الفساد في اليمن أكبر حجما ً من الدولة ...!!!

[الصحّاف]

الفساد في اليمن أكبر حجما ً من الدولة ...!!!


المتابع للشأن اليمني يجد بأن هناك تكتلات ومراكز قوى تتحكم بمقدرات الوطن كلا ً لصالحه ليجني منها ثمرات أعماله الدؤوب حتى جعلوا الوطن ممثلا ً بالإنسان تبعا وفيدا لأفكارهم وخططهم دون أن يدرك الشعب بأنه الخاسر الأكبر لأنه لم يكون هناك ممثلا حقيقيا ً له ولذلك خرج الفساد من الدائرة الضيقة واصبح يسيطر على مفاصل الوطن والإنسان واصبح أكبر حجما من الدولة وليس هناك حلولا ً لجتثاث ذلك الفساد مطلقا إلا بتغيير رؤوس الفساد جذري وهذا من المستحيل تحقيقه لأن مراكز القوى والتكتلات اصبحت تتحكم بكل شيئ بالوطن ، وما جعل هذا الفساد ينتشر ويستفحل هو الجهل والفقر وعدم وجود حكومات صادقة تخرج الوطن من حالته السئية ما بعد الثورات ، بل عملت تلك التكتلات على زرع قواعدها في باطن الأرض حتى جعلوها شجرة مثمرة يجنون ثمارها وخاطبوا العالم على أنهم ديمقراطيين والحكم للشعب عبر الصناديق وهذا تمويه وافترى وكذب فاضح بل عملوا على تحويل الحكم من دستوري عبر القوانين إلى حكم مناطقي وقبلي عبر مراكز القوى وبسط السيطرة وشراء الذمم بالمال لوجود الفقر المميت وبتالي ليس هناك حلولا حقيقية لتخرج الوطن من الوهن والمرض المنتشر في الجسد للوطن ودولة الفساد القوية ، حتى أن الدول الأخرى تجهل الكثير عن الشأن اليمني لما يتلقون من مغالطات فاضحة من قبل التكتلات ورؤوس الفساد عبر أعمال تنسجم مع مرحلة ومتغيرات العالم وهكذا يخاطبون العالم لاستمرار حكمهم المتئصل في جذور الأرض ، ربما أن هناك بداية ظهور تفضح التكتلات و الفساد ومدى قوة هذا الفساد في اليمن عبر الارهاصات والمنحى الذي يتجه إليه اليمن من خلال الصرعات القبلية ومعالجة القضايا عبر العرف القبيلي ومراكز القوى وبذل المال لسد ثغرات ظهور فسادهم وعدم كشف أمرهم ، وهذا ما بدأ يظهر للعالم بأن الفساد في اليمن أكبر حجما ً من الدولة وأن الدستور والقانون والديمقراطية في اليمن مجرد شعارا ً ورقيا وخطابا براقا ً لاوجود له على الأرض أصلا ً ، وبتالي واجهة كثير من الدول المانحة والمهتمة بالشأن اليمني صعوبات لمعاجلة الحالة اليمنية وكما نقرأ فقد وصل الأمر إلى باب مغلق يصعب التعامل معه إلا بحركة فكرية داخلية تتبنا التغيير و الإصلاح عبر مراكز قوى يخلقها الشرفاء بدعم دولي وداخلي يسيطر على الوضع باليمن ويحاسب المفسدين والمتنفذين والتكتلات ، وهذا من الصعب ايجاده حاليا ً لأن الفساد في اليمن أصبح أكبر حجما ً من الدولة ويتحكم بموارد الدولة ومؤسساتها ، إذا ً الحالة في اليمن محتاجة لمعجزة إلاهية تخرج اليمن من بوتقة الصراع ودولة الفساد المتئصل في أعماق الأرض وجذورها ،
فهل سنرى هناك معجزة إلاهية تخرجه مما وصل إليه بسبب تمادي شعبي لاستمرار الحالة المزرية لليمن ؟

تحياتي لكم