تغطية متقرقة من الجنوب العربي المحتل الثلاثاء 29 ابريل 2014م

[روابي الجنوب]

المحامي ” الغريب ” يعقب على سفيرة بريطانيا في صنعاء ويؤكد عدم مشاركة الحراك الجنوبي في حوار صنعاء





يافع نيوز – خاص

عقب القيادي في الحراك الجنوبي المحامي ” علي هيثم الغريب ” اليوم ، على حديث للسفيرة البريطانية في صنعاء ، حول القضية الجنوبية وما يسمى الحوار اليمني ن والاقاليم الستة .

وقال الغريب في رسالة نشرها على صفحته بالفيس بوك : ( عزيزتي السفيرة البريطانية جين مارييت ..

يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب أن تصريحكم بشأن الفيدرالية التي أقرها حوار وطني يمني لم نشارك فيه , والذي جاء هو الآخر بناء على مبادرة خليجية لم نكن طرفا فيها , واعتباركم ذلك “هو المطلب الأساسي لأهل الجنوب” هذا لهو تعبير مخجل من قبل حكومة بريطانيا، التي تحاول من خلاله إلغاء حقوق شعب بأكمله، من أجل استيعاب مصالح ذاتية لحكام شعب آخر، ونحن نطالب الحكومة البريطانية أن تصحح مواقفها حتى تصبح منسجمة مع المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الأنسان ، وأن تقدم رأيها المعروف بشأن حقوق الشعوب التي جاءت في الإعلان العالمي لحقوق الأنسان 1948م , حيث كانت بريطانيا على رأس هذا المنجز البشري.
ونحن من واجبنا هنا أن نقدم اليكم هذا التقرير ببيان الأسباب التي أوجبت استياء الشعب الجنوبي من تصريحكم آنف الذكر . ولو أننا نعرف أن تصريحكم هذا سيزيد من أسباب الاضطراب في الجنوب, إلا أن هذا لا يثنينا ك”موقف أنساني” بأن نساعدكم خاصة وأنتم تمثلون دولة عظمى في الوقوف على أسباب هذا الرفض الشعبي الجنوبي لتصريحكم ونأمل أن تزيلوه بحكمتكم لتزول مسبباته والجرائم التي سيرتكبها الاحتلال اليمني بناء عليه لاحقا.
وقبل الدخول بالرد لدينا استفسار بسيط، وهو ما هو تعريفكم “المطلب الأساسي لأهل الجنوب” وبعقلانية شديدة وبكلمة الحق إذا كان لديكم المعرفة الكافية بمفهوم كلمة الحق بالنسبة للقضية الجنوبية ؟, هل الشعب الجنوبي فعلا قد استفتي وقرر الفيدرالية؟؟ . .وأريد أن أسألكم بصورة شخصية ما هو شعورك عندما تقولين الفيدرالية هي “المطلب الأساسي لأهل الجنوب” وأنتي تعرفين جيدا أن الملايين ينزلون سلميا إلى الساحات والشوارع الجنوبية وهم يصرخون بصوت واحد” لا وحدة لا فيدرالية , نعم للحرية والاستقلال؟ , فهناك في بلدكم بريطانيا التي نكن لها نحن الجنوبيين كل تقدير واحترام , هل تستطيعين أن تقولين أن الاسكتلنديين مطلبهم الأساسي البقاء في الوحدة مع بريطانيا؟؟ ,لا أعتقد ذلك؟؟ وهل تعرفين أيها السيدة السفيرة من هو الشعب الجنوبي ؟؟ ,هو ذلك الشعب الذي سلمت بريطانيا استقلاله عام 1967م؟ , فلماذا سلموا أجدادك الاستقلال للشعب الجنوبي , هل لأنه يستحق الاستقلال أم لا يستحقه؟؟ كما سلمته للهند قبل أنفصال باكستان عنها؟؟ وسلمته لكل الدول التي كانت تحت مستعمراتها؟؟ , هل لأن تلك الشعوب تستحق الاستقلال أم لأنه لا تستحقه؟؟.
