القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
قصة قصيرة: بصيص من نور
(( بصيص من نور ))
قصة قصيرة: عبد اللاه سالم الضباعي . لم تكن المشكلة هينة على الرغم من الاستهانة بها ،الجميع مصر على مواجهة الموقف، القضية مسألة حياة أو موت ،الظلام الحالك هو السائد والمسيطر ،أشجار المدينة ذبلت أغصانها ،مظاهر الحياة الزاخرة بها مدينة السلام تتجه نحو الاندثار خلف أكوام القمامات، خيم على سمائها سحابة من الدخان،دماءً تسفك،حُرمات وأعراضاً تُنتهك ،حقوق تُسلب ،جرائم شتى ترتكب مع سبق الإصرار دون رادع أو وازع ديني أو حياء. استيقظ الناس ذات صباح والضوء يملأ منازلهم، طلوا من الشرفات والنوافذ ،الشمس مشرقة، خرج الجميع إلى الشوارع،فرحين مستبشرين، يغنون ويرقصون طرباً، يعانقون بعضهم بعضاً، ارتسمت السعادة على وجوههم،كان يوماً مختلفاً تماما، شمسه دافئة، نسيمه عليلٌ،تمضي الأيام والشمس مستمرة في إشراقها ،هطلت بعض الأمطار،اخضرت الأشجار اليابسة،الفراشات بألوانها الزاهية المختلفة تحلق وتعانق الورود والزهور،كان قد صدر حكماً بإعدام أحد رموز الظلم والفساد،كان حكماً عادلاً مستنداً على الأدلة والبراهين الدامغة وشهادة العشرات من الشهود واعترافات الجاني الوقحة،أصدره الحاكم العادل الشجاع، القاضي نصير،قاضي يتصف بالنزاهة والنظافة،يتحلى بالقيم الإنسانية والأخلاق الحميدة ،الحكم سابقة لا مثيل لها في تاريخ القضاء،بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على صدور هذا الحكم العادل تناقلت الصحف خبر تنفيذ حكم الإعدام الذي تحدد صباح اليوم التالي الخميس في ساحة ((الجم جم)) الكبرى،استيقظ الناس مبكرين،الكل يركض بقوة،الشوارع تهتز من ركضهم، وهم يهتفون يحيا العدل،اكتظت ساحة الإعدام بالجماهير المتدافعة إليها لمشاهدة اللحظة الحاسمة،التي ستغير مجرى الحياة،الكتل البشرية المتراصة و المتلاصقة ببعضها حبست أنفاسها،من الخوف والاشتياق،لم يتبقى إلا لحظات على الموعد المحدد للتنفيذ في التاسعة صباحاً،الساعة تشير بيدي إلى الثامنة والنصف حين اقتربت من الساحة،كنت حريصاً أن أشاهد تنفيذ الإعدام عن قرب،لكن الأمر ليس بالسهل،تقدمت مسرعا،اخترق الجموع المتزاحمة،الشمس لم تشرق في هذا اليوم،هناك بصيص من نور،يتلاشى تدريجياً،الجميع يتدافعون إلى الصفوف الأمامية المواجهة لمنصة الإعدام،بعد جهد وعناء تمكنت من الوصول إلى أحد الصفوف المواجهة لمنصة الإعدام،كانت قد نُصبت مشنقه تتوسط الساحة العامة خلفها يقف شخص يغطي رأسه ووجهة كيساً أسود،تحيط المنصة والساحة بشكل عام أعداد هائلة من الجند والعربات المدججة بالأسلحة،وعلى الجانب الأيمن للمشنقة يقف أحدهم بين يديه ملف، يتجلى لنا من الملابس التي يرتديها إنه احد القضاة،ويبدو انه يتلو منطوق الحكم،لم نكن نسمع،فقد كان الضجيج عالياَ،الأصوات مزقت الحناجر المحبوسة من شدت الهتافات و الانفعالات .. فجأة يغلق الملف ،يتراجع خطوات إلى الخلف ،الجنود الذين على يمين ويسار الشخص المكمم ، يتقدمون به إلى المشنقة، أدخلوا رأسه بالحبل، ارتفعت الهتافات عالياً الله أكبر الله أكبر يحيا العدل،أحد الجنود قام بنزع الكيس ، حدقة الأعين شاخصة أبصارها تترقبه،كنا ننظر إليه وسط الصمت المخيف.. الخوف والقلق يسيطران على الجميع،خيم سكون رهيب احتبست الأنفاس من جديد!! لم يكن الشخص المحكوم عليه ، بل كان القاضي الذي أصدر الحكم، حل الظلام مجدداً . نشرت في صحيفة الأيام العدد (5085) بتاريخ 6/5/2007م . |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 04:44 PM.