رسالة من ( تاج) إلى القمة العربية المنعقدة في الرياض

[سيف الجنوب]

رسالة من ( تاج) إلى القمة العربية المنعقدة في الرياض




بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة من ( تاج) إلى القمة العربية المنعقدة في الرياض
صاحب الجلاله الملك /عبدالله بن عبد العزيز أل سعود خادم الحرمين الشريفين- ملك المملكة العربية السعودية ورئيس القمة العربية المنعقدة بالرياض المحترم
أصحاب الجلاله والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء وسلاطين وشيوخ الدول العربية الحاضرين في مؤتمر القمة العربية في الرياض المحترمين

الأمين العام للجامعة العربية السيد/ عمر موسى المحترم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسمحوا لي أن أتقدم إليكم باسم التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) ، وهو تنظيم سياسي جنوبي يناضل من أجل تحرر جنوب اليمن بالطرق السلمية من الاحتلال اليمني الشمالي ، والحصول على حق تقرير المصير للشعب العربي في الجنوب على طريق بناء الدولة الحرة المستقلة ... في التوجه بالتحية الحارة إلى رئيس القمة وجميع الملوك والرؤساء والأمراء والسلاطين والشيوخ والوفود العربية المشاركة في القمة العربية في الرياض المنعقدة للفترة (-28 – 29 مارس 2007).


ويطيب لنا بأن نضع بين أيديكم وعلى طاولة قمتكم جملة من الحقائق والمعطيات التي تتعلق بقضيتنا و نأمل أن يتم الإطلاع عليها وأن تحظى باهتمامكم ودعمكم :


لقد نال الجنوب العربي استقلاله عن بريطانيا في 30 نوفمبر 1967 بعد احتلال دام قرابة 129 عاماً من يناير 1839 – حتى نوفمبر 1967، وأقيمت دولة الاستقلال على كامل أرض الجنوب، تحدها من الشرق سلطنة عمان ومن الشمال المملكة العربية السعودية ومن الشمال الغربي الجمهورية العربية اليمنية ومن الغرب البحر الأحمر ومن الجنوب خليج عدن والبحر العربي ، واتخذت من مدينة عدن عاصمة لها ، وأصبحت عضواً في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وفي جميع المنظمات الإقليمية و الدولية الأخرى حتى 1990 .
أن الجبهة القومية وهي فصيل من حركة القوميين العرب هي من استلم الاستقلال ، وهي من أطلقت اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، ثم عدلته لاحقا ليصبح جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على الكيان السياسي الجديد بدلا عن الجنوب العربي الاسم التاريخي للجنوب ، متطلعة من ذلك إلى الوحدة العربية الشاملة ، ومتأثرة بفكرة القومية العربية والفكر الثوري الذي ساد منطقتنا العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي .


في 22 مايو 1990 تم الإعلان عن الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومساحتها 338 ألف كيلومتر مربع(ثلاثمائة وثمان وثلاثين ألف كيلومتر مربع) وعدد سكانها وفقاً لإحصاء 1988 قرابة اثنين مليون نسمة ، وبين الجمهورية العربية اليمنية و مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها قرابة عشرون مليون نسمة تقريباً وعاصمتها صنعاء... ولم يجر استفتاء الشعب العربي في الجنوب على مصير بلادهم ومستقبل أبناءهم بشأن الكيان الجديد ، في مخالفة صريحة لإعلان عدن في 30 نوفمبر 1989 .


ولأسباب عدة من بينها اختلاف المستويات الثقافية والحضارية بين مجتمعي البلدين ، واختلاف المفاهيم والرؤى في مسألة بناء الدولة الحديثة بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين ، فقد نشبت الخلافات والصراعات بينهما خلال المرحلة الانتقالية ، وبلغت ذروتها يوم السابع والعشرين من أبريل 1994 بإعلان رئيس الجمهورية العربية اليمنية المشير علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب ، وبعد ذلك بساعتين فقط تم شن الحرب و احتلال قوات الجمهورية العربية اليمنية لكامل أراضي الجنوب ، وتمكنت من السيطرة على عاصمته عدن في السابع من يوليو 1994 بعد حرب ظالمة دامت أكثر من شهرين .


