يا ابناء الجنوب .. متى نخرج من جلباب الشمال ..؟

[الشيخ الحضرمي]

بعدمرور اكثر ن 15 عاما على تحقيق الوحدة اليمنية بين جانب واخر بين طرف واخر تحت مسميات كثيرة منها على سبيل المثال اليمن واحد .

وهذه المعلومة لا وجود لها ولكنها عاطفة جياشة سادت في زمن الحروب الباردة ، ونحن ليس ضد الوحدة بمفوهما الكبير الواسع وثوبها الفضفاض ، ولكن نحن ضد الوحدة التى تتعامل مع الاخرين تحديدا مع ابناء الجنوب بانهم الحلقة الاضعف في هذه السلسلة التى يقال لها وحدة او يمن واحد .

ومع هذا الجمل الذي يقال له الجنوب فطاح وتعثر لسبب من الاسباب فكثرت سكاكين الخونة والجبناء تحديدا في جبهات القتال في لحج وتحديدا في العند وفي شبوة وفي ابين وحتى في عدن وفي حضرموت بعد معارك الغدر والخيانة لجيشنا واخوتنا واهلنا في عمران ، فانه من المخزي بل انه من العار ان يتحول الثوار في الجنوب في السبعينات والمدافعين عن الجنوب في تلك الفترة خاصة من ابناء ابين وشبوة الى جزارين لهذا الجمل الذي كان يحمل الجميع في منعطافات تاريخيه مهمة من تاريخ العالم كله والمنطقة برمتها .

كيف لمن عاش في الجنوب ان يحمل سكين ويطعن الجنوب في خاصرتها ، كيف لمن كان في يوم من الايام ابن بار تلك الارض الطاهرة النقية ان يخونها ، فمن خان الارض ياسادة ماذا بقي له أن لا يخونه .

فهذا هو بمثابة من يخون امة او يكون عاق لها والتى حملته في بطنها 9 اشهر ، والجنوب حملته عمراً . كيف يخون تلك الارض التى ربته صغيرا وادخلته مدارسها وارسلته الى كل الامكنة في العالم من اجل العلم ، كيف له ان يعود ويطعنها غدرا بسيف مسموم ؟

فملعون في كل كتاب من خان الجنوب من خان الانسان الجنوبي من خان عدن الجميلة الحضن الدافئ لكل ابناء الجنوب والاحرار العرب، مهما اختلفنا وتقاتلنا بيننا البين .. فنحن اخوة ، سرعان ما يعم ساحة المعركة بيننا التسامح ونعود الى الوضع الطبيعي للاسرة الواحدة ، وليس مبرر ان يقال اليوم باننا كنا نتقال بين فترة واخرى وبان الوحدة كانت المنفذ الوحيد .

والوحدة اليوم ليست سيفا مسلطا على رقاب البشر وليس كتاب منزل وليست مقدسة ، كما يصورها الاخرون في الجانب المنتصر ، وهذه الشعارات يعرفها الجميع في اليمن وفي الوطن العربي والعالم كله هي شعارات من اجل مصالح خاصة وضيقة ، مباركة امريكيا طالما هي تخدم الاهداف الدولية الخاصة بخدمة الكيان الاسرائيلي بالدرجة الاولى .

فطالما هذه الانظمة لا شي لديها مقدس الا كرسيها فهي مستعدة ان تقدم هذه العاصمة اوتلك بل والوطن برمته للاخر ، مثلما هو حال اليمن وبعض الانظمة العربية من اجل البقاء وقد صرح الرئيس بهذا الامر على مسمع الجميع باننا نخاف على كراسينا .

وبالامس في عدن الاستاذ علي سالم البيض لم يخاف على منصبه بل قدمه على كفيه من اجل حلم كبير كان يداعب اليمنيين جميعا فكانت النتيجة ضم الطرف الاضعف في الطرف الاقوى وسلب الحرية والثقافة والهوية ، وفرض علينا ثقافة اخرى وهوية اخرى وسلب مننا كل اشي ، في مقابل ماذا .

