((( الضالع .. الضلع الأعوج )))

[بوعمر]

الضالع .. الضلع الأعوج

مقدمة


كثير من الناس يعتقد بأنه يستطيع أن ينجح بالكلام والأحلام فقط ، لكن الواقع يختلف ، هو يحتاج إلى شجاعة وتصميم ، ومغامرة وفعل


ـ فريدريك سميث ـ

تحدث أحدهم ساخراً عن أننا نبني وطناً فارغاً من مضامينه ، ومن معاييره الأساسية ، وأن على الحضارمة والجنوبيين العرب أن ينتظروا زمناً آخر لعلهم يستطيعون الذهاب إلى وطنهم الذي هم يشاءون ، في حديثه المتشائم شيء وافر من الحقيقة الغائبة عن أفهام المدفوعين تجاه رغباتهم بتحقق الوطن واقعاً ، بكل ما في الوطن من تفاصيل دقيقة ...

مدعاة الحديث في نمطية الأداء العام لمفهوم " الحراك السلمي " ، فالمسألة ليست مجردة من ذوات الجماعات كلها التي تشكل النظام المقبل ، فممارسة التعتيم ، وممارسة الاستفراد بالرأي ، هي أدوات نظام نجزم بكل قوانا العقلية اليوم بأنها أدوات سببت الفشل في أداء الدولة اليمنية الجنوبية منذ 14 أكتوبر 1963م وحتى 22 مايو 1990م ، تلكم النمطية التي ترتكز على الحدة القصوى في الإقصاء للآخر هي نواة الدولة المهزومة التي شاءت الأقدار أن غالب أصحاب الحراك يحاولون إثبات حياتها من جديد ...

مفارقة في هذا " الحراك " أنه تحت مظلة " السلام " ، والسلام هنا هو ممارسة بشرية فيها من الفطرة الكثير ، ولطالما طاردتنا أسئلة ملحة في هذا الإطار ، منها ما تؤكد على أننا لا نستطيع التصالح والتسامح مع تاريخنا الماضي ، هذه الواقعية في التفكير العقلاني لعلها تؤصل لمرحلة حاضرة فيها دوافع القدرة والإمكانية على تجاوز الماضي ، حالة التجاوز الآنية تبدو محالة فكراً ، ومحالة عملاً أيضاً لأننا كأفراد لا نستطيع أن نواجهه تاريخنا القديم ...

تسويق " الحرية " و " الديمقراطية " تحتاج إلى كوادر مؤمنة بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة واحترام الآخر رأياً وفي غير رأي ، تلكم الكوادر ليست متوافرة بحجم القضية الوطنية ، نجزم بهذا ونحن في زمن تشتد فيه القضية في جوهرها حول ماهية الوطن الذي نريد ..؟؟ ، كثيرين قفزوا على هذا التأطير تحت مفاهيم لا تمت لواقعية الحركة الوطنية في شيء هنالك ثمة التزام لابد وأن يساق ، حتى وإن كان السيد البيض هادفاً إلى الحصول على ما قبل 22 مايو 1990م ، فهذا هو شأنه لأن الوطن ليس هو السيد البيض ولا كل ما يطلق عليه رموز تاريخية محنطة ...

اليوم نكاد نعترف بقناعة تامة أن هنالك عبث وطيش وهنالك مستبدين ، الاعتراف هنا بقناعاتنا ليس مدعاة لجلد الذات الوطنية بمقدار ما هي وضعية صحيحة لتصحيح المسار التاريخي ، أنموذج ( منتديات الضالع بوابة الجنوب ) نقطة لا يجب لوطني مهما تكن درجته في هذا الوطن أن لا يكترث إلى حالة العبث والطيش والاستبداد التي تقدمها هذه الثلة التي تحاول جاهدة الاستحواذ على الوطن وفقاً لكثير من الدلالات والمعطيات وحتى الإفرازات المتوالية ...

( منتديات الضالع بوابة الجنوب )

من المؤكد تماماً أن مواقع الإلكترونية هي انعكاس لوقائع الميدان الحي ، هذه الثورة الإلكترونية الآخاذة هي حالة تعد فريدة في التواصل حيناً ، وفي تعزيز المفاهيم والمبادىء أحياناً أخرى ، ومن خلالها يحاول الأفراد كما تحاول المجموعات التعبير عن المشروعات السياسية والأفكار الذهنية المختلفة ، هذا التأصيل يقودنا إلى عالم المعرفة الذي يرفد القضية الوطنية بروافد ضخمة من المفاهيم التي من خلالها يحتوي الوطن كل أبنائه بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية وحتى المناطقية أيضاً ...

عندما انضممنا إلى ( منتديات الضالع بوابة الجنوب ) كنا ندرك حجم المسئولية التي علينا القيام بها تجاه عناصر تعمل وتجتهد وتبذل من أجل ما تراه ، لن نفترض سوء النوايا عند الأغلبية الساحقة بل نفترض صلاحها وعفويتها ورغبتها الجامحة لتحقيق رغبة الاستقلال الوطني ، والمسئولية ليست فكراً يطرح بل مسئولية تجاه التاريخ لإظهار الحقيقة والتعبير عن الرأي بدون ضوابط يحددها هذا الطرف أو ذاك ، هنا أذكر محفزاً من المحفزات الأخ معلاوي فقد كان في حضوره هنالك حافز لما عرفناه في سالف الأيام عنه باحترامه القديم لحرية الرأي واستيعابه للرأي الآخر المعاكس فضلاً عن أمور أخرى ليس هذا هو سياقها ...

