القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
دبلوماسية العسل واللوز للكاتب منير الماوري
دبلوماسية العسل واللوز
منير الماوري [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] تستعد اليمن لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز المقرر عقده بشرم الشيخ في مصر بداية الشهر المقبل. وفي إطار الاستعداد للمؤتمر لم تهتم الدبلوماسية اليمنية بالتحضير لمناقشة القضايا السياسية التي سيشارك بها الرئيس مع القادة الآخرين ولكن اهتمت هذه الدبلوماسية بتوافه الأمور، ومنها توفير العسل المغشوش لبعض الضيوف، وإليكم هذه القصة. توجه إلى القاهرة مؤخرا وفد يمني برئاسة أحد أصهار الرئيس من مسؤولي المراسم في قصر الرئاسة، وكانت مهمته هي توفيرحوالي ألف عبوة من العسل لتقديمها كهدايا إلى الصحفيين ومرافقي الزوار وأي شخص يرونه مناسباً. تمكن الوفد من الحصول على عسل كشميري بسعر 30 دولاراً للعبوة أي أن التكلفة الكاملة لن تزيد عن 30 ألف دولاراً، وهو مبلغ زهيد جداً في العرف الدبلوماسي. ولكن توقفوا معي هنا قليلا فقد أكد مصدر عليم أن الفاتورة المقدمة لدار الرئاسة كانت ستمائة ألف دولار أي بسعر 600 دولار للعبوة على أساس أن العسل يمني دوعني أصلي. وبهذا فإن صهر الرئيس ارتكب ثلاثة أخطاء في وقت واحد: الأول: اللجوء إلى دبلوماسية الهدايا التي تسئ إلى شعب فقير أكثر من أن تفيده. الثاني: تعمد غش المهداة إليهم بتقديم عسل كشميري على أساس أنه عسل يمني عالي الجودة والتكلفة. الثالث: تعمد غش العم الرئيس بتقديم فاتورة تكلفة تبلغ عشرين ضعفا من السعر الأصلي. وإذا كان هناك من يمكن أن يشكك في هذه القصة فإن عليه الاتصال بأمين عام رئاسة الجمهورية اللواء عبد الله البشيري للحصول منه على نسخة ضوئية من الوثائق التي تثبت صحة القصة في حال أنكرها صهر الرئيس. وبما أني لم أكن شاهد عيان على ما حصل في القاهرة ولم أحصل على التفاصيل كاملة فإني سأورد قصة أخرى كنت قريباً منها وشاهداً عليها تتعلق بدبلوماسية العسل واللوز والزبيب والبن اليمني المحمص في البرازيل وليس العسل فقط. فمن خلال عملي وتواصلي مع الصحفيين العرب والأجانب أرى بين الفترة والأخرى ـ وأسمع عن ـ شحنات العسل واللوز والزبيب التي توزع بالمجان على كثير من المكاتب الصحفية، في العديد من العواصم كهدية من الرئاسة اليمنية عن طريق السفارات، فيرفضها البعض ويأخذها البعض الآخر عن حسن نية. وكثيراً ما سمعت تعليقات من أولئك الذين يرفضون الهدايا بأن هذا العسل الثمين لا يجب أن تتحمله خزينة دولة يعاني شعبها من الفقر والعوز لأن لا فائدة من توزيعه، وسيكتب الصحفيون ما يقتنعون به فلن يغري العسل أحداً منهم لتغيير قناعاته في النظام اليمني. ولن أبالغ لو قلت أن مخزون دار الرئاسة كله من العسل الدوعني (أو الكشميري المغشوش) لن يكفي لتصحيح الصورة المشوهة في ذهن القارئ العربي أو الأجنبي المهتم بالشأن اليمني، لأن التشوه هو في الأصل وليس في الصورة . ولكن مندوبي الرئيس في الدول لم يمارسوا أي عمل خاطئ بل يقومون بعملهم في تمثيل النظام الحاكم أفضل تمثيل، فهم في محاولاتهم تحسين صورة السلطة عن طريق هدايا العسل واللوز يعطون الآخرين صورة حقيقية عن ما يمثلوه. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 01:52 AM.