الاستاذ/ البيض وتدخله في شئون اليمن

[fsa]

الوفود الحضرمية إلى سيد العرب صلى الله عليه وسلم بالمدينة

أدوار التأريخ الحضرمي - الشاطري



وفدت إلى الرسول بالمدينة وفود حضرمية جماعية فردية ، وذلك لما انتشر الإسلام ببلاد العرب وعرف أهلها عن محاسنه الشيء الكثير ، كما سمعوا عن أخلاق نبيه وأصحابه وما يقومون به نحو الإنسانية من خدمة وإصلاح وما أتاهم الله من نصر باهر على أعدائهم من أهل الكفر والإلحاد . وكان الغرض من إرسال هذه الوفود التي تمثل المواطنين الحضارمة هو إعلان الانضمام إلى حظيرة الإسلام وتقديم فروض الطاعة والولاء وأخذ صورة مباشرة عن سيد المرسلين وأصحابه وتعاليمه وتوجيهاته، من الوفود الجماعية وفد كندة.

وفد كندة

ترأس هذا الوفد الأشعث بن قيس الكندي، وقد مر ذكره أثناء ترجمة أبيه، وقد مر ذكره أثناء ترجمة أبيه، وقد كان هذا الوفد مثالا للروعة وحسن الهيئة، وقد تألف من بضعة عشر رجلا ، وعده بعض أهل السير نحوا من ثمانين 2 عضوا متأنقا في لباسه وهيئته ، قدموا إلى المدينة في السنة العاشرة للهجرة فقابلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن مقابلة كما يقابل أمثالهم من وفود القبائل العربية ، ولاحظ عليهم ملاحظتين إحداها :
استعمال الحرير، والثانية: الافتخار بعظمة جدهم آكل المرار حين قالوا له على سبيل الفخر والاعتزاز الجاهليين: نحن بنوا آكل المرار وأنت ابن آكل المرار 3 ، فبادروا بترك ما نهاهم عنه فمزقوا الحرير الذي في جببهم ووبخهم سيدهم الأصغر الأشعث بن قيس عن إعادة القول بما نهاهم عنه سيدهم الأكبر محمد صلى الله عليه وآله وسلم 1 .

مصاهرة بين القبيلتين

بمناسبة وجود الوفد الكندي بالمدينة استحسن عقد مصاهرة بين قبيلتي قريش بالمدينة وكندة بحضرموت وذلك كما يقول بعض أهل السير ، زواج الأشعث من أم فروة بنت أبي قحافة أخت الصديق ، وسواء تم العقد وقتئذ أم بعده ، فأن الرغبة في التقارب والمصاهرة قد حصلت بين القبيلتين ، وإذا صح ما يقال أن رسول الله خطب قتيلة بنت قيس أخت الأشعث وتوفي قبل لأن تقدم عليه من حضرموت فهو يؤكد تلك الرغبة من الجانبين في التقارب بين القبيلتين كما أشرنا . وهكذا كان نصيب كندة بوصفها من أعظم العشائر الحضرمية من نبل الأخلاق النبوية المعروفة عن رسول الله وأصحابه حين يتألفونها كما يتألفون غيرها من قبائل العرب لدعم الصلات والروابط الإسلامية فيما بينهم وبينها ، ولولا قرب عهد هذه القبيلة بالإسلام و أصحابه حين توفي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لربما لم يرتد أحد منها ، ومع هذا فأن كثيرا من رجالها ، ومن رجال حضرموت الآخرين ثبت على إسلامه كما سيأتي .

وفود حضرمية أخرى

تعددت الوفود الحضرمية في هذه السنة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة وقد سطر التاريخ أسماء هؤلاء الأمراء الزعماء وهم : وائل ابن حجر يفد من شبوة يقال أنه أول أشهر وافد حضرمي إلى رسول ، وقد قوبل مقابلة ممتازة من الرسول وأعطاه عدة كتب وأقره على ما ورثه عن آبائه من إمارة وستأتي ترجمته مبسوطة .

وفد الجعفيين من جردان

قيس بن سلمة الجعفي:

وفد على الرسول هو ورهط من أصحابه، وقد أكرمهم الرسول وقدم لهم القلب بصفة خاصة ، وكان الدافع له على هذا هو ما بلغه عن الجعفيين من عدم أكلهم القلب ولعل ذلك لتوهمهم أنه يضر أو لأنهم يعافونه كما يعاف بعض الأعضاء الأخرى كالرئة والأمعاء والكرش . وعلى كل فأن الرسول ــ كما هي عادته ــ أراد أن ينزع من قلوبهم علميا كراهية أكل القلب فقدمه إليهم مشويا فأكله بعضهم وعادوا بعد إلى حضرموت مسلمين مخلصين . ووفد أيضا : الأسود الكندي من عرمة وجردان بمفرده وكليب البقلي التنعي من وادي تنعة . وربيعه بن مرحب الحضرمي, وغير هؤلاء كثيرون من بلاد الجنوب العربي وهم مذكورون في ثنايا كتب السير المطولة.