" الجنوب العربي " هو الحاضن الأوحد لكل المشروع الوطني ، لذلك كانت المنهجية الأولى هو التأصيل ، ومن بعد الدعم والمساندة لجزئيات وتفردات ، ولعلنا نستذكر حالة الخوار التي عمت عموم منتديات الجنوب العربي عندما ظهر السيد البيض ضعيفاً متهلهلاً في مقابلة قناة بي بي سي العربية ، فأخذنا من ذات المسئولية واجب التعزيز والنصرة فكتبنا ( ولو خضت بنا البحر لخضناه معك ) ، هنا واحدة من عديد حالات حاولنا فيها التواصل مع جيل مدفوع أو جيل مغرر أو جيل ..... !!!

حتى عندما ضجت المواقع الجنوبية العربية والحضرمية بالأفكار التي تدعو إلى حضرموت وطناً عجز العاجزين في ( منتديات الضالع بوابة الجنوب ) عن مواجهة المد الحضرمي الفكري الذي أنجب يوماً مشروع " الجنوب العربي " ، وحتى هو من وضع لبنات الدولة الماركسية في الجنوب اليمني عن طريق عبدالله باذيب ، هنا لا ندعي السلامة الحضرمية المطلقة ، فلا الحضارمة أنبياء أو ملائكة إنما هم بشر يمتازون عن غيرهم بفوارق ، كما يمتاز غيرهم عنهم بفوارق شتى ، حالة الضجيج العالية لم تكن غير ردة فعل طبيعية لوضع مستمر تعمل فيه ( منتديات الضالع بوابة الجنوب ) على تكريس الرأي اليمني الجنوبي دونما اعتبار لأحد من كان في هذا الوطن ...

لقد تجاوز الأخوة في ( منتديات الضالع بوابة الجنوب ) كثير من الضوابط الوطنية بسبب احتكارهم الرأي والفكرة وتخوينهم الآخرين ، فكل الوطن عندهم يبدأ من منطلقاتهم وينتهي عن منطلقاتهم ، ليس لأحد حق في المضي نحو الأفكار والتطلعات لأي مشاريع فكرية أو سياسية ، منهجية ودونما تحفظ تعيدنا إلى التحفظ عن السير في اتجاهاتهم التي لن تصل إلا لدولة الحكم الشمولي التي لن تقبل دماء شهداء الوطن أن تعود إلى الحياة مرة أخرى ...

كل شيء يقبل إلا استعادة الخطايا ، احتكار الرأي ، وحجب الآخرين ، ومصادرة أفكارهم منهج يرفضه واقع القرن الحادي والعشرين فضلاً عن أن هذا الجيل الحاضر هو من يريد تحقيق الوطن على ثوابت ترتكز على احترام الحريات الفكرية والمذهبية والسياسية والاجتماعية ، إذا كنا في هذه المرحلة النضالية نتصارع على الحرية فما سيلي من بعد الاستقلال إن حدث أن الدولة المقبلة ستتكبد الأموال الطائلة لبناء السجون والمعتقلات لوضع اصحاب الرأي فيها ...

المسئولية التاريخية الوطنية تضعنا في مواجهة ( منتديات الضالع بوابة الجنوب ) إدارة فقط ، فعلى هؤلاء مراجعة قناعاتهم أولاً ، ثم الخروج من الضيق إلى المساحة الواسعة من الأخذ بالرأي الآخر احتراماً له أولاً ، ثم تأسيساً لبناء الدولة على اعتبارات التجارب السياسية الماضية بما فيها من سقم ووجع ، شيء من المراجعة للقناعات واستشارة من هو قريب منهم وعلى رأسهم الهامة الوطنية أحمد عمر بن فريد ، فالمسلك الصحيح هو بالرأي واستشارة أهل الحكمة ...

في هذا السياق لا يجوز لأحد من كان حجمه أن يحتكر الوطن ، ويوزع صكوك الوطنية على الآخرين ، كلنا في وطن محتل ، هذه قناعة أولى ، نمتاز عن بعضنا البعض بنضالنا كل في موقعه الذي هو فيه ، استدراك الحال هو واجب على الجميع التواصي به والأخذ بناصيته ، فلا يجب المكابرة على الخطايا والسير بها إلى عنوان الفشل الذي يريدنا العدو أن نذهب إليه ، تفجير الطاقات الوطنية هو عنوان مرحلة نضالية هدفها الأسمى هو وطن حر لم يعرف الحرية حتى في نطاق التواريخ المكذوبة فينا ...

قريباً سيحتفي اليمن بالعشرين عاماً على وحدته المزعومة ، قريباً سنقف فرقاء في تاريخ وإن كرهناه وبغضناه فهو جزء من قضيتنا التي لابد وان تستثير خلايا الأجساد الجنوبية العربية والحضرمية لتؤصل فقط منهجية الوطن والنضال من أجل حريته ، كم نحتاج إلى الآخر لأن الآخر فينا هو جزء منا له منا الوفاء ، وعليه لنا المساندة والدعم لأن الوطن للجميع وليس لـ ( منتديات الضالع بوابة الجنوب ) وحدها ...

خاتمة


الوطن هو الحقيقة