أقسى المعاناة هي الخذلان ... أقسى الجحود هو الإنكار

[فادي عدن]

بسم الله الرحمن الرحيم


أقسى المعاناة هي الخذلان ... أقسى الجحود هو الإنكار ...


مهما كان ما فعلناه صغيراً كان أم كبيراً ... قليلاً كان أم كثيراً ، لكنه كان فعلاً أو قولاً أردناه لمصلحة بلادنا … الجنوب الحبيب ..
لن نفخر بفعل أو قول ولا ولن ننتظر جزاءً أو شكورا من أحد وفي نفس الوقت لا نتوقع الخذلان من أحد وكذلك الإنكار ..

في الوقت الذي لا نستطيع فيه العودة إلى الوطن حيث الرجال وأبناء الرجال يخوضون أروع وأعظم نضالاً سلمياً شهده تاريخنا الحديث والقديم والمعاصر ... حيث تصنع الزنود والإرادة غدنا المشرق ... في هذ الوقت الذي نعيش فيه مآسي الملاحقة من حرمان لأبسط شروط الحياة إلا بشق النفس ... لقد صرنا في خانة أعزة قوم يريد أن يذلهم أخوانهم ... هكذا صرنا متهاوين من بلد إلى بلد مسربلين بمواقف مشرفة من البعض الذين مهما فعلنا لا نستطيع إيفائهم حقهم ... يفاجأنا البعض بخذلانه ولا يكتفي بل يعضد الخذلان بالإنكار لنا ولما فعلناه .. لن نقول أن سيف صنعاء أرحم من سيفكم لكننا نقول أن سيفكم أكثر وقعاً لأنه يدمي من الداخل وألمه أكبر .. سيف صنعاء يوجه إلى صدورنا لأننا جنوبيون وسيفكم يوجه إلى صدورنا ربما بإسم المناطقية البغيضة ..

أتركونا في معاناتنا ولا تسأ لوا عنا أيها المتخاذلون ولا يهمكم مصيرنا ...أ أطعمنا من جوع أو آمنا من خوف ... من تولانا قبلاً سيتولانا من بعد ولن يتركنا ..

أيها المتخاذلون !!!
أتركونا وأبعدوا السكين عن رقابنا بتخاذلكم أولاً وبإنكاركم ثانيةً ودعونا نتجرع ضريبة العمل الذي بدأناه ... صنعاء تطلب رؤوسنا وأنتم تطلبونها أيضا ... هذا لا يستقيم ولا يتناغم مع نبضات قلوبنا وقلوبكم ولا تنسجم معه أنفاسنا وأنفاسكم … ليس لنا في عدن المدنية من يحمينا والعذاب مشرع لنا فاه في سجون صنعاء … فلا تكونوا أنتم والعدو سواء ..

سنجوع ولن نركع … وسنموت ولن نخضع .. . سنلتحف السماء وسنأكل الخشاش لكننا لن نبيع دم شهدائنا ولا أوجاع جرحانا ولا حسرات معتقلينا … سنعمل مع كل جنوبي يريد خير وطنه … يريد تحرير وطنه وإستعادة دولته … سنتصر أو الموت أفضل لنا..

قد يقول قائل … لماذا التلميح بدلاً من التصريح والتشفير بدلاً من التوضيح … أقول مادامت في عروقي تسري دماء جنوبية لن يخرج حرفي ليشهر بجنوبي مهما كانت إسائته أو خذلانه أو إنكاره..
هي رسالة تطمئن الأحبة بأننا على العهد باقون ودون العهد الموت أسلم ..
وللمتخاذلين والمنكرين … كفوا فيكفينا ما نحن فيه من معاناة ولا تزيدونا فوقها ما هو أعظم منها وأكبر … نستطيع الصمود لكل الأعاصير لكننا نتأذّى مما تفعلون وهو شرٌ عظيم ..
إننا نشكل لكم وصمة عار في جبينكم وقد جلبتموها بموقفكم المتخاذل منّا أيها ا لمتخاذلون من بني جلدتنا ..

جمال عبداللطيف عبادي
10 نوفمبر 2009