خلل فني أم "ملعوب" يمني ...

[طائر الأشجان]

استمرأت السلطة في صنعاء تضليل الرأي‎ ‎العام حتى أصبح التضليل سمةً تغلب على طابع النظام اليمني الحاكم ‏، ويتحلى بها إزاء‎ ‎التعاطي مع قضايا الساعة ، ويبتكر الأفانين لتسويق مشروعاته على أطباق من التضليل ،‏‎ ‎فسقوط مقاتلتين من سماء صعدة ، وفي غضون أقل من اسبوع خلل فني ، ويدرك مراقبوا‎ ‎المشهد اليمني ‏ومسرح العمليات تحديداً زيف هذا الإدعاء بناءاً على ما أظهرته قنوات‎ ‎التلفزة المختلفة من أسلحة يمتلكها ‏الحوثيون من بينها مضاد لسلاح الطيران ، مما يضع‎ ‎تصريحات الجانب العسكري للسلطة في دائرة الشك ، ‏ويعزز عدم مصداقية النظام حتى في‎ ‎ادعاءاته تمشيط معاقل من يصفهم بالمتمردين ، هذا التمشيط الذي استمر ‏قرابة الشهرين‎ ‎على التوالي وما يزال حتى هذه اللحظة‎ !!.
‎
إن لجوء النظام إلى وسائل الكَذِب الرسمي‎ ‎يعبر عن حالة الخوف من احتمال سيطرة الحوثيين على العاصمة ، ‏وهو أمرٌ بات وشيكاً في‎ ‎ظل هشاشة الجبهة الداخلية للنظام ، وبالنظر إلى تركيبة الجيش القبلية الموالي‎ ‎أكثرها للمنافع الخاصة ، بعيداً عن الشعارات الوطنية للسلطة وأدبياتها التي لا‎ ‎يستوعبها أبناء قبيلة حاشد ، ولا يلتفت ‏إليها أبناء قبيلة بكيل‎ .
وحقيقة جهل‎ ‎القبيلة بالمسوغات الوطنية والتعبئة المعنوية يجسده تهريب الأسلحة إلى الحوثيين‎ ‎بواسطة ‏عناصر من القوات المسلحة ، يعملون كتجار وسماسرة من داخل الرواق العسكري‎ ‎ذاته ، وعلى مستوى قيادات ‏أمنية ، فيما يباشر النظام تدوير اسطوانة المدّ الشيعي‎ ‎الصوفي ، الذي ثبت أن ليس له وجود ، بل الهدف منه ‏صرف الأنظار عن المهربين الفعليين‎ ‎لقطع الأسلحة ، وبيعها للحصول على المال الذي يُعد قِبلة كل صُناع القرار ‏في اليمن‎ ‎السعيد‎ .
‎
ونعلمُ أن اليمني وأنت تحدثه عن ضرورة الولاء للثورة والوطن ، ينظر إليك‎ ‎بعين الريبة والشك ، وفي داخله ‏هاجسٌ يقول : " سير اضحك على غيري يا ملعون والدين‎ " ‎، هذه التركيبة الثقافية والنفسية تبلورت على مدى ‏قرون ، وبقيت لم يستطع النظام‎ ‎الجمهوري إعادة تشكيلها ، ولم تفلح المحاولات تطويرها قيد أنملة ، وهذا ما ‏صعق‎ ‎الجنوبيين ، وقلب الصورة في أذهانهم رأساً على عَقِب ، وهم يرون المفاهيم الوطنية‎ ‎بأوجهٍ معكوسة ‏لدى الكل ، وأنهم في موضع استغفال وسخرية واستهجان ، لأنهم يمتلكون‎ ‎مبادئاً وقيَماً ليست متداولة في ‏الوسط القبلي المتخلف بطبيعته‎ .
وينبري من وسط‎ ‎هذا الخضم حمَلَة أقلام رخيصة لا ينشغلون بشيء سوى تلميع صورة ذلك النظام ، وتصوير‎ ‎مفاسده على أنها خطايا ارتكبها الشعب وليس للنظام أدنى مسؤولية ، ويعزون فشل النظام‎ ‎إلى جهل الشعب ، ‏حتى سمعنا أحدهم يقول على لسان الرئيس :" هاتوا لي شعب متعلم ثم‎ ‎حاسبوني بعد ذلك " ، ويجتهدون في ‏درء الشبهات عن رأس الدولة وولي نعمة جميع اللصوص‎ ‎الذين لا يملكون ما يقدمونه إلا الولاء لفخامته مقابل ‏ما يقتاتون به نظير ذلك من‎ ‎فُتات‎ .
‎
تحياتي‎
طائر‎ ‎الاشجان