الجنوب للجنوبيين و الاحتلال اليمني باطل ( بقلم : أنور النهدي )

[hamedalnahdi]

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]المكلا – لندن " عدن برس " خاص : 28 – 6 – 2010




فى كثير من البلاد التى وقعت تحت الاستعمار يتم رفع شعارا يؤكد حقهم فى ارضهم وينفي ادعاءات الاحتلال والاستعمار فى ان له حق في تلك الارض التي يغتصبها ... وهو ان تلك الارض لاهلها . ان شعار " الجنوب للجنوبيين " ينطبق تماما على حالتنا هذه ، حالة الاحتلال الاستيطاني التي نعاني منها . انه الحق الذي يتوجب تاكيده ، وهذا الحق لا ينفصل باي حال من الاحوال عن تاكيد الهوية الجنوبية ، فلا شعب بلا ارض ، ولا هوية بلا ارض ، ولا دولة بدون شعب وبدون ارض .. فالكل مترابط . واذا كانت معركتنا معركة هوية ، فهى بالضرورة معركة ارض وحق فى هذه الارض " حقنا في ارضنا " ، ومن ينازعنا هذا الحق او يفرض شراكته لنا انما ينازعنا هويتنا ووجودنا .... فلا شريك لنا فى ارضنا .

ان حقنا فى ارضنا وتاكيده يعنى حقنا فى الوجود ...
والاحتلال الاستيطاني اليمني يريد ان ينزع عنا هذا الحق بمختلف الاشكال والوسائل ، اولها الوحدة الزائفة ، والحق التاريخي فى ارض الجنوب ، ويستتبعها اعطاء المستوطنيين الحق المطلق فى السكن والتملك في ارض الجنوب ...
ومن الوسائل ايضا للتمكين لهؤلاء المستوطنين وسيلة اخلاقية ، وهى : ان هؤلاء عمال مساكين على باب الله جاؤا لطلب لقمة العيش ؟ ولاتستخدم هذه الوسيلة الباطلة الا ضدنا .. ولا تفرض على السعودية او دول الخليج ولا يمكن ان تقيم فى اي دولة بحجة انك مسكين ، فالمسكنة لا تعطي الاقامة صفة الشرعية .. واذا كانت هذه الحجة الواهية الخبيثة تعطي شرعية الاقامة فالصومال اولى بذلك فلهم الحق التام ان ياتوا الى بلادنا زرافات ووحدانا ويستوطنون ويعيشون ويتملكون رغما عنا بحجة انهم مساكين اتو للقمة العيش ؟ اذا كانت هذه الحجة الاخلاقية صحيحة ، فللصومال الحق في ارضنا اكثر من اليمنيين ، لانه لا دولة لهم وحالهم من البؤس ما هو معلوم.
ثم لهذه الوسيلة الاخلاقية هدف اخر ، وهي قلب الحقيقة واظهار ان رفض الشعب الجنوبي للوجود الاستيطاني اليمني هو رفض غير شرعي وغير اخلاقي ومن باب بث الكراهية ...
كل هذا ايها الاخوان وسائل سياسية للانتصار فى ساحة المواجهة ... وعلينا الا نلتفت لدعاية الاحتلال ، ونؤكد اننا نكره وجودهم الباطل في ارضنا ، ولا نكرهم في ارضهم اليمن ... ونحن بشر نحب ونكره ، ولسنا حميرا متبلدي الشعور والاحساس ، واذا لم يغضب الانسان ويكره الباطل فلن يعد الا ان يكون حمارا ...
نعم ، نريد ان نطردهم من ارضنا نعم ، نريدهم ان يرحلوا من ارضنا اليوم قبل غد ، حلمنا الاثير . نحن مثل جميع الشعوب التواقة للحرية التي تكره الاحتلال وتكره مستوطنيه . اننا لا نريدهم فى ارضنا مثلما رفض الجزائريون الفرنسيين في ارضهم ، ومثلما رفض الفيتناميين الفرنسسين والامريكان في ارضهم ومثلما رفض الصينيون اليابانيين في ارضهم ومثل الكويتيين ومثل العراقيين .... الخ .
