حتى لا يتحول بيان يافع من مشروع (وطني) إلى مشروع (وثني)!

[شعيفان]

شكل بيان يافع الصادر بتاريخ 28 نوفمبر 2010 بصيص الأمل الذي انتظره كثيرون في إشارته إلى وثائق للحراك الجنوبي تتماشى مع أحلام قطاع عريض من المشاركين في تظاهرات الحراك الجنوبي سواء من داخل مايسمى المجلس الأعلى للحراك السلمي أو حتى من خارجه, ولعل مباركة تنظيم (تاج) بجناحيه لهذا البيان هو دليل على ما يمكن أن يحققه هذا البيان إذا لم يتم الالتفاف عليه.

تضمن بيان يافع الذي جاء بعد لقاءات مطولة ثلاث نقاط رئيسية هي باختصار كالتالي:

أولاً: التوقيع على الوثائق الثلاث (البرنامج السياسي+الميثاق الوطني+النظام الداخلي).
ثانياً: توسعة المجلس الأعلى كالتالي: الهيئة التنفيذية (36)عضواً, الجمعية الوطنية(501)عضواً.
ثالثاً: :تتشكل سكرتارية لإدارة العملية التنظيمية الداخلية.


إن ماجرى من أحداث لتنفيذ هذه الأمور كان صدمة لكثيرين ممن راقبوا تنفيذ هذا البيان من خارج المجلس, وصدمة لكثيرين ممن شاركوا في إعداد هذا البيان والاتفاق على محتوياته .. حيث جرى التالي:

- تنصل النائب الأول صلاح الشنفرة عن التوقيع والإقرار بالبيان.
- كان يفترض من لجنة الوساطة التي ذهبت لإقناعه ان تعود إلى يافع لاستكمال ما تبقى لكنها عادت إلى بيت الخبجي.
- هناك في بيت الخبجي تم إعلان شرعية جديدة مستحدثة وغريبة هي شرعية لأربعة من رؤساء فروع المحافظات الست وآخرين مختارين على مزاج الأربعة الأوليين.
- أعلنت هذه اللجنة المسماة (إدارة الأزمة) أنها صاحبة الشرعية وأعلنت حالة طواريء مفتوحة إلى مالانهاية شبيهة بإعلان الطواريء في مصر الذي لايعلم أحد متى ينتهي.
- منعت هذه اللجنة الفاقدة للشرعية أصلاً أي إصدار بيانات وورثت بهذه الطريقة ماكان يقوم به صلاح الشنفرة وعبده المعطري من احتكار إصدار البيانات والتصريحات.
- اكد فؤاد راشد الناطق لهذه اللجنة أنهم في اجتماعات مفتوحة, ولا ندري إلى متى.
- تم إعطائهم مهلة إلى يوم أمس السبت لإنهاء هذه اللجنة وإعلان ما كان متفقاً على إعلانه وبخاصة أنهم شاركوا في إشهار بيان يافع قبل أن يحاولوا التنصل عن تنفيذه باعتكافهم في قرية الذنبة بمنزل الخبجي.
- ظهر أمس السبت تم الإعلان على التوقيع على وثيقتين فقط من أصل ثلاث وثائق, وفوق هذا لم يتم التطرق إلى البندين الآخرين اللذين تضمنهما بيان يافع.


إن على من يخشون أن يتحول بيان يافع من مشروع (وطني) يحقق أحلامهم إلى مشروع (وثني) يحقق أحلام شخصيات عفا عليها الزمن ولايزالون يرون أنفسهم أنهم (أنصاف آلهة) أن يتسائلوا ويبحثوا عن إجابات على مايلي:

- من الذي أعطى لثلاثة من الموقعين أمس السبت في ردفان شرعية تمثيل محافظاتهم, بعد أن قرروا احتكار الشرعية في أشخاص مختارين من المحافظات لإسقاط شرعية اجتماع يافع أولاً..ثم إسقاط شرعية هيئة المجلس الأعلى.

- من هو رئيس فرع مجلس حراك محافظة جنوبية الذي كان رافضاً التوقيع ومصمماً على أن مشروع العطاس هو المشروع الأمثل, ثم قرر التوقيع بصورة مفاجئة.

- من هو رئيس فرع مجلس حراك محافظة جنوبية الذي لم يوافق على البيان إلا بعد أن تلقى اتصالاً من الخارج يطلب منه أن يدخل من أجل امتلاك حق (الفيتو)!.

- هل شرعية الأستاذ أحمد بامعلم في حضرموت يفرضها عيدروس حقيس من أبين..وناصر الخبجي من لحج..أم أنه يجب ان يحل مشاكله داخل حضرموت أولاً..حتى لا نتفاجأ باصطفاف المجلس الآخر بحضرموت مع مجموعة الشنفرة نكاية ببامعلم.

- هل شرعية الشيخ الفاضل أحمد ناصر باعوضة في تمثيل شبوة يتم فرضها من عيدروس حقيس من أبين وناصر الخبجي من لحج..أم أنه ينطبق عليه ماينطبق على الأستاذ أحمد بامعلم.

- من هو (هادم اللذات ومفرق الجماعات) الذي اخترع مشروع اللجنة وأمرهم بتشكيلها حتى يجعل الشرعية في يده ويحول المشروع (الوطني) إلى مشروع (وثني)؟

- كان من المفترض أن يشكل بيان يافع اصطفافاً وطنياً مع أهداف الشعب بمقابل اصطفاف فئوي يمثل أهدافاً حزبية..فمن الذي اختطف المشروع وجعل شرعية تنفيذه مقتصرة على أشخاص يدينون بالولاء له بشكل مباشر أو غير مباشر.

- لماذا لا زالت اللجنة الفاقدة للشرعية (لجنة إدارة الأزمة) تتلكأ في التوقيع على النظام الداخلي الذي يفترض أنه يتضمن أموراً هامة بينها رفض الحزبية, وتتلكأ كذلك عن تنفيذ البندين الآخرين في بيان يافع المتعلقين بتوسعة المجلس وتشكيل سكرتارية؟

- لمصلحة من قيام لجنة إدارة الأزمة بمنع المجتمعين في يافع والذين لازالوا هناك من مختلف المحافظات من إصدار أي تصريح أو بيان, في حين تترك الحبل على الغارب للحزبيين ليصدروا بياناً كل ساعة إلا ربع؟ بدون أي إدانة من اللجنة الموقرة صاحبة الشرعية؟.

- هل يحق لنا تسمية هذه اللجنة.. بـ (اللجنة الرئاسية)؟

الإجابات عند القاريء اللبيب!