((( البيض .. فكر الملالي بعد الزمن الشمولي )))

[بوعمر]

البيض .. فكر الملالي بعد الزمن الشمولي








مقدمة :
ميز الله تعالى الإنسان عن الحيوان .. بالعقل









لم تكن المملكة السعودية محبذة للوحدة اليمنية التي عقدت في عدن 22 مايو 1990م ، وهذا ليس بأمر خفي حتى على رجل كونغولي يسكن بين غابات أفريقيا ، وليس من أحد ما يزايد على موقف السعودية السياسي تجاه الوحدة اليمنية حتى ما جاء في حرب صيف العام 1994م يصنف السعودية كداعم للقوى الانفصالية إبان تلكم الحرب التي أنجزت لليمن احتلال الجنوب العربي واستباحة أراضيه ومصادرة ثرواته ...

عندما نعود إلى ما يجري حالياً على تخوم الحدود السعودية اليمنية لن نجد أمراً غير مألوف ، فما يجري هو فصل من فصول الحرب المولودة منذ ميلاد الثورة الإيرانية التي قامت منذ أواخر السبعينات الميلادية من لقرن العشرين المنصرم على مبدأ تصدير الفكر الشيعي إلى خارج حدود الدولة الإيرانية ، انطلقت المواجهات العسكرية المسلحة بالحرب العراقية الإيرانية التي امتدت ثمان سنوات كانت كفيلة بترسيخ منهجية الخصوم في الحرب المذهبية الطاحنة والتي تعود جذورها إلى ولاية الإمام علي بن أبي طالب الخلافة وما تلاها من أحداث مازالت فصولها تتوالى ...

في ميدان الحرب الصغيرة التي تخوضها السعودية مع الحوثيين لم يخفي مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان أن الحرب مع هؤلاء ( المخبولين ) لا تمثل غير العدو الشيعي اللدود لمنهج المملكة السعودية المعلن ، منهج أهل السنة والجماعة ، كان تصريحاً مقتضباً لكنه يحمل في طياته كل حيثيات الصراع وما يتجنبه الساسة أرفعهم شأناً وأصغرهم ، فالحوثيين هنا وإن كانوا يظهرون في الأراضي السعودية على أنهم جرذان تطاردهم قوات الجيش السعودي إلا أنهم يمثلون مبادىء وتعاليم طهران وقم وأجندة الهالك الخميني الحالمة بسيطرة فارسية على جزيرة العرب وبلاد العراق والشام في نقيصة ذاتية للحضارات التي حكمت تلكم الأجزاء والتي حظيت بحكم الرومان ثم العرب وجاء بعدهم الأتراك ...

عندما تطلع الشعب الجنوبي العربي إلى الحرية المنشودة كان يتطلع أيضاً إلى جذوره العربية الأصيلة ، لذلك كانت منهجية الوطنيين الجنوبيين العرب في خضم كل تفاصيل الأحداث الجنوبية العربية كانت التأصيل للهوية الجنوبية العربية السياسية وفقاً لتاريخ سياسي لم تستطع كل القوى الغاشمة الملحدة على مدار عقود خمس أن تلغي هذه الهوية السياسية التي تشبث بها المخلصين ونادى بها كل جنوبي عربي يعتقد في قرارة ذاته أنه ينتمي للهوية العربية لا إلى غيرها ...

البيض .. علي سالم الرجل القومي القديم ، ذو الجذور الهاشمية ، صاحب التاريخ الطويل الممرغ في أفكار موسكو ، صاحب القرارات الصعبة والحساسة والارتجالية ، بطل دولة الوحدة اليمنية ، بطل يوم مجزرة يناير 1986م ، بطل القرار الأغبى بإعلان انفصال اليمن الجنوبية في أثناء حرب صيف 1994م ، وبطل يوم الفرار الكبير من المكلا ، ها هو اليوم في ألمانيا الاتحادية يمارس ما أعتاد عليه ، يمارس السير اعوجاجاً ...!!!