بعض الطرقات الاسفلتيه التى يهلل لها النظام وهي في الاساس تخدم مصلحة النظام واطماعة في الارض المباركة ارض الجنوب وهي ايضا تاتي هذه الخطوط لتكريس احتلاله وضمه لارضنا وهذا هو واقع الامر بدون مبالغة ومزايدات .

اضافة الى انتشار القات في كل ارجاء الجنوب وترك الحبل على الغارم بل ودعم القتال بين القبائل حتى يخلوا له وجهه السلطة .

كذلك خاطب الشعب بلغة البطون وفتح لهم استيراد العصيرات ، وفتح سوق جديدة لمنتوجات الشمال السيئة حيث اصبح الجنوب سوق كبير للعاطلين في الشمال ، وبالتالي حارب ابناء الجنوب في رزقهم وتركهم على ارصفة المدن الجنوبية بدون عمل ، وهذه صورة حقيقة اخرى بل ماساة .

نحن عندما نتحدث عن معارضة .. عندما نخاطب الاخر ، نقول لهم ..

باننا نبحث عن هوية وهذا حق مشروع ، نبحث عن ثقافتنا عن تاريخنا فنحن ان توحدنا مع العالم كله وليس مع الشمال يجب ان تظل هويتنا ، فالولايات المتحددة الامريكية 51 ولاية تقريبا توحدة ولكن هوية كل ولاية لم تسلب منها وعلى سبيل المثال ايضا الاتحاد السوفيتي وكذلك بعض الجمهوريات الاوربية الشرقية سابقا .

فلماذا النظام في صنع اقتلع الهوية ومارس هذاا لاقتلاع بمكر ودهاء ؟

لماذا النظام في الشمال طمس الثقافة ، بصورة يكاد يحس بها الطفل الصغير ؟

لماذا النظام في الشمال طمس ثقافتنا في اعلامه وفي سياسيته .

حاول ان يغير الاشياء الجميلة فينا ، ولكن محال في من خلال المهرجانات الثقافية هنا
وهناك ..

بالفطرة يحكم الاخرون بان هذا التراث من الجنوب وهذا من الشمال .

من خلال التخاطب والحوار ، يحكم الاخرون المتابعين بان هذا من الجنوب وهذا من الشمال .

اذا هذا النظام يحاول ان يصنع له هوية وثقافة وتاريخ على حساب هويتنا وثقافتنا وتاريخنا .. وسوف يفشل وقد فشل كما اشرنا الى ذلك من خلال حكم الاخرين .

اذا نحن نطالب الناس في الجنوب وكل من ينتمي الى الجنوب ان يبحث عن هويته وثقافته وتاريخه ولايسمح للاخر بفرض عليهم ثقافة الطرف الاخر ولا هوية الطرف الاخر ولا تاريخ الطرف الاخر .

وحتى نخرج من جلباب الطرف الاخر والثقافة الاخرى والتاريخ الاخر والهوية الاخرى ، حتى نخرج من مازق الضم والالحاق ، علينا دعم القيادة المعارضة في الخارج والداخل جماهيريا بالاحتجاح السلمي وبرفض كثير من قرارات التعسف فيما يتعلق بالرواتب وزيادة اسعار المواد الغذائية ، وعلى الجانب الاخر يحب ان تكون هناك قيادة سياسية تفعل مثل هذه الامور ، وان يكون هناك جناح عسكري يطالب بالتحرير يحرك الامور في الداخل وليس الاعتماد على الاطراف الدولية و حسب . بل يجب ان تكون هناك احداث تلفت نظر العالم الى هويتنا وتاريخنا وثقافتنا .

فالمسئولية كبيرة تقع على عاتق تاج الروح التى لازالت تنبض بنفس ابناء الجنوب والتى تبحث عن الهوية والثقافة والتاريخ .

فمتى نخرج من جلباب الزيود ؟ متى نخرج من جلباب الجمهورية العربية اليمنية ، ومتى نعود الى هويتنا وتاريخنا وثقافتنا .