عندما تثور الشعوب ؟؟؟ !!!

[عرين الاسود]

الشعوب الحية تأبى الضيم وتأبى الظلم وتقاومه , لا ترهب سطوة الظالمين .. والطغيان عندما يزيد يولد لديهم التمرد والثورة على الأوضاع , يولد لديهم التمرد والانتفاضة على اللصوص وقطاع الطريق .. الشعوب الحية قادرة على تحقيق وحل أصعب المعادلات , حيث توجد الإرادة , وحيثما وجدت الإرادة توجد الوسيلة أيضا كما أنها يمكن أن تتحمل الخسائر لكنها يصعب عليها أن تتحمل الخيانة .

الاحتلال يجر رعاياه إلى منطقة الجنوب ليظهر للعالم أن هناك تظاهرات جنوبية تؤيده يحاول أن يسجل مواقف إنتصارية , لكنها منيت بالفشل الذريع , ونحن أساسا يجب أن نحتفظ بإستراتيجيتنا ونتعامل مع المرحلة الحالية كمحطة نعبر منها إلى بوابة أخرى وسنعمل على إفشال كل مخططات العدو رغم القتل الذي يجري وسفك دماء أبناءنا وإخوتنا ونسجل كل الوقائع استعدادا لمحاكمة عصابة صنعاء الأشقياء لينالوا عقابهم الرادع .

الشعوب الحرة لا تتصارع على مفردات هزيلة تضيع بها حقوق شعبها بل مستعدة للتضحية والتنازل لأجل الوطن والشعب الذي وهبهم الثقة , كما أننا لن نشق مركزيتنا السياسية بل وسنطيعها باختيار ورضا .. طالما أنهم يحملون هم الاستقلال وهم تحرير الاوطان .

الشعوب الحية لا تسمح بتمييع قضيتها تحت أي بند أو أي إسم مهما كانت التسمية فيدرالية أو كونفيدرالية فهذه قد عف عليها الزمن ولات حين مناص , فالخروج من مأزق زنادقة صنعاء وأبواقهم من كل فئة هو همنا وشغلنا الشاغل والله في سماه يعين على نوائب الحق . . والشعوب عندما تثور فلا تثور بالباطل .

المهم الآن هو أن نستوعب المرحلة حتى اللحظة الحاضرة وتكون أمامنا رؤية ناضجة تنقلنا إلى مستويات أفضل في النضال ولهذا نحن في سباق مع الزمن وعلينا أن لا نسمح بأي أخطاء ولو كان على هامش الصفحة وأن نتجاوز ما يعرف بالأنانية إلى الدوافع الاجتماعية لنحقق تواصلا حقيقيا في مجتمعنا الجنوبي ككل وحتى نخرج من المساحة الرمادية في علاقاتنا الداخلية وأن يكون هدفنا هو إقامة دولة ذات سيادة يحكمها النظام والقانون قائمة على العدالة الاجتماعية .. لا أفرادا أو مشيخة كما يفعل الهمجيون في صنعاء وهذه كانت تصلح في عصور ما قبل التاريخ , فنحن قد تركنا الجاهلية تلك إلى غير رجعة إن شاء الله .

ولكي تقدم الشعوب نضالا حقيقيا فعليها أن تتبع قيادتها ويكون لديها وضوح في الانتماء والهوية والأهداف , وإذ نحن نحيي كافة أفراد الشعب وأصحاب المقامات الرفيعة فكل رجائنا أن لا يجند هذا لحسابات شخصية ربما يظنها بعضهم لأنهم سيورثون أمورا لا تحمد عقباها , ومع ذلك نحن ندرك أن هذه الثورة لن تترك مجالا للمحتل أن يلعب بنا و بتاريخ البلد في المستقبل بل نريد دولة حقيقية تفرض بصماتها في المنطقة , بلدا مستقل قوي يقرر بنفسه أين توجد مصالحه القومية ,وشعب الجنوب قد قرر مصيره .
إن علينا أن نترك نطاق الاتجاهات المتعددة والعودة خلف قيادة واحدة , وإنها لثورة حتى النصر والله معنا ولن يترنا أعمالنا ..( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )