تاج حزب بحجم الوطن ,, بقلم عبده النقيب

[اسدالجنوب]

تاج حزب بحجم الوطن ,, بقلم عبده النقيب
السياسي برس / 14 مايو 2010

تاج حزب بحجم الوطن
عبده النقيب
كثيرة هي الدورس التي تعلمنا منها سواءا من خلال معايشتنا لوقائع واحداث الماضي او من خلال قراءتنا لسير دول واحداث هنا وهناك بأن الحق مهما بدى ضعيفا ينتصر ولو بعد حين.. التاريخ مجموعة من الأحداث او كما يفسره البعض بانه سلسلة من الصراعات بين اطراف وقيم ومصالح متناقضة. حقا التاريخ هو مدونة او لوحة ترتسم فيها صور المعارك المحتدمة بين قيم العدالة والحق من جهة والشر والظلم من جهة أخرى, تتهاوى فيه قوى الظلام والظلم مهما بدت ذات نفوذ وسطوة وتنتصر فيه قوى الخير مهما بدت ضعيفة.
الإنسان أو الحزب هو بما يعتقد ويتبنى .. بل ان بعض الفلاسفة يقولوا قل لي ماذا تأكل ساقول لك من أنت ونحن نقول ماهو مشروعك وسنقول لك ماهو مصيرك.
عندما أنطلقت المسيرة التاجية في النصف الثاني من عام 2004م وتبنى تلك الأفكار الجريئة التي كانت في نظر البعض مجرد حلم طائش..اليوم اصبحت برنامج شعب وليس برنامج "تاج".. مانقوله اليوم في الخارج اقل بكثير عما يقوله الأبطال في الميدان وفي ساحات المواجهة بل وداخل المعتقلات وفي وجه الجلاد نفسه.
وصلتني الكثير من الرسائل والمكالمات من الداخل والخارج من الجنوبيين الذي شعروا بالقلق والفزع من الزوبعة التي تم افتعالها وتضخيمها حول ماحدث من لغط في وضع منظمة "تاج" فرع سويسرا التي كان سببها بدرجة اولى قصور في الإدارة التاجية وفي التعاطي مع الخلافات بمسئولية وأسيئ بها لسمعة "تاج" من قبل من ينقصهم الحرص على معالجة الأمور في مكانها الطبيعي كما انها استغلت من قبل المغرضين والمتربصين ب"تاج" بشكل خاص ومشروع الإستقلال بشكل عام. تلك الرسائل التي تعبر عن حرص وقلق الجنوبيين على هذا الصرح الجنوبي العملاق بلغ حد ان البعض ممن كتبوا هم من الذين ناصبوا العداء ل"تاج" وعبروا عن حرصهم على عدم تهاوي هذا المنجز برغم مآخذهم على بعض مثالبه.
اسعدني ورود هذه الرسائل ممن يناصبون العداء ل"تاج" التي تعكس حجم الأمل الذي يعلقه أبناء الجنوب العربي على هذا الحزب الجنوبي الصاعد.. ومالم يسعدني هو القلق الزائد وتخوف البعض في مواجهة المصاعب الكبيرة من جانب ومن جانب آخر عدم تقييمهم الصحيح للزوبعة المفتعلة التي ظهرت على واجهات المنتديات باسماء مستعارة وبتعابير هابطة. اين هو الخوف عندما نشاهد ان الجميع متشبثون بحزبهم وببرنامجه السياسي ومشروع الإستقلال.. وهل شاهدنا تراجعا في موقف "تاج" من القضايا التي تبنّاها منذ اول وهله لنشوءه. وهل يخلو حزب او مؤسسة من هكذا خلافات.. المهم في الأمر كيف نعالج مثل هذه الخلافات وكيف نديرها وقد نحجنا خلال السنوات الست الماضية في التعاطي مع خلافاتنا التي زادت من ثبات "تاج" ورسوخ بناينه. لسنامعصومين و"تاج" يلتحق به الكثير من المخلصين ومن الباحثين عن المنفعة الشخصية وربما من المندسين وهو أمر مألوف. الذي لايعرفه الكثيرين ان "تاج" مؤسسة تعاطت مع الكثير من القضايا بمرونه عالية وهو ما جنبه الصراعات والإنقسامات التي شهدتها المكونات الجنوبية الأخرى .. دخل البعض "تاج " وخرج منه خالي الوفاض إلا من خيبة أملهم ..ماهو أيضا ربما ليس معروفا لدى البعض اننا لانقدس "تاج" ولن نجعل منه "بقرة هندوسية" فهو مجرد وسيلة نناضل من خلالها لتحقيق اهداف وتطلعات شعبنا في الجنوب العربي المحتل.. كما ان "تاج" ليس فردا او هيئة بل هو فكر وقضية نتعاطي مع التنوع والإختلافات داخله بكل ديمقراطية دون قمع او تضييق. الافراد والهيئات تذهب وتأتي ولا خوف فالقضية هي الأبقى.. لم نعد نميز بين عضو "تاج" وغيره إلا بقدر المبادئ التي يتبناها.. لانفصل ولانضع الحدود بين من هم في "تاج" ومن هم خارجه ممن يؤمنون بمشروع الإستقلال.. ولسنا مؤسسة أمنية نفتش في القلوب وفي النفوس فكلنا شركاء في الوطن وحملة مشروع الإستقلال هم الأغلبية الساحقة من ابناء الجنوب ونحن جزء منهم لاتفصلنا عنهم أي حدود بل ان حزبنا هو جزء من حزب الاستقلال الأكبر..
لم يتعود البعض على التعاطي مع الخلافات بشكل ديمقراطي لذا تراهم لايضعون الأمور في نصابها وفي إطارها فيذهبون لإستخدام كل مالديهم من اسلحة في توجيه التهم ورمي الكلمات على عواهنها وهي بكل اسف ثقافة اشتراكية بل مرض من أمراض الماضي الذي نصارع للتخلص من اثاره وجراحه.. وقال المتربصون ان "تاج" قد اصابه البلاء فأطلقوا حملتهم المسعورة وظنوا ان الوقت قد حان لينقضوا عليه رغم انهم مافتئوا يرددون تبنيهم لشعارت الإستقلال والتحرر.. ترى هل يفرح الإستقلالي بأن ينهار الحزب الجنوبي الوحيد الذي جعل من الإستقلال شعاره ومن التحرر برنامجا له .. لابد أن هؤلاء متشدقون يقولون مالايفعلون , قلوبهم موبوئة بالمرض والحقد ليس على "تاج" كحزب بل على كل ماهو استقلالي و "تاج" في الصدارة منها.
بقى علينا ان لاننسى أن مشروع الأستقلال يسير بخُطى حثيثة وليس مرهونا بأفراد او هيئات, وتجربة السنوات الماضية علمتنا هذا .. قبل خمس سنوات بالضبط شرعنا في تأسيس نواة اول جالية للجنوب العربي في مدينة شفيلد في شمال بريطانيا وكانت التسمية حينها إشكال لدى الكثيرين ممن كانوا يظنوا خطأ ان الجنوب العربي هي تسمية إستعمارية كما علمونا طيلة نصف قرن لكنه قبل أسبوعين فقط وفي مدينة برمنجهام موطن أكبر تجمع جنوبي في بريطانيا وعند تأسيس جاليتهم الجنوبية حدث ما كان البعض لايتوقعه وأثير أسم الجنوب العربي مجددا كإشكال وكان التصويت الديمقراطي الذي جاء بنتيجة 98 بالمائة لصالح جالية الجنوب العربي و2 بالمائة لصالح جالية ابناءالجنوب وصفر لصالح لجالية اليمن الجنوبي وهو مؤشر على مدى تغلل الفكر التحرري والإستقلالي بين الجنوبيين وعلى عودة الوعي الوطني الجنوبي المغيّب .. حقا أنه إنجاز نفخر بمساهمتنا بقوة في تحقيقه.. وفي نفس السياق لم يجرؤ حملة مشاريع اليمننة ومشاريع الوهم ومشاريع البيع والتكّسب ..لم يجرؤوا حتى على البوح بما لديهم ونعدهم ان مشاريعهم ستظل بين حناجرهم وقلوبهم تخنقهم واحدا بعد الآخر حتى يعوا ان من يبحر بالإتجاه المعاكس لتيار الشعب الجنوبي الهادر فإن مآله لامحالة السقوط بين الأمواج العاتية التي لاترحم احد.. لذا لاتقلقوا على "تاج" فالوضع لم يعد مهيأ للتراجع او الإنكسار مهما بذل المتربصون جهودهم.
المملكة المتحدة .. شفيلد
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]