البحر أمامكم والعدو خلفكم

[abumahdi]

2010-09-13 00:04:23حفظإرسالطباعةالرئيسية » منبر الكلمة »البحر أمامكم والعدو خلفكم
البحر أمامكم والعدو خلفكم
م / علي نعمان المصفري : -




يسامحني طارق ابن زياد عن تطاولي في عكس ما وضعة من خيار صعب, ربط الحياة بالموت وجسد الحياة من وحي الموت في صنع أمة.
لم يحرق قواربة لغرض انتحاري ولا نتاج أكتئاب من شدة وقساوة الواقع الذي أحاط به وجيشه لكنه من عمق المحنة صنع المعجزة سبيلا الى النصر وربط قدرة ومصيرة بالله سبحانه وتعالى.
شدّ الرحال والكل يدرك ويعرف أنهم على قارب واحد. أما الحياة أو الموت؟ الكل في كف واحد ونحو هدف واحد وصوت واحد وهمة واحدة لافرق بينهم سوى من أقربهم الى الشهادة.
كان الله في عونهم وأجتازوا عبور الأخطار بنصر مؤزر.
لكن الأمر أختلف تماما في الجنوب عندما غادروا بالكل الى مهب الريح وعلى بساطه المجهول. رحل الجنوب عبر نفق عقلية نظام حكم متخلفة تماما تسيطر عليها غرائز لم تخرج عن نطاق العرف متجاهلة قوانين تطور العصر. عادت بالجنوب الى القرون الوسطى؟ هنا السؤال المهم هل هذا كله نتاج حصيلة نضال الحركة الوطنية الجنوبية؟
ولما لا تمتد يد الأخوّة من الحركة الوطنية في الجمهورية العربية اليمنية لمؤازرة شعب الجنوب على الأقل منذو 7 يوليو 1994؟
الحراك رحل مركبة بل وأجتاز كل مؤامرات العدو, لكنه لازال يحتاج الى أن ينهي ما تركه خلفة من مسافة في رحلتة البحرية؟ لأن العدو لايستطيع من احداث اية انتصارات أذا قدرت مكونات الحراك من الألتفات الى البحر مرة ثانية لمراجعة جملة من المسائل الغاية في الحساسية والأهمية من خلال أثرها على أستكمال الأنتصار وتحقيق الهدف كي لا نتوه بين المفردات والمشاريع بتعددها وتنوعها وتنقية الجو سبيلا الى توحيد الصف والجهد والصوت أمام الاقليم والعالم في خطاب سياسي موحد لأسكات تلك الأصوات التي تتشكى هنا وهناك على عدم أتاحة الوقت والمجال لسماع أصواتها كلما نادت:
أولا: على كل مكونات الحراك والشخصيات السياسية والدينية والمجتمعيّة الأسراع في الكشف عن مشاريعها وتقديمها الى لجنة حوار وطنة جنوبي تعمل على تنظيم وترتيب هذة الفعاليات مجمع عليها وطنيا وشعبيا.
ثانيا: تحديد الهدف والآليات التنفيذية في الأستقلال وأستعادة الدولة والهوية الجنوبية العربية؟
ثالثا: تثبيت أجراءات حقيقية على الارض لأعادة الثقة من خلال مبادئ التسامح والتصالح حتى وان طالت في نتائجها وأثرها. وتوفير أدارة الاختلافات والتباينات اثناء مسيرة التحرير وبآليات تعمل بضوابط تتحكم في السيطرة وتفعل من أثرها في سياق تنفيذ المهام والواجبات لتفادي الاختلالات المصاحبة.
عندما هنا الصورة تبقى واضحة في موافقة الكل الجنوبي الممثل لمجموع العمل السياسي الجنوبي تحت ذات السقف المتفق حوله تختفي الشوائب وتذوب العوائق وتتقزم المشاريع المغايرة, التي لا ترتقي الى سقف المطلب الشعبي اليومي في الاستقلال.
هنا تحرق كل أوراق الماضي خلف الحراك ولا تبقى قوارب أخرى للعودة الى الماضي سبيلا لفتح شهوات أصحاب مشاريع يمننة الجنوب بذات الطريقة التي أحرقها العظيم التاريخي طارق بن زياد. يصبح ذلك واضحا من خلال الأجماع الوطني على مشروعية العمل الجبهوي كأصطفاف يبدع في خطوات الفعل الوطني سبيلا نحو استقلال الجنوب ويجعل من هذة المراجعة ليس تنقية في المفردات والمفاهيم لخطوات المراجعة والتقدم الى تنفيذ المهام بل تبقى نموذج في وثيقة الأتفاق النهائي للخلاص الوطني لكل مكونات الحراك وفئيات الشعب وطبقاتة وقواة الحيوية في سياق تلاحمهم مع الفعل الجنوبي نحو بناء الجنوب الجديد.
عند حدود هذة الملحمة تكتمل أسطورة الوطن في صنع مستحيلات التاريخ وتبقى خلود أبدي في الوجدان ونموذج يستحق الأفتخار والعرفان؟
ومن خلال تلك المحطة نتجاوز العدو في أدارة الظهر خلف حدود المستحيل جنوبيا وفضح العدو في بحر شجون الحاضر الجنوبي في نضوج الأمور حتما وبلوغ نضج الأحداث مترابطة وهادفة بتطلع نحو الجنوب الجديد.
وتسقط كل مشاريع تصغير الجنوب في بحر خيالها وتحرق كل أوراق التفكير في العودة الى ماضينا الجنوبي المؤلم.
ومن هنا نبدأ التفكير في عمل جماعي موحد نحو الابحار الى جنوب موحد وبثوب جديد وتثبيت أسس العمل المؤسسي في الحراك ومؤسساته لمغادرة الماضي والحاضر الى جنوب جديد بأنسانياته الاخلاقية العظيمة؟
ونقدم الحراك الى العالم والأقليم بصوت واحد. أننا أحياء على هذة الأرض كما تريدون الحياة لشعوبكم؟ نحن أيضا؟
*كاتب وباحث أكاديمي

لندن في 13 سبتمبر 2010