ومنذ يوليو 1994 وشعبنا العربي في جنوب اليمن يرزح تحت الاحتلال العسكري القبلي المتخلف ، ويتعرض وطننا للهيمنة والسيطرة المطلقة لنظام الجمهورية العربية اليمنية الذي يمارس نهجاً عدوانياً قذراً ضد شعبنا لم تكتف بنهب الثروات واتباع سياسات الإفقار والتجويع المتعمد ، بل تجاوزت ذلك إلى تنفيذ سلسلة من أعمال القتل طالت الرجال والنساء والأطفال ونفذت سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تزييف حقائق التاريخ والجغرافيا وطمس الهوية الجنوبية .


إن نظام الدكتاتور المشير علي عبدالله صالح الذي يحكم اليمن منذ 28 عاماً ويحتل الجنوب منذ أكثر من 12 عاماً ، غير مكثرت بإقامة دولة المؤسسات الحديثة ، وعوضاً عن ذلك أقام منظومة كاملة للفساد والإفساد ، ومارس قمع علني للحريات وتصفية معارضيه ، كما أرتبط نظام صنعاء برعاية وإيواء المجموعات الإرهابية وتهريب الأسلحة وتصدير الإرهاب إلى دول الجوار ، بالإضافة إلى تزييف العملة المحلية وعملات الدول المجاورة والأجنبية إلى جانب إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في كافة الدول المحيطة الأمر ، الذي يدعونا إلى أن ننبه المعنيين من المسئولين عرب وأجانب دول وهيئات ومنظمات دولية إلى الأخطار التي يمثلها نظام صنعاء على مستقبل شعوبهم وعلى أمن واستقرار الجزيرة والخليج والعالم بأسره .


إن التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج) يدعوا أشقاءه في دول مجلس التعاون الخليجي العربي إلى تفهم مشروعية نضال شعبنا وتقديم الدعم والمساندة له حتى ينال حريته ، كما يدعوهم إلى الاتعاظ من تجربة الجنوب وعدم الوقوع في المحظور حتى لا يتكرر معهم ما حصل ويحصل لشعبنا اليوم .


إن ( تاج ) ينبه المشاركين في القمة العربية من أن أي دعم لنظام الديكتاتور علي عبدالله صالح لن يؤدي إلا إلى تعزيز مراكز الفساد والإفساد وقمع الحريات وزيادة معدلات الفقر وإشاعة الفوضى وازدياد الأنشطة الإرهابية في اليمن ، كما ويطيل أمد معاناة شعبنا المحتل في الجنوب .


إن نظام الاحتلال وخلال السنوات الماضية من احتلاله قد أثبت بالملموس أنه لا يريد من الجنوب إلا الأرض والثروة فقط ، أما الإنسان الجنوبي فلا يعنيه أمره ، وقد أوصل اهلنا إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها أو تحملها ، فقد حول بلادنا أرضاً وإنساناً إلى غنيمة حرب ، وأوصل الجميع إلى حافة الانهيار والموت ، وعليه فإن الجنوبيين داخل الوطن وخارجه قد عقدوا العزم على طرد الاحتلال اليمني الشمالي الغاشم وإعادة دولتهم المستقلة وذات السيادة على حدود دولة الجنوب ما قبل 22 مايو 1990م و وفقاً لوثائق استقلال الجنوب العربي عن بريطانيا نوفمبر 1967م .

إننا ندعوا قمتكم ودولكم الموقرة للوقوف إلى جانب شعب جنوب اليمن المحتل في حقه بتقرير المصير والتحرر والاستقلال ، وإعادة دولته المستقلة كاملة السيادة ، وعليه فإننا نلفت عنايتكم إلى ما يلي :


