من يقول مافيش إحتلال للجنــــــــــــــــــــوب؟!

[صوت الجنوب]

صوت الجنوب 2007-02-18 / د . فاروق حمزة

بغض النظر عن أنه قد قلت إن لم نقل قد أختفت كلية، الزيطة والميطة ليس فقط في العالم العربي، بل ويبدو لي في العالم أجمع حول شئ إسمه إعلان مشروع الوحدة التي عطلوها مندو قبل إعلانها بل وألغوها بعد إعلانها بنواياهم الخبيثة، بل وأكدوا على إلغاءها وإنهاءها كلياً بالحرب العدوانية الغازية على شعب الجنوب ودولة الجنوب، أي إن الإعلان كان بين الدولتين الجارتين، جمهورية اليمن الجنوبية المعتدى عليها والجمهورية العربية اليمنية المعتدية على الجنوب، ولم نعد نسمع أي شئ من هكذا قبيل، لا طبال ولا تزمير، ولا حتى حوارات بذلك سياسية كانت أم ودية، ولا بأي إعلام عربي كان أم أجنبي، حتى ولممن كانت لهم مصالح بذلك، إلا إذا كانت هناك وسائل سرية بالمخافسة بينهم، أي أنهم وسراً ربما مجرد ينصحون في تلافي المخاطر، أما علناً فهذه الظاهرة يبدو لي بأنها قد أختفت ودون رجعة لأن الكل قد عرف الحقيقة بل وحقائق جمة ودامغة وقد أنفضح كل شئ وسقطت كل الأقنعة، ورغم ربما إدراكهم في السابق لذلك، إلا أنهم كانوا جميعاً فاكرين بأن اللعبة ربما لعلى وعسى، ستنطلي على شعب الجنوب وأحبائه في العالم كله، بل ولربما لكل محبي الحرية والسلام في العالم. وهو ما كان في القصد من كل ما عمل بأبناء الجنوب ودولتهم، فإفقار الناس عنوة، كان هو الأسمى بكل ذلك، والذي كان غرضه التسليم بالأمر الواقع، بل وفرضه على كل الجنوبيين، فنحن هنا نقصد بذلك في كل شئ، فتشريد الناس هو إفقار، طردهم، تطهيرهم، إنهاكهم، الدوس في كرامتهم، النهب المنظم، الإرهاب المنظم، بيع البر والبحر والجو، تغيير ملامح البلاد، جلب أهلهم ودويهم وتمليكهم في الجنوب بحق شعب الجنوب ودولته، قبضتهم العسكرية الكبيرة، تجميد وتعطيل كل مناحي الحياة في الجنوب، كله هذا يصب في حرمان أبناء الجنوب من حقهم بل وفي حق دولتهم، كله هذا يأتي في إطار الفرض بالتسليم بالواقع، وعلى طريقة المثل القائل "جوع كلبك يتبعك"، فحتى ولو لا سمح الله وفعلاً وليعذرني أبناء جلدتي بذلك، فأقول ولو حتى بفهمهم يجعلونا كلاب، فنحن لسنا بالكلاب الذي يفتكرونها هم بل ومن حقهم، وإنما بالأمينة لقضية الجنوب ودولة الجنوب، ولم ولن ننهش إلا فيهم هم، لأنهم غير أمناء مع أنفسهم فما بالكم ومعنا، بل وهم محتلون أرضنا، بل وقد أفتكروا بأن ما عملوه ويعملونه بنا ماهو إلا حق ومبرر لهم في دساتيرهم الهمجية.

والآن وبعد أن تكشفت الأمور وعلى حقيقتها، وأتضح الموضوع للقاسي والداني بأن الأمر هو عبارة عن إحتلال عسقبلي، معيب بحقهم، بل وياريت أنه إحتلال مثل ما تحتل دول، لدول أخرى، فبريطانيا أحتلت بلادنا وطورتها، لكن هؤلاء رجعونا قرون للوراء على ما كنا عليه، وعطلوا كل شئ جميل في بلادنا، وما مهمتهم الأساسية في الإحتلال إلا أن يسرقوا وينهبوا ويسلبوا، بل وليتملكوا بحق الناس، وكأنهم يتوهمون البقاء في بلاد الغير، بحماية فرقهم العسكرية الكبيرة وكل أجهزتهم العسكرية والأمنية والإستخباراتية والمدنيين المندسين بين الناس وأجهزتهم الإدارية الذي جلبوها معاهم إبتداءاً من صاحب القرار وحتى الفراش، وكأن العالم هذا كله عندهم زعبرة أي لعب عيال، فاكرين أنهم شطار، والعملية كلها مجرد شطارة وفهلوة، لدرجة إن البعض منهم يقولها وبإستمرار، ما يستويش يا إخوة، نحن إخوة في العروبة والإسلام. وكأن هذه العروبة حقهم تبيح وبكل بساط إنتهاك الأرض والعرض، بس حق الناس.



فقضيتنا مع هؤلاء والحمد لله قد بدأت تقترب من نهايتها، وشكراً لهم هم أنفسهم، كونهم لم يرحموا أنفسهم، بل ولقد عجلوا بنهايتهم كثيراً لما أرتكبوه من جرائم نكراء بحقنا وأهلنا وشعبنا ودولتنا، لأن ما أرتكبوه يبدو لي بأنه أفضع من جرائم الهولوكوست نسبياُ، وكلها جرائم في حق الإنسانية، والتطهير العرقي، والإبادات الجماعية، وهذه الجرائم تبرز على السطح تدريجياً، وهو ما ندعو به فقط في نضالنا السلمي الديمقراطي، في النيل بالحرية والسيادة والإستقلال، علماً بأن ذلك سيتحقق بكل تأكيد، وأنه ليس مجرد حلم، لأن الحلم يأتي فقط في التحديات والمقامرات بل والتمنيات، لكننا نقول بأنه حق، والحق لا مفر منه، لأنه حقنا، وها هو اليوم قضيتنا تعاد للصدارة، وتدول من جديد، بل وتتصدر كل المحافل الدولية، ولذا وبهذا أختتم مقالتي هذه بهذا الشعار البسيط وباللغة الإنجليزية، كإهداء مني لكل محبي الحرية والسلام في العالم.



THEY CAN TAKE OUR LIVES …

BUT THEY CAN NEVER TAKE OUR FREEDOM.





عدن في فبراير 18 2007

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]