أرسل إلى حسن نصر اللات والعزى برسالة مباركة في ذكرى انتصار حزب الشيطان ، وأعرب عن انتظاره لدعم إيراني يعزز به الحراك الجنوبي ، وصمت حتى إعلان دعمه للمملكة السعودية ضد أي تهديد لأراضيها وسيادتها الوطنية ، هذا للأسف ما يصنف بأنه الجهل السياسي وممارسة الغباء اللامحدود في السياسة ، الجهل وحده من يقود البيض ، والجهل وحده من جعله بين من يأخذه إلى القرارات الخاطئة ، ويا ليت أحد من الذين حوله ذكروه بأن أول رئيس حطت طائرته في مطار عدن بعد أن وضعت حرب يوليو 1994م أوزارها كانت طائرة الرئيس الإيراني خاتمي الذي جاء ليبارك لرئيس دولة الاحتلال اليمني نصره المؤزر في تلكم الحرب التي خسرها البيض ورفاقه ...

إن كانت هذه العقلية السمجة هي من تقود الجنوب العربي إلى غاية الحرية ، فعلينا منذ اللحظة أن نعلنها للجميع وإن كانت قاسية على البعض بان هذه القيادة لا تصلح حتى لتقود قطيع من الأغنام ، فهي ستخذل الأغنام وتذهب بها إلى الذئاب لتأكلها وتعود لتأخذ قطيعاً آخر تذيقه ما ذاقه القطيع الأول ، قيادة بهذه الدرجة من التفكير السياسي لا يمكن لها أن تكون قادرة على تقديم قضية الشعب الجنوبي العربي ، وليست قادرة على تفهم كيف يمكن تحقيق دعم عربي لقضية الشعب المحتل منذ الثلاثين من نوفمبر 1967م ...

علي سالم البيض الذي جاء في خطابه السياسي الصادر بتاريخ 6 يوليو 2009م ملامة على عواصم دول الخليج العربية التي تستقبل وفود دولة الاحتلال اليمني لأنها أيادي ملطخة بدماء الشعب كما هو قال ، كان إيجابياً جداً في ذلكم الخطاب السياسي الذي أكد فيه إقراره بما تم توقيعه من اتفاقيات حدودية قاصداً ( اتفاقية جدة 2000م ) الحدودية بين اليمن والسعودية ، كان آنذاك إيجابياً لكنه كان ينتظر أن يطير الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى ألمانيا ويعلن له تأييده المطلق لإعلان الانفصال وعودة اليمن الجنوبي ، يبدو أن هذا ما كان ينتظره فخامة الرئيس البيض من الرياض كردة فعل على خطابه السياسي ذاك ...

البيض الذي يبدو أنه يراهن على احمدي نجاد أن يصطف معه لعل في هاشميته ما يغري طهران إليه ، البيض الذي يراهن على فتات معركة كسر عظام كبرى لم ترحم أحد دخل فيها بين الرياض وطهران يخطىء كما اعتاد هو على ممارسة الخطأ والخروج ليقدم الاعتذارات الرخيصة التي لا تسمن شعباً من جوع حرية وعدالة ...

إلى متى النظر إلى البعيد ؟؟ ، سؤال نرفعه إلى مقام فخامته إن كان هنالك مقام وإن كان هنالك ثمة فخامة ، لقد مللنا التخبطات ، ومللنا الارتجاليات ، ومللنا الخزعبلات ، ومللنا كل البيانات والتصريحات وحتى التلميحات ، أنظروا إلى الواقع نحن جيران لدولة لها كيانها ونفوذها وقدراتها ، دولة لو تبنت جزء من مطالب الأمة الجنوبية العربية جزء فقط وليس الكل لأنجزنا من خلالها الكثير ، أنظروا يا من أعمتكم الشعارات المهزومة على مدار السنين ولم تتعلموا ، أنظروا وتأملوا أين تكمن القوة ثم قرروا ، كنتم مع تعاليم الماركسيين مهزومين أذلاء ، واليوم تتطلعون إلى ملالي طهران وماذا لديهم غير الطعن في رجالات أمة محمد صلى الله عليه وسلم والطعن في الشعوب من بعدهم ، عادة الملالي ولن يتركوها من قبل ومن بعد ...








إلى علي سالم البيض .. هذا لسان الحال

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها... ولكن أحلام الرجال تضيق