رد لتاج عدن

[participant]

الأخ العزيز تاج عدن:
لا أدري ما رأي الأخ الجفري في هذا الموضوع . وهل هو مع أو ضد إستقلال الجنوب. لا أدري.
لكن هناك إتفاق على إن ما يجري لأهلنا في الجنوب من ظلم وإضطهاد لا يقبله العقل. ولم تمارسه السلطات البريطانيه المحتلة للجنوب آنذاك. إنني أتذكر إن الجنود البريطانيين دخلوا لتفتيش منزلنا إبان الإحتلال ولم نتعرض لأي إهانة ولم يتعرض والدي لأي شئ خارج الإطار العادي وعومل والدي ووالدتي بكل إحترام.
ما يهمنا فعلاً الآن هو إنتزاع إعتراف السلطات الظالمة في صنعاء إن للجنوب وللجنوبيين شخصية مستقلة وطريقة تفكير وإرث تقافي يختلف تماما عن الشماليين وعلى هذا لا يمكن أبداً للحكام أن يلغوا هذه المسألة ويلغوا شعبنا في الجنوب ويتحكموا بحياته ومقدراته. زد على هذا إن الوحدة التي هرب إليها النظامين لم تكن هي ما أراده شعبنا في الجنوب فلا الحزب الإشتراكي يمثِّل الجنوبيين ولا علي عبدالله والمدعو المؤتمر الغير شعبي بقوامه الهشّ الغير متجانس يمثل الشماليين.
وبغض النظر عمّا تقدم فإن مسألة وحدة الضم والإلحاق وعودة الفرع إلى الأصل وغير ذلك من الطروحات السمِجَه التي يمارسها ومارسها نظام صنعاء ضد مواطنيه في المحافظات الشمالية وهو يمارسها الآن ضد أبناء الجنوب لهي مسألة غير مقبولة على الإطلاق ولا يمكن السكوت عنها, فلا يجب قياس المواطنة حسب اللهجة أو اللون أو المعتقد أو الإسم الأخير أو الجهة التي جاء منها هذا الشخص أو ذاك وسوف نرى في موضوع آخر كيف إغتنت فئه صغيره من الموظفين في حكومة الشمال نتيجة لمتاجرتها بعذابات الناس وترويجها للتخويف والتخوين ... الخ
إن إخضاع متطلبات شعبنا في الجنوب لأمزجة الشماليين الحاقدين على الجنوب وأهله وأريحيتهم مسألة تدل على تجرد _بضم القاف وتشديدها_ القيادة في صنعاء من أبسط المشاعر الوطنية التي يتمشدقون بها. _لنا عودة للحديث عن هذا الموضوع_ .
وعودة لماذا ألاستاذ الجفري بالذات. أولاً وأخيراً أنا لست متحزباً حالياً لأحد ولا أعلم ما هي إستراتيجية الأستاذ الجفري ولكن هذا لا يعني إني أعمى البصيرة. فمن سوى هذا الرجل يحظى بما يحظى به فهو ليس خصم لأحد. هل ترى أن الأخ عبدالله بن حسين الأحمر جدير بدور مثل هذا؟. أنا لا أعتقد. وأظنك لا تعتقد أيضاً. إشتهر الأستاذ الجفري بسلامة لسانه وأدبه الجم في الحديث وهو رجل كفؤ ويحظى بإحترام كبير وهو في نظري أقدر من يمكن أن يصرٍّف شئون الجنوب. هذا رائي الشخصي.
إن تكليف الأستاذ عبدالرحمن الجفري لتصريف شئون الجنوب ستكون في نظري الشرعية الوحيدة بعد ترؤس المغفور له قحطان محمد الشعبي لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية. وما عدا ذلك فهو أمر واقع فرضته ظروف معينه سادت ثم بادت. هناك أمر لا بد من الإشارة اليه وهو إننا نكن الكثير من الإحترام والتقدير لكثير من القيادات التي سيرت أمور الجنوب بعد الإنقلاب على حكومة الرئيس قحطان محمد الشعبي بغض النظر عن الكثير من الفتن والفرقة والشدائد التي خلقها المتسللين من التيار الشمالي بقيادة عبدالفتاح إسماعيل _يرحمه الله_ والجزار محمد سعيد عبدالله الشرجبي _الغير محسن_ الذي إستطاع_أي التيار المتسلل إلى داخل الحزب الإشتراكي اليمني_ أن يستغل الكثير من الثغرات والتي من خلالها حصل ما حصل في الجنوب.
وفي هذه العجالة يحضرني أن أقول أن المدعوة _وحدة يمنية_ يجب أن لا تكون المجيب لآمال الجماهير العربيه في التوحد فهي لم تكن وحدة بأي مقياس من المقاييس. وفي الوقت نفسه يجب أن لا تكون القشة التي قصمت ظهر البعير في تحطيم آمال الجماهير في التوحد ففيها من العبر الكثير مما يمكن أن يفيد كل دعاة التوحد. إننا نناشد كل الشرفاء من الناس في كل شبر من الوطن العربي الكبير خاصة بعد أن علمت ما يعانيه شعبنا في_ الجنوب اليمني_ إننا نناشدهم الوقوف معنا لرفع الضيم والقهر الذي يتعرض له أهلنا. إن الممارسات الجاهلة والغبية التي يتعرض لها مواطنيينا من سلطات البطش الظلامية التكفيرية في صنعاء لأمر محزن حقاً.