .. منوهاً بالشراكة اليمنية - الأمريكية، مؤكداً حرص الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.
كما أكد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم قدرات اليمن في مجالات التنمية ومكافحة الإرهاب .

الأمر الذي يقودنا الى التساؤل عن سر هذه الإشادة الأميركية في نفس اليوم الذي تحشد السلطة من تفترضهم أميركا إرهابيين ..!!

إنه الارهاب أداة أميركا كما هو أدة الأنظمة ، إنه التحالف الغير معلن والاستخدام المتجدد لهذه الادوات كلما اقتضت الضرورة ذلك.