((( حضرموت .. تقرير المصير )))

[بوعمر]

حضرموت .. تقرير المصير

مقدمة
حضرمي ما بعد الثالث عشر من يونيو 2011م .. ليس هو ذات الحضرمي الذي يسبق هذا التاريخ

في البيان الصادر عن مجلس حضرموت الأهلي بتاريخ 13/6/2011م تحدث البيان عن الآليات التي تنجز مخرجات اجتماعات المجلس بمختلف تكويناته ، ولأن التاريخ تصنعه الشعوب وإذا نحن اعتبرنا أن ما جاء في البيان هو الحد الأدنى من متطلبات الشعب الحضرمي فأن لهذا الشعب روح تواقة إلى المعالي ، وحق حضرموت الوطني لن يقتضي إطلاقاً الإقرار النهائي بما صدر عن المجلس الأهلي ، فالمطلب هو أبعد بكثير من فيدرالية تجمعنا مع الجنوب المبهم أو اليمن المحتل ، هكذا تسمى الأمور بمسمياتها ، فنحن نصنع التاريخ اللحظة ...

تقرير المصير للوطن الحضرمي ليس مجرد شعار يأتي للمزايدة في سوق الوطنية الحضرمية المفعمة بكثير من الانتشاء ، تقرير المصير هو عنوان مرحلة وأن سارت على درب سياسي محفوف بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس ، تقرير المصير الحضرمي هو تطلع وطني لابد من زراعته في الضمير الحضرمي كما هي إرادة الشعب الحضرمي المندفعة اليوم للتشبث بالخصال والهوية الحضرمية ...

استدراكاً لحالة تاريخية مرت بحضرموت فالمناضل الحضرمي الهمام عمر سالم باعباد يرحمه الله قدم مشروع الاستقلال الوطني واردفه بالدستور في واقعة تاريخية نحتاج اليوم تحديداً لكثير من ملهماتها ، مؤكد تماماً أننا بحاجة إلى الإلهام لنخطو الخطوة بعد الأخرى بشكل صحيح وبواقعية توازي الأحداث وأن هي اشتدت فلن يأتينا الوطن هابطاً من السماء بل بتضحيات جمة تزيل عن الأعين غشاوة لطالما أبعدت حضرموت الوطن عن أبناءها وهم الذين قرروا خطوة أولى في 13/6/2011م ...

حدثني رفيق درب حضرمي تأصلت فيه الوطنية في كل خلايا جسده ، حدثني عن مقاربة ما للحالة الحضرمية ، تلكم المقاربة تأتي من دعوات المسلم وابتهالاته في صلواته إلى ربه حينما يطلب الفردوس الأعلى من الجنة ، ونحن معشر الحضارم لابد وأن نطالب بحقنا التام بتقرير مصيرنا ، حق أصيل لا يمكن أن تطويه الاعتبارات السياسية كلها ، فقد انجزنا المرحلة النضالية الثانية بنجاح بما تم في اجتماعات المجلس الأهلي أما الأولى فكانت إحياء القضية بعد موتها ...

تقرير المصير ..
عنوان مرحلي عريض ، عنوان بحجم حضرموت تاريخاً وجغرافيا ، تقرير المصير الحضرمي هو تيار لابد له من نشوء وتحرك ملموس ، وهنا مسألة لابد وأن تطرح بهذه الكيفية من الوضوح ، فالمطالبة بتقرير مصير حضرموت لا يعني انشقاقاً عن مخرجات المجلس الأهلي إطلاقاً ، بل هو عنصر استقواء للمجلس ، حيث أن رفع سقف تقرير المصير سيحقق للمجلس الأهلي غطاء سياسي في أي مفاوضات سنجري مع أي تيار سياسي ، فرفع السقف لا يعني الانشقاق بمقدار ما يعني أمور أخرى يمكن مناقشتها والتنسيق فيها مع مكونات المجلس الأهلي ...

ما قدمه المجلس الأهلي في رؤيته التاريخية هي خطوة مقدرة لكن ما يجب التحفيز له هو تقديم الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية من أهل الاختصاص ، فالمشروع الوطني الحضرمي لن يقبل محلياً وإقليمياً ودولياً إن لم يقدم في إطاره الصحيح ، فالأفق السياسي يحتاج إلى نظرة حضرمية واقعية لتأسيس الشكل العام للحالة السياسية من وضع خطوط عريضة للدستور الوطني والتقسيم الإداري لحضرموت ، كما هو التمثيل السياسي في البرلمان الحضرمي ، كما أن التفكير في الإحصاء السكاني للداخل والمهجر الحضرمي هو عمل لابد من التخطيط له بمقومات تؤهل حضرموت لمرحلة أخرى ستتداخل فيها المتطلبات بعضها بعضاً ...

مهم في الفكر السياسي التعاطي مع مفرزات المراحل السياسية ، فلا يعني تأييد المجلس الأهلي في هذه المرحلة مع مقرراته الصادرة عنه المكوث بانتظار اجتماعات لجانه المختلفة ، بل يجب السعي لتحفيز المكونات الحضرمية المختلفة على تشكيل هياءتها ووضع تصوراتها ، لأن هذه المكونات المختلفة هي نواة تشكيل الأحزاب السياسية الوطنية التي ستعمل لاحقاً في إطار الدولة ، هذا الجانب برغم شدة حساسيته إلا انه جدير بالظهور والنشوء بل بتوفير الدعم المعنوي له لما فيه تأصيل للمشروع الحضرمي عموماً ...

أن المنجز الحضرمي لا يمكن أن يتحقق في المنظور قصير المدى ، بل يحتاج إلى وقت لا نقول عنه بعيد متى ما استشعر جميع أبناء حضرموت في الداخل والمهجر مسئولياتهم الكبرى لتحقيق هدف الاستقلال الوطني ، الإرادة السياسية ووضع الأهداف هي تأطير لمرحلة الاستقلال التي يمكن أن تتحقق عندما يحقق كل فرد ومكوّن من مكونات الوطن إرادته وأهدافه ، المبادىء في عدم التخوين والتشكيك هي مبادىء بناء لمرحلة صعبة دونما شك في ذلك ، وهنا نشيد بمخرج المجلس الأهلي في الاصطفاف على قاعدة الهدف .. والهدف هو حضرموت ...