1. اعتبار ما يسمى بالوحدة التي لم يؤخذ رأي الشعب الجنوبي فيها أو يستفتى عليها قد انتهت بعد حرب احتلال جنوب اليمن صيف 1994م ، والتي دمرها بقذائف الصواريخ والمدفعية والطيران ودفنها تحت جنازير الدبابات وأقدام جحافل الجيوش المحتلة الآتية من الشمال في حرب حديثة دامت 67 يوم وما نتج عنها يعتبر احتلال استعماري للجنوب. و وقع الجنوب منذ 7/7/1994م تحت الاحتلال وبلد محتل تنطبق عليه المواثيق الدولية المتعلقة بالشعوب الرازحة تحت الاحتلال .
2. عدم اعترافنا بنتائج حرب احتلال الجنوب صيف 1994م وبسلطة نظام احتلال الشمال وما يمارسه على أرضنا وضد شعبنا من قمع واضطهاد سياسي وطائفي وقبلي وإقصاء للإنسان الجنوبي من كل مجالات الحياة ، بما في ذلك العمل و الطرد من الأعمال (( حيث بلغ من أحيلوا للتقاعد قسرا حوالي نصف مليون موظف جنوبي ويشكل نسبة المتقاعدين من مدينة عدن عاصمة الجنوب وحدها مقارنه بالمتقاعدين في الشمال والجنوب على حد سواء 55% )) ، وطمس للهوية وتزوير للتاريخ ونهب وسرقة للثروة وبيع للأراضي والممتلكات الجنوبية دون وجه حق ، ويمارس القتل الجسدي والنفسي ضد مواطنينا ، وهو عمل غير شرعي وغير إنساني وغير قانوني ، كل ذلك يجعلنا لا نعترف بهذا النظام ، ولا نقبل هذا الوضع المهين ، بل يزيدنا إصرارا بالتمسك بحقنا في مقاضاة المعنيين في نظام الاحتلال في المكان والزمان المناسب .
3. دعوتكم إلى إلزام نظام الاحتلال اليمني الشمالي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي 924 و 931 وإلزامه بسحب أجهزته العسكرية و الحكومية من الجنوب ، وترك شعبنا يقرر مصيره بنفسه ، ويعيد دولته المغتصبة والمحتلة أراضيها المستقلة وذات السيادة وحقه في العيش بسلام كبقية شعوب العالم ، وينوه "تاج " أيضاً إلى قرار وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في دورته الحادية والخمسون5-4 يونيو 1994 مدينة أبها المملكة العربية السعودية الذي أكد على " عدم فرض الوحدة بالقوة ".
4. دعوتكم إلى عدم المشاركة اوتأييد نظام الاحتلال اليمني الشمالي في ترسيخ احتلاله للجنوب .


5. إبلاغكم بأنه يقع على الدول والشركات والمستثمرين وقف التعامل مع نظام اليمن الشمالي المحتل للجنوب باعتباره نظام احتلال لا يمتلك حق عقد الاتفاقيات والتصرف بأراضي وثروات جنوب اليمن ، وأن التعامل معه يعد تكريسا للاحتلال وإسهام غير قانوني في نهب ممتلكات وثروات الجنوب دون وجه حق ، وعليه سوف لن يكون الجنوب والجنوبيين ملزمين في تنفيذ أي اتفاقيات تم إبرامها من قبل نظام الاحتلال الشمالي .
6. دعوتكم إلى الاعتراف بالتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) الذي يناضل بالطرق السلمية لإنهاء الاحتلال اليمني الشمالي وتحرر واستقلال شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وإعادة دولته المستقلة كاملة السيادة . والتي ستشكل دون شك عمق جغرافي استراتيجي مهم للدول العربية ، كونها امتداد جغرافي لهذا الجزء الهام من العالم الذي يشكله الوطن العربي ، وسوف تشكل دولة الجنوب المستقلة رافدا وإضافة نوعية لعضوية مجلس الجامعة العربية عند استعادتها لعضويتها السابقة في الجامعة ، وبلد آمن ومستقر يحمي حدود الوطن العربي الجنوبية وعامل مهم من عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة ، ومنفتح على الجميع في علاقاته مستوعبا المتغيرات التي يشهدها العالم .


إننا نثمن دوركم عبر مختلف مراحل التاريخ في الوقوف إلى جانب شعب الجنوب المحتل ، وسوف لن ينسى لكم مواقفكم الأخوية النبيلة ، ونسعى إلى مواصلة دعمكم لنصرة قضية الجنوب العادلة وحق شعبنا في تقرير مصيره والتحرر والاستقلال .


إن شعباً يريد الحرية والحياة و الانعتاق من ربقة الاستعمار اليمني الشمالي ، و يناشدكم ويدعوكم إلى إرسال لجنة لتقصي الحقائق للتأكد من طرح قضيته العادلة وحقه في الانعتاق من الاحتلال وفي الحرية والاستقلال وإعادة دولته المستقلة .
في الأخير اسمحوا لنا أن نهنئكم بانعقاد قمتكم على الأرض الطيبة المباركة , أرض الحرمين الشريفين ونتمنى لها الخروج بنتائج ايجابية ليخدم قضيتنا في الجنوب خاصة والعالم العربي عامة و وفقكم الله إلى ما فيه خدمة الأمة .
وشكراً


الدكتور/ عبد الله أحمد بن أحمد


رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج )
لندن
‏الأحد‏، 18‏ آذار‏، 2007





.