((( العطاس من الإفلاس إلى التسول )))

[بو عمر]

العطاس من الإفلاس إلى التسول




وأخيراً ظهر واحد ممن ذهبوا بشعب الجنوب العربي إلى الجحيم ، ظهر واحد من المفلسين الغير مأسوف عليهم ، وكما يحب ( هو ) ويحب من حوله من بقايا النظام المهزوم بتسميته مهندس دولة الوحدة المولودة فجوراً وعهراً وسفاحاً في الثاني والعشرين من مايو / أيار 1990م فأني وبحضرميتي أطلق عليه مهندس الإفلاس ومهندس التسول بعد مسافة طويلة من ممارسة الرذيلة التي وقعت بتوقيع وثيقة الدولة الخبيثة ...

لا أخفي أني وكثير من أبناء وطني في الجنوب العربي أصبنا بصدمة عنيفة بعد متابعة مقابلة حيدر أبوبكر العطاس التي بثتها قناة ( الحرة الأمريكية ) ، الصدمة مصدرها أن قناعات الرجل الثاني في شريك الدولة المحسوبة على الشطر الجنوبي مازال يمارس دوراً لا يمثل شيئاً غير امتداداً لهوية لا تمثل أبناء الجنوب العربي ، فالرجل الذي تحدث طويلاً وأقر بوضوح بخطيئة العام 1990م لم يأتي إلى أن الخطا الذي وقع يجب أن يتم تصحيحه بسقف أعلى سياسياً وهو ما يتمثل بالعودة إلى ما قبل 30 نوفمبر 1967م وليس تصحيح مسار دولة الوحدة عبر إعادة حقوق الجنوبيين وغيرها من المطالب التي لا تنم إلا عن حالة تجاوزت الإفلاس الذي كان يعاني من الرفاق على مدار سبعة وعشرين عاماً على حالة من التسول السياسي الغير مبررة إطلاقاً ...

ما تزال المواقف المتحجرة من بقايا الحزب الاشتراكي المنحور على أعتاب مدينة عدن وكل مدن وقرى الجنوب العربي هي العقبة الحقيقية أمام الاستقلال الجنوبي العربي ، هذه البقايا هي الجذور المضروبة منذ الخمسينيات والستينيات الميلادية من القرن العشرين المنصرم ، فالعطاس ليس إلا امتداد لمن لا يمتلكون هوية لوطنهم والمنسلخون من فحوى وجودهم على أرضهم إذن لماذا يتعجب الكثيرين من موقف ( بليد ) كشفته المقابلة التلفزيونية ...

الأعجب من ذلك ردة فعل بعض من المتوجهين ( قولاً ) لاستقلال الجنوب العربي الذين أبدوا رضاهم بحديث مهندس التسول حيدر أبوبكر العطاس لمجرد ترويجه لبعض الألفاظ المناهضة لحاكم دولة الاحتلال علي عبدالله صالح الذي يحسب له أنه تعامل مع بقايا الاشتراكية في الجنوب العربي على أنهم مجرمين حتى وإن عاد عن ذلك فالشعب الجنوبي يقر بأنهم مجرمين ، جريمتهم الكبرى جرى وطن مستقل بهوية مستقلة إلى دولة أخرى لا تمثلهم تحت مبادىء قومية بالية ، جريمة أبداً لن يغفرها شريف ينتمي لشبر جنوبي مهما كان هذا الشبر على أرض الجنوب العربي ...

التسول الذي جاء به حيدر العطاس يوضح الدرجة التي بلغتها القيادات المهزومة التي لم تمثل الجنوب العربي لأنها ممسوخة منه ، فليس الجنوب العربي من يتسول الحقوق المسلوبة منه بمطالبة المحتل بإعادة النظر في الأراضي المسلوبة والثروات المنهوبة والعدالة المتحطمة على أرضه والجور والظلم القائم على رؤوس أبنائه ...

كنا ننتظر من حيدر أبوبكر العطاس موقفاً سياسياً جاداً ومطالب وطنية تمثل أبناء الجنوب العربي ، لكنه لم يأتي بشيء يذكر لأنه امتداد طبيعي لحقبة لم تأتي بغير الفشل والهزيمة ، حتى على مسافة سبعة وعشرين عاماً وهو يقر بخطأ الذهاب إلى دولة الوحدة دونما استفتاء لأبناء الجنوب العربي فهو يقر أيضاً بأن شعب الجنوب العربي أيضاً لم يستفتى على إقامة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على أرضه يوم أن انتزعت الهوية الجنوبية عامة وذهبت لتسقط مصروعة تحت راية اليمن واليمنيين في سرقة منجز ثورة أكتوبر هذا إن كان لهذه الثورة أصلاً من وجود يذكر ...

حيدر العطاس الذي أفرغ في المقابلة موقفاً سياسياً رخيصاً يستطيع من خلاله كل يمني أحمق وليس حاكم الدولة اليمانية المحتلة من استثماره لصالحه كشف عن تخلي كل الدول المجاورة للجنوب العربي لهذه القيادات من تبني مشروعات سياسية مناهضة للاحتلال اليمني فالغائب الأكبر هو المشروع السياسي ، فالعطاس وبقايا الاشتراكية لا يملكون مشروعاً سياسياً يمكن لأحد أن يتبناه فقط مجرد مطالبات يستطيع هو الذهاب إلى صنعاء ليطالب بها كما يطالب بها المئات من نواب البرلمان ...

نعم نكره كل بقايا الحكم الشمولي المهزوم نكره الوجوه التي لا تملك حضوراً يستحق الحياة ، نكره المطالب الرخيصة ، نكره التسول الذي تعملون به ، وتعيشون عليه ، نكره سنوات طويلة من الاستبداد والقهر ، نكره دولتكم التي حكمت الشعب بالجوع قبل الحديد والنار ، نكره كل شيء ينتمي إليكم علمكم واسم دولتكم وحزبكم ...

مخطىء من يقول بأن العطاس أو غيره يمكنه فعل شيء لأن منّ لا يملك شيئاً لا يعطي شيئاً ، وهؤلاء فعلاً مفلسين عرفناهم تماماً ، وقد رأيناهم بعد سنوات متسولين تخلوا تماماً عن الإفلاس ليمارسوا دوراً آخر في إطار الإصرار على مبادئهم التي لا تمثل شعبهم الجنوبي ...

الغاية ...

منذ الثلاثين من نوفمبر 1967م وحتى اليوم مازالت الهوة واسعة شاسعة والمسافة بعيدة جداً بين شعب الجنوب العربي وبين حكامه ، الشعب لم يكن يوماً مفلساً ولن يكون اليوم مثلكم متسولاً ، الشعب يطمح لإقامة دولته المستقلة على أرضه وتحت سمائه هذا هو المشروع أما غير ذلك فهو الهراء الذي سقاكم منه رفاقكم الملقون منذ سنوات في مزبلة التاريخ ...