ما سر زيارة القربي الاخيره للملكه العربيه السعوديه؟

[طائر الأشجان]

برأيي أن زيارة وفد بمستوى وزاري إلى المملكة لا يمكن تقليص أهدافه إلى مجرد الشحاتة واستغلال المناسبة الرمضانية ، ولو أن هذا وارد ضمن أهداف الزيارة ، ولكنه يأتي على هامش جدول الأعمال ، وسنكون منصفين إذا نظرنا إلى الصورة بشكل أعمق ، ونقول بأن الحكومة اليمنية دأبت على استعمال فزاعة محاربة الإرهاب في جميع يافطاتها التي تلوح بها في وجه المملكة كلما عن لها العزف على وتر الإبتزاز ، ولأن اليمن تلقت دعماً من النظام الدولي تمثل في منحها قرضاً بمبلغ 360 مليون دولار ، بالإضافة إلى منحة أمريكية بمبلغ 400 مليون دولار سنوياً ( وكانت في السابق 100 مليون دولار ) بحسب ما أفادت به المصادر الإقتصادية ، فإنها ربما حملت توصية أمريكية إلى المملكة بوجوب دعم النظام لمكافحة الإرهاب ، فأمريكا تدس أنفها في الشأن العربي لا سيما مع حلفائها ، وما تصريح الخارجية الأمريكية الموجه إلى بشار الأسد والمتضمن تنبيهه إلى ضرورة الإستماع إلى ما سيقوله خادم الحرمين أثناء زيارته لدمشق إلا دليل على هذه الصبغة من التدخل الأمريكي في شأن حلفائها ، والنصح بما يجب وما لا يجب ، هذا بالإضافة إلى أن القاعدة توعدت بتركيز هجماتها على الأهداف البحرية ، وكان مضيق هرمز أول هذه الأهداف عندما تعرضت الناقلة اليابانية لهجمة انتحارية بتوقيع القاعدة ، ومن الطبيعي أن يكون أمن مضيق باب المندب عرضة لمخاطر على خلفية هذا التهديد . وأمريكا ترى أنها ليست وحدها معنية بهذا الملف ( محاربة الإرهاب ) لا سيما في الممرات البحرية التي تربطها معاهدة سداسية تشمل الصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان ، وتتم المراقبة بالتناوب الدوري ، ولهذا ليس من المستبعد أن تكون التوصية التي يحملها القربي تحمل هم هذه الدول مجتمعة ، وفي ذلك تفويت الفرصة على القاعدة وحرمانها من تحويل البحر العربي وعدن بالتحديد إلى منطقة نفوذ ، على غرار ما يجري في القرن الأفريقي . ودعم النظام اليمني يصوره القربي على أنه دعم لاستقرار دول المنطقة ، لأنها ستقوم نيابة عنهم بمحاربة الطامعين في زعزعة الأمن والإستقرار سواء كانوا حوثيين أو قاعدة ، أما الحراك الجنوبي فيظل دوماً الحاضر الغائب في مثل هذه المحادثات ، لأنهم يعتبرونه تحصيل حاصل ، وسيتولون أمره على أي حال .

تحياتي
طائر الاشجان