من رساله إلى الصحاف " لقد بالغنا في عشق الوهم المسمى وحدة "

[ابو عهد الشعيبي]

يقول الشاعر :

" لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب

لو لم أمزق جسمها الطري بالحراب

لو بقيت في داخل العيون والأهداب

لما استباحت لحمنا الكلاب ... "


بداية أشكرك على التخاطب المرن بل والأكثر من المر ونة نفسها مع كل أقلام الحق والباطل فأنا لا زلت معك ومع حوارك وسياساتك ومراميك وإن كانت جل فقرات حديثك لا ترتقي إلى مستوى الواجب في التخاطب الشجاع الذي يفترض إن يسمو مع الحق الجنوبي الكبير بعيدا عن مرادفات الإنهزامية التي تنبعث رائحتها من ما تسطر ..
حيث من الأفضل لك وإنت امام شاشة النت إن تستعيد في ذاكرتك بطولات الأجداد النشامئ كي تكسب سنتك مناعة الرمي الصائب ..
صحافنا الجليل .. قد يطول الحديث معك إذا ما اردت انا نثر الألم الذي يشق صدري جراء ما يعانيه أهلنا في جنوبنا الغالي في ظل سيطرت عصابات صنعاء الهالكة على كل اجزائه وقد تطالك سهامي من حيث لا تعلم ولكنني سأكتفي في طرح اليسير حتى يتسنى فهمي ومقاصدي على نحو صريح وواضح كما هو حال لسان كل أشراف وأحرار ورجال ابناء الجنوب العربي على الواقع .. سأبقي على سيفي بغمادة ولن أشهرة هذة المرة في الوجية التي شاهت وسأتجاوز تفاهات الأقلام الحارقة والهالكة .. فهنا حروف وحوار وإيصال حجة وإيضاح حق وللمرحلة واجب علينا لحين تعطيني حبيبات التراب الجنوبية إشارات الولوج لعمل ملائم آخر ..

وثانيا :
الكل يعلم إننا كنا !! في كل ارجاء الجنوب العربي ومنذ إن عرفنا للحياة وجود وعرفنا الوجود للحياة للوحدة أقرب وأقوى وأسمئ وأرحم وأشد من سكان العربية اليمنية وفي كل مراحل التاريخ الحديث كنا كذلك !.. كانت حلمنا وكانت شعارنا نستقية صباح مساء .. في البيت وفي المدرسة وفي الجامعة وفي ميادين الشرف والتدريب والقتال وفي الكليات الحربية وغيرها من ميادين الشموخ .. لم نكن يوما أصحاب مطامع في لبن صنعاء القديمة او مخازن جحانة والقات الشامي بقدر طمعنا وحلمنا في إرساء دعائم كيان قوي وراسخ اسمة " اليمن الديمقراطي الموحد !! " ..كنا بشموخ الرجولة ونبراس القوة صغارا وكبارا نترقب أفق القدر ولمعان الرواعد وشفق الفجر كي نسلبه فرصت الزمن وتباشير مولود الوحدة الحقة مع ابناء الشمال !
في نفوسنا غُرست للوحدة أحلام وآمال ومحبة لا توصفها جمر الحروف وعنفوان كلمات المجد ..
وقد كانت مساعينا لذلك الحلم العريق متتابعة وسامية جيل بعد آخر وكانت نفوسنا تواقة لمشروع ابيض على كل التراب به نستنهض دعائم العزة والحياة الكريمة على الارض لنفاخر الأمم .. وعلى مر المراحل وبتعاقب حتى ايام السلطنات والدويلات الصغيرة التي سبقت قيام دولة الجنوب العربي المتحررة في 67م كانت احلام الوحدة تغمر النفوس .. حيث لا أظن إن ساكني إب وصنعاء ورداع وذمار وجهران ونعوة قد تناسو تاريخ وأحداث وملاحم الجيش اليافعي في العقد الاول والثاني من القرن الفائت ومحاولاته المتلاحقة في ضم المناطق الوسطئ لدولة يافع انذاك ..ولربما على نفس الغرار الذي أقحم اليمن به الشاويش المتغطرس لاحقا ..!! ولازالت الوقية صفتهم والرطل سمتنا في بابهم الفاسد تذكرنا بإن المجد والتاريخ لنا وإننا نملك رصيد !

واما الحق فيثبُت ويبقى وأما الباطل فقد ولد زهوقا ..
لم ولن تفلح اساليب القوة في شيئ وفي كل الأصقاع في بناء اوطان وتوحيد شعوب وقدرات وطموحات أمم ! ..إلا ربما في في البلقان ايام توتو وقد تهاوت برياح التغيير لاحقا على يد ملعون الوالدين غرباتشوف ..

ولكل أخوان المحنة في الطرف الآخر من ابناء الجمهورية العربية اليمنية أقول ..
نحن وبشهادت عقالكم ومشائخكم في الجنوب العربي تاريخيا وحدويون أكثر منكم وتاريخنا اشرف وأنصع بياضا من تاريخكم .. نعم وحدويتنا أشرف بقلوبنا ودمائنا من وحدوية بني مطر والحيمتين ومذحج وهمدان وأرحب وسنحان وغيرها .. وكان سعينا ولازال طاهرا بشموخ !!!
ولكن من المهم إن نعترف ايضا اليوم بالقول ايضا إن وطنيتنا قد قادتنا إلى مهزلة وضياع ومأسآة مع عصابة لا لكم ولا لنا بها لا ناقة ولا بعير .. !

لقد بالغنا في عشق الوهم المسمى وحدة وكان الحلم سراب في ارض السراب والفساد صنعاء عاصمة السخافة والقهر والذل والهواان والتغطرس الحجري ..
قدمنا على الوحدة بنقاء بصيرة وقلب ابيض تواق للوئام والحب والسلام قيادة وقاعدة !!
وقدمتم إليها بقلب أسود ومربض ناري وخارطة عسكرية وخطط صدامية قيادة وقاعدة !!..
لا ننكر وجود الشرفاء بينكم وداخلكم حينها واليوم !!
ولكن يبقى عزائكم وعزائهم وأعني غالبية الثلاثين مليون وهم سكان الشمال الضعف والذل والخنوع للإسرة الزيدية العابثة وهو مالم نقبله ابدا حينها واليوم وغدا !!
ونحن لها إن شاء الله ..

واليوم لا نرى لا في الارض ولا في السماء ولا في الحواس للوحدة معكم أثر !!
نعم فوحدتنا معكم ذُبحت وغُدرت وأنتهت عندما أعلن الشاويش الحرب الشعواء على ارضنا وديارنا وشيوخنا ونسائنا مستندا لفتاوي الكهنة والرهبان كما وصفهم فاروق !

حقيقة نحن وأعني من مسنا الجور والظلم وصودرت حقوقنا في الجنوب العربي لا نعول عليكم في مناهضت الباطل وإزالت العصابات ولا نعول عليكم حتى في الوقوف عند مربع الرفض للمارسات الباطلة والظلم المستفحل الواقع على اخوانكم في الجنوب .. وقد راينا مارأينا وما أخفاة بسكويت ابو ولد وكلينكس وعصاير هائل أظهرتة السنيين العجاف ..

إننا نرفض كل الباطل وكل أصناف الظلم والجور والغدر الذي ابتلع جنوبنا الغالي وشتت حياة اهلنا ودمر مدننا وقرانا
ونهب بالفيد المخصخص خيرات ارضنا وبحرها ..

عموما دعني أكتفي معك بهذا القدر من جانبي ..
و ليعلم الحاقدون إن الجنوب رجال وأحرار سيمضون كذلك إلى إن يقدر الله للحق مايريد ..
و عبر مقالاتنا كنا ومازلنا نكرر القول عشرات المرات كي يترسخ في عقول أولادنا و بناتنا و أحفادنا معنا النضال من أجل رفض الباطل و انتصار الحق


وللصحاف الغيور ولكل اقلام النور والبياض بهذا المجلس
ارق التحايا وصادق الإحترام

المخلص ابو عهد