ثورة شعب الجنوب تتوهج في شبوة

[اسدالجنوب]

بقلم : محمد الحميدي
الضالع – لندن " عدن برس " خاص : 17 – 5 – 2010
ليس مصادفة إن تتوهج ثورة الجنوب السلمية الحضارية التحررية هذه الأيام في محافظة شبوة ،فإذ أردت إن تعرف الموطن الأول للإنسان الجنوبي فهي شبوة .. إذا أردت أن تدرس تاريخ شعب الجنوب أو تشاهد عظمة حضارة هذا الشعب لابد أن تكون شبوة هي مقصدك ، شبوة هذه المحافظة المترامية الأطراف في المساحة والمكونة من خمسة عشر مديرية عملت سلطات صنعاء منذ احتلالها للجنوب في 7/7/1944م على تحويل حياة سكانها إلى جحيم من خلال تشجيعها للثار والاقتتال بين قبائلها ومناطقها وأسرها .

عندما زرتها في عام 2001م لم اصدق ذاتي إني في شبوة التي عرفتها آمنة مستقرة إلا عندما لم استطع الخروج من عتق عاصمة المحافظة إلى مدينة نصاب على بعد 18 كيلو متراً بعد أنو وصل إلى مسامعي ذوي قذائف المدفعية ، فقد كانت شخصيات نافذة في سلطات صنعاء تتبادل الأدوار في دعم أطراف القتال في شبوة بالمال والسلاح بينما هي تتقاسم أراضي شبوة وحقول النفط والغاز ، وترسل عصاباتها وعسكرها لنهب وتدمير أثار الجنوب في شبوة ، فهي ثروة أغلى من النفط والغاز .
ولان أبناء شبوة هم أكثر من غيرهم من أبناء الجنوب ممن اكتووا بويلات استعمار سلطات الجمهورية العربية اليمنية لوطنهم فقد بادروا إلى السير في طليعة ثورة شعبهم السلمية الحضارية التحررية منذ انطلاقتها ، وأعلنوا عن الوقف الكامل لأعمال الثأر والاقتتال القبلي ، وقد لمست هذا بنفسي في احدث زيارة لشبوة في عام 2008م عندما شاهدت كثير من أبناء القبائل والأسر التي كانت تتقاتل ولا يقترب بعضهم من بعض ولا يخرجون من منازلهم إلا وهم حاملين أسلحتهم وذخائرهم .. رايتهم وهم يجتمعون في ساحة واحدة هي ساحة النضال السلمي لتحرير وطنهم واستعادة دولتهم مطبقين بشكل فعلي دعوة شعبهم إلى التصالح والتسامح والتآخي راسمين لوحة جميلة للإنسان الجنوبي .
مع أن شبوة مساحتها شاسعة وعدد مديرياتها 15 مديرية فان أبنائها انطلاقاً من عمق إدراكهم لمتطلبات نضالهم اليوم وبالاستناد إلى تاريخ مناطق محافظتهم جسدوا ذلك في اختيارهم لمناطق بعينها ليجعلوها جذوة نشاطهم النضالي من مهرجانات وفعاليات .
فإذا أخذنا مدينة حبان فان هذه المدينة مع أنها لم تكن ذات يوم عاصمة لدولة جنوبية قديمة ، لكنها كانت منذ ما قبل التاريخ مدينة هامة وذكرت في النقوش القبانية آلاف المرات وفيها من المعالم التاريخية الكثير وتعتبر من أهم مدن دول حضرموت ، وهي اليوم من أهم مدن ثورة الجنوب توهجاً .
أما مدينة بيحان فهي عاصمة دولة قتبان العظيمة وفيها واحد من أعظم شواهد الحضارة ا لجنوبية وهي فرضة البلغة التي وقف الباحثون مدهشون من روعة هذا العمل العظيم ، وهي اليوم من أكثر مدن الجنوب اشتعالاً ، وفيها واحداً من أعظم هامات نضال شعب الجنوب هو الوالد علي بن علي هادي الذي بلغ من العمر عتيا اطال الله في عمره ، ومازال هذا الرجل نبراساً للجيل الجديد ، ناكراً للذات ، مقدماً الصورة المشرقة للإنسان والثائر الجنوبي .
المدينة الأخرى هي مدينة مرخه .. هذه المدينة كانت عاصمة الدول الاوسانية ومن أهم مدن دولتي حضرموت وقتبان ، وقيادات وشباب مديرية مرخة والمديريات المجاورة لها هم اليوم قبش نضال شعب الجنوب .
أما مدينة نصاب فهي مهد حضارة اليزنيون ، فمن أحدى أوديتها واسمه وادي عبدان قاد الثائر الجنوبي ملشان بن عبدان بن يزن ثورة التحرير ضد الغزو السبئي لوطنه حتى حرر كل جنوب الجزيرة العربية وهزم السبئيين في عاصمتهم مأرب ، ثم أتى حفيده الثائر الشهير سيف بن ذي يزن ليواصل مشوار أجداده . واليوم هذه المدينة والمديريات القريبة منها وفي مقدمتها مدينتي عتق عاصمة شبوه ومدينة الصعيد الشامخة بجبالها ورجالها أصبحت شعلة باسقة في سماء ثورة الجنوب .
ولا ننسى هنا أن نسجل للتاريخ المعاصر بان شبان وشابات وطلاب وطالبات شبوة في الجامعات والمعاهد والمدارس تفردوا بروح الاستبسال والفداء في سبيل تحرير وطنهم ونحن على ثقة أنهم سوف يواصلون مسيرتهم بعزيمة فولاذية لا تلين حتى يرفع شبل أو زهرة من أبناء شبوة علم دولتهم على قمة قلعة صيرة في العاصمة السياسية والتاريخية للجنوب ـ عدن ـ
فتحية لأبناء شبوة الأبطال ـ رجال ونساء ـ شيوخ وشباب ـ وهم يرسمون أجمل لوحة على صفحات تاريخ شعبهم المعاصر بعد أن رسم أجدادهم أجمل لوحة على صفحات تاريخ شعبهم القديم ، وصدق القائل ( هذا الشبل من ذاك الأسد) .