رساله الى ابناء عدن

[سامي غالب]

يا أحرار عدن شبابها ورجالها ونساءها ، إننا اليوم نعيش مرحلة فاصلة في التأريخ الجنوبي ، ولقد ظهر صمودكم امام آلة القتل والذبح التابعة للإحتلال صموداً إسطورياً ، وقد علم وعرف وشاهد كل الجنوبيين مواقفكم الثابتة ، حينما حولتم عدن إلى قلاع ورواسي شامخة أمام الأعداء ، وقدمتم التضحيات الجسام من خيرة شبابكم ورجالكم ، ولقد أثبتوا اليوم أن عدن لا تستكين للإحتلال على مر العصور .

فأنتم اليوم تقودون مسيرة التحرر وبكم تكتمل حلقة الثورة التحررية الجنوبية ، و كنتم صورة للإبداع والتنظيم في الساحات من خلال الندوات والأمسيات والعمل المنظم لمواساة أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين ، وقد عملت كثير من المجموعات التجارية الجنوبية والتجار ورجال المال الجنوبيين على ذلك .

ولكن يا أحباب الجنوب وقدوته انتم اليوم تتعرضون لهجمات وإستهدافات مباشرة وغير مباشرة مثلكم مثل كل المناطق الجنوبية ، فنأخذ على أيديكم ونشد عليها بان تعملوا ان الاحتلال يريد زرع فتنة وشقاق وبين أبناء المناطق الجنوبية وهي الورقة التي فشلت سابقاً إبان حكم صالح المخلوع ، والآن من جديد عادت سلطة الإحتلال عبر تيارها الثاني لنبش تلك الورقة عبر صحفها وإعلامها للنهش في الجسد الجنوبي وبأوهامها الدنيئة حتى تصبح حقيقة إذا ما وجدت من يستجيب لها .

إن الإحتلال لا يكتفي بالقتل والذبح بحقكم وحق إخوانكم من أبناء الشعب الجنوبي ، بل يريد أن يزرع فينا اليأس ويحطم الإرادة ، ولأنكم المجتمع المتابع للإعلام وللصحف بكثرة لعنايتكم بالتطورات على الساحة فإنه يستهدف زرع الفتنة وتلوين الأخبار وتحريفها بشكل يجعله فاقد للأخلاق والقيم والأمانة الصحفية ، وبالله ماذا نرجو من إحتلال يبيد شبابنا وأهلنا ويذبحهم داخل غرف نومهم ..؟

لذا علينا جميعاً يا أحرار العاصمة الجنوبية ان نقاطع صحف ومواقع الاحتلال اليمني وان نعلم جيداً ان العاصمة عدن لن تكون لغير أهلها وكذلك حضرموت وأبين ولحج وشبوة والمهرة ، فإن الجنوب للجنوبيين جميعاً ، وأنه لا يوجد اليوم في قاموس ثورتنا الحراكية أي تكرار للماضي ، فنحن نعيش ثورة تحررية في ظل ثورة تكنولوجية عالمية يختلف فيها الزمان والمكان بين الفينة والأخرى فما بالكم بأكثر من ثلاثة عقود من الزمن الماضي .

فأنتم اليوم وهج ثورتنا وفي مقدمة صفوفنا وتضحياتنا ، بل انتم من تحددون مصيرنا كون مدينتكم عاصمتنا وقبلتنا الأولى ، فكونوا قيادة جديدة للجنوب الجديد بفكر التسامح والتآزر، وتأريخكم يحدثنا بأنكم الشعب الأكثر تسامحاً وسلمية في العالم والأكثر صموداً وثقافة ورقي وتطور ، فنشد على أياديكم ذلك ، وخاصة بعد أن ترتب وتنظم العمل الثوري في الحراك الجنوبي السلمي على أيديكم ، فالله ألله والتحرر التحرر ولكم منا كامل التقدير وإن غداً لناظره قريب .

بقلم / سامي غالب