مشروع العطاس كاملاً ... للنقاش ..

[شعيفان]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abumahdi موضوع الهويه ليس موضوع ثانوي ..وانه لمن المخجل أن تستمر اقناع شخص بهويته مرات ومرات ... عرف العالم الجنوب العربي ذلك الجزء في الجنوب الغربي من الجزيرة العربيه ككيان مستقل بذاته وتعاملت شعوب العالم ودوله انطلاقا من هذه الحقيقه التاريخيه والجغرافيه من خلال التفاعل السياسي والتعامل التجاري والتمازج الحضاري المتبادل مع العالم وبناءاً على تميزه هذاعن دول الجوار قامت دول وممالك في تاريخه القديم مثل اوسان وقتبان وحميروحضرموت وهذا مايثبت الحقائق التاريخيه بانه كيان مستقل بذاته تاريخا وجغرافيا وان تعرض في بعض الحقب من التاريخ القديم للغزو والاحتلال من قبل ممالك يمنيه كغزو الدوله السبائيه في عهد سفاحهها كرب ايل ووتر. الا ان التاريخ دوما يصحح مساره ويندحر الغزاة وتبقى الجغرافياوتنتصر الشعوب , وما شهده القرنين التاسع عشر والعشرين الا دليل على صحة مقولة التاريخ من ان الشعوب تصحح التاريخ وتعيده الى مساره الطبيعي ولو بعد حين وكان جلاء الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967م دليل ساطع على مصير اي احتلال ولن يكون الاحتلال اليمني استثناءاً من القاعده . وفي تاريخنا الحاضر تم الاعلان عن وحدة 22 مايو 1990م على خلفية قرار اتخذ من قبل نظامين شموليين دونما اخذ رغبه الشعب الجنوبي او استفتائه في تحديد مصيره .ان هذا الانعطاف التاريخي الحاد الذي سرعان ما تحول الى احتلال قد ابتدع من اساليب المكر مالم يسبقه اليه اي احتلال على وجه الارض وفي فتره زمنيه قصيره تمكن من تدمير معالم التاريخ وطمس الهويه وتزوير احداث التاريخ وتغيير المسميات الثقافيه والتاريخيه امعانا منه في يمننة كل ماهو جنوبي يتصل بالتاريخ والهويه وتزييف وعي الاجيال . الا ان الشعب العربي في الجنوب لم يستكن ولم يخضع وهب منذ العام 1994م مدافعا عن وجوده وهويته وبلغت مقاومته ذروتها في 7-7-2007م في الساحات والميادين واستمرت صعودا في مقاومه سلميه يوميه دفع خلالها الشعب الجنوبي العشرات من الشهداء والجرحى والالاف من المعتقلين والمشردين. هذه المقاومه التي يجب ان تصل الى غاياتها وهي تحقيق الاستقلال والحفاظ على الهويه الجنوبيه العربيه.

رفع تاج لشعار ( الجنوب العربي ) كان متأخراً .. والحقيقة أنه كان من باب تسجيل النقاط ضد الحزب الإشتراكي اليمني الذي يرى الحديث عن الهوية العربية مساساً بتاريخه النضالي والثوري الممتد لحقبة الجبهة القومية التي انبثق عنها, ولهذا أراد تنظيم تاج أن يسجل نقطة على الاشتراكي من خلال التنصل من شعار ( اليمن الجنوبي ) و ( اليمن الشمالي ) الذي قام عليه تأسيس تاج وتضمنه برنامج التنظيم السياسي, والتمسك بـ ( الجنوب العربي ) نكاية بالحزب الاشتراكي, مع أن ( تاج ) كان يصر أنه هو الوطني رقم واحد عندما كان يطالب بتقرير المصير وفق مسمى اليمن الجنوبي, وأن الذين كانوا ينتقدونه من الأصوات الفردية المعارضة بخصوص التمسك بالهوية اليمنية كانوا على خطأ وكان هو على صواب.. ولاتزال صفحات ملتقى الحوار العربي تحتضن العديد من الصراعات التي خاضها التاجيون للدفاع عن ( اليمن الجنوبي ) قبل أن يركلوه وينتقلوا إلى ( الجنوب العربي ) ويصبحوا أيضاً رواد الوطنية, أي أن الوطنية هذه مرتبطة بقناعات تاج, فعندما يطالب التاجيون باليمن الجنوبي يكون هو الحق الأبلج, وعندما يطالبون بالجنوب العربي يكون هو الحق الأبلج, وفي كلتا الحالتين يكون المخالفون لتاج هم الباطل اللجلج.

يرتكز شعار ( فك الارتباط ) بدرجة أساسية على التمسك بهويتي الدولتين اللتين دخلتا في ( مشروع الارتباط ) الذي يراد فكه الآن من منطلقات قانونية حسب ما يردده لنا متبنو هذا المشروع لتبرير تمسكهم بتسميات ( اليمن الجنوبي ) و ( اليمن الديمقراطي ), ولهذا لا يوجد فرق في هذه الجزئية بين ما يرفعه العطاس ومايرفعه البيض.

ذكر العطاس في مشروعه أن اسم الدولة سيحدد بعد الاستقلال, وهو نفس ما ردده التاجيون على مسامعنا خلال الفترة الماضية, ومنطقياً فإن هذا يعني أن التحديد سيتم بناءً على وجود اختلافات في الرأي, وأن الاختيار سيتم من بين خيارات تتضمن ( الجنوب العربي ) و ( اليمن ) وغيرهما, ولهذا فإجبار الناس الآن على التمسك بخيار معين ينافي ما كان يردده التاجيون عن وجوب تحديد هذا بعد الاستقلال درءاً للمشاكل حالياً, فما الذي تغير؟

لماذا يحق للتاجيين وحدهم التمسك باليمن الجنوبي ولا يحق لغيرهم, ويحق لهم وحدهم القول بإقرار التسمية بعد الاستقلال ولايحق لغيرهم؟؟

سيقولون أن الهوية غير التسمية, وسنقول لماذا ظهر الفرق الآن ولم يظهر لكم سابقاً؟

يضاف إلى هذا كله أن محاولة تسجيل النقاط على مشروع العطاس من خلال الحديث عن الهوية هو تجاوز سافر لكل بيانات البيض ( لا أستطيع أن أقول مشروع البيض لأنه لايملك مشروعاً أصلاً ) وهذه البيانات التي ينزلها البيض بمناسبة ومن دون مناسبة تتحدث عن جمهورية اليمن الديمقراطية ولا تشير لا من قريب ولا من بعيد إلى الجنوب العربي ولو من باب السرد التاريخي غير النقدي.

تجاوز التاجيين ( كلهم أو بعضهم ) لمفردات البيض و اتكاؤهم عليها الآن, ورفضهم لنفس هذه المفردات حين يتم تنظيمها في مشروع شبه متكامل على يد العطاس يعني بكل وضوح أن المسألة لاعلاقة لها بالقناعات الوطنية بل بالمكايدات السياسية والتصدر لإسقاط مشروع العطاس لتثبيت زعامة البيض التي يمكن أن تهتز إذا انضم العطاس كقطب من أقطاب الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط واستعادة الدولة.