هل هذه دعوة للكراهية ؟ هذا ما يريد ان تصوره بروبجندا الاحتلال . ان هذه دعوة للحق .. واذا كانت دعوى الحق دعوى للكراهية ، فاهلا ومرحبا بهذه الكراهية ... هل تريدونا ان نحبكم ؟ اننا لا نتعجب اطلاقا من هذا المنطق ، انها حرب ، حرب المعتدي الذي يريد ان يصور موقفه وعدوانه بانه الموقف الاخلاقي وموقف الحق ، هذه طبيعة الباطل دوما ... انه يريد ان يسقط حقده وعدوانيته على صاحب الحق ويتنصل منها ليظهر في صورة الملاك الطاهر .. فرق بين كراهية المجرم لضحيته وكراهية الضحية للمجرم ... نسميها كراهية : لكن لا مقارنة . الا اذا اعتبرنا ان الجندي الايطالي الذى عضه مواطن اثيوبي وهو يحاول ذبحه ، فقال انظروا : انه متوحش .. الضحية متوحشة ... يا للعجب ... مثل منطق هذه العصابة : انظروا الى الجنوبيين انهم يكروهننا ... ونحن ندوسهم ونهينهم وننهب ثرواتهم ...
فرق كبير بان تكون لك دولة وتسمح لاجانب ان يسكنون ويعملون ويتملكون فى ارضك بارداتك ، وان ياتي هؤلاء رغما عنك بنظامهم وجيشهم وقضهم وقضيضهم ويسكنون ويتملكون غصبا عنك ... ثم يفرضون عليك ان تحبهم واذا كرهتهم انت شرير اثيم ، سنكون اشرارا اذا لم نكرهكم ، اذا لم نكره الباطل ، ونكره الاستعباد ونكره الذل ، وستبقون اشرارا ولن ينفعكم حب الجبناء لكم ولن يحولكم الى اخيار .
انكم تطلبون منا ان نخون انفسنا ونقتل ضمائرنا وندوس على مشاعرنا وكرامتنا وانسانيتنا . لا نملك الا ان نكرهكم ، لاننا لانملك الا ان نكون بشرا يشعرون بكرامتهم وانسانيتهم ، لا نملك ان نكون حميرا ...
ان هذا الادعاء الباطل فى الجنوب لا ينقضه الا حقيقة ان : الجنوب للجنوبيين . والتمسك به والاستماتة دونه ..
ان المحتل اليمني باسم الوحدة يرفع شعار ان اليمن لليمنيين ، ويقصد به ان الجنوب العربي وارضه لليمنيين ... ويرفعون شعار ارض الدولة والحق العام ، ليبيح تقسيم الجنوب بينهم ، فيما لا توجد فى اليمن ارض دولة او حق عام وانما ارض قبائل وحقوق قبائل ..
ان اجتياح الجنوب العربي واحتلاله وفرض منطق الاحتلال لا يعطى اطلاقا الحق لاي يمني استوطن الجنوب تحت قوة وقانون الاحتلال لا يعطيه الحق في العيش والعمل والتملك في ارض الجنوب اطلاقا ...
لا يحق لاحد ان ياتى بلادنا وارضنا الا برضانا ، ولا يعمل الا بقانون دولة الجنوب ، ولا يتملك الا باذن وقانون من دولة الجنوب التي تمثل ارادة الشعب الجنوبي ، وكل حق يعطيه الاحتلال للمستوطنين اليمنيين من غير ارادة الشعب الجنوبي او فى ظل ارادته المغيبة هو باطل لا يمت للحق بصلة ويمثل اغتصاب وسطو وعدوان ...
ان " الجنوب للجنوبيين " ، يعنى التالي :
الاول : بطلان الوجود الاستيطاني ، لاحق للمستوطنيين اليمنيين فى الاقامة فى الجنوب وان مجرد وجودهم عدوان لا يمكن القبول به خصوصا انه فى ظل سياسية استيطانية هدفها تذويب الشعب الجنوبي . ان وجودهم بالدرجة الاولى وجود سياسي يجب ان ينتهى .
الثانى : بطلان تملك المستوطنيين : لا حق للمستوطن السياسي بالملكية ، فاذا كان وجود المستوطنين ذاته غير شرعي فمن باب اولي التملك ، لا نعترف بصكوك الملكية في ارض الجنوب التي اصدرها الاحتلال لمستوطنيه . ليس لهم ارض ولا عقار ولا شركات ولا امتيازات في ارضنا ، لهم فقط رؤوس اموالهم التي اتوا بها او عوائد عملهم من عرق جبينهم ... واي رؤوس اموال او عوائد اكتسبوها من المتاجرة بارضنا وثرواتنا او من امتيازات باطلة فان ملكيتهم لها باطلة ، انها حق عام يعود لدولة الجنوب وشعب الجنوب .
الثالث : الحق فى التعويض : للجنوب الحق المطلق فى استعادة جميع ثرواته المنهوبه والتعويض عم لحق به من اضرار من جراء الاحتلال منذ حرب 1994 . ومن جراء اعطاء حقوق للاغراب فى ارض الجنوب ليست لهم