فمن هو الشعب الجنوبي الذي منح الاستقلال عن بريطانيا في 30 نوفمبر 1967م؟ من أين أتى , وهل له هوية وهل كانت له دولة؟ وهل كانت بريطانيا تحكم تلك الأرض لمدة 129 عاما(1839-1967م)؟ ما مدى حرص بريطانيا على حماية حقوق شعبنا؟؟ …لماذا تحرص بريطانيا على بقا الجنوب في ظل وحدة أعترف ما يسمى بالحوار الوطني وبالإجماع بأنها انتهت؟؟ , وأعترف الأخ علي محسن الأحمر بأنه أستعمر الجنوب؟؟ , وتراجع الدكتور عبد الوهاب الديلمي عن فتوته التي قالها عام 1994م ” أن عدم قتل هؤلاء – يقصد الجنوبيين- تترتب عليه مفسدة أعظم من مفسدة قتلهم” , أي أن الأطراف الشمالية التي أحتلت الجنوب تعترف بأن حرب 1994م قد أنهت الوحدة بين الدولتين؟ وما الوضع الحالي إلا وضع احتلال ؟؟ ,بل وقامت الحكومة باستصدار قانون الاعتذار للشعب الجنوبي عن ما لحق به من إبادة جماعية وسلب ونهب واستيطان؟؟ هذا قول وإعترافات الأطراف التي أحتلت الجنوب , ولكن السؤال الخطير ما وضع الجنوب نفسه من وجهة نظر المجتمع الدولي , وقبل القرارات الدولية وبعدها؟؟…هل شاورتم شعب الجنوب ؟ هل شاور شعبه من قبل المجتمع الدولي؟ , ولماذا أعطيتم أنتم لإيرلندة الجنوبية استقلالها وحريتها في بداية القرن العشرين , ولماذا أعطيتم إيرلندة الشمالية حريتها في نهاية نفس القرن؟؟ ,ولماذا اليوم تقولون لإسكتلندا استفتوا بنعم وخذوا أرضكم؟؟. لماذا عملت بريطانيا ذلك؟؟ , هذا لأنها تعرف جيدا أن هذه المطالب هي الإحساس الطبيعي لكل شعب أن يستقل بشئونه؟؟ , فلماذا اليوم تتكتلون علينا وترفضون مساعدتنا على نيل استقلالنا كما ساعدتم مواطنيكم وشعوب كثيرة على نيل حريتهم واستقلالهم؟؟ , فبريطانيا عرفت الشعب الجنوبي المخلص الوفي الصادق الشجاع الجاد الشريف , هل تذكر السفيرة أيام حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني عندما كانت الجنوب مليئة بالأسر والعائلات الإنجليزية , هل سمعتي مجرد السمع أن جنوبيا تعدى على أي فرد مدني بريطاني أو هان امرآة أنجليزية , بينما كان مئات الآلاف من البريطانيين يعيشون في الجنوب وفي عدن خاصة , والقتال بين الفدائيين والجيش البريطاني يجري في شوارعها وحاراتها ؟؟ ، هل سمعتي أن البريطانيين الذين عاشوا في الجنوب وولدوا في عدن ايام حقبة الاستعمار للجنوب العربي ، منهم كيث فاز وزير الدولة البريطاني لشؤون أوربا الأسبق في حكومة توني بلير والذي ولد في حي القطيع في كريتر ، والكاتبة البريطانية فيكتوريا كلارك مؤلفة كتاب ( الرقص على رؤوس الثعابين ){الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أعجبه العنوان وظل يستخدمه في خطاباته} ، والكوميدي الساخر والأكثر شعبية في بريطانيا ( ايدي ايزاد ) الذي يتفاخر باستمرار في كل حفلاته بانه من مواليد عدن , وغيرهم من لبريطانيين… هل سمعتي من هؤلاء من تعدى عليهم من أبناء الجنوب؟؟.
ولكن موقفكم اليوم من القضية الجنوبية والشعب الجنوبي فقد حيرني كثيرا؟؟.أنا متأكد طالما بقيت ورقة في صنعاء تحتاج توقيعا من المجتمع الدولي لتحجيم القضية الجنوبية أو لاستخدام القوة ضد الانتفاضة الشعبية العارمة التي يشهدها الجنوب فلن تتخلى بريطانيا عن التوقيع عليها؟؟ بما يوحي بأن بريطانيا تفضل التعامل مع نظام صنعاء أو أنها تريد زعامة للظلم في المنطقة العربية؟؟.
واليوم مع تعاظم مأساة الشعب الجنوبي يوماً بعد يوم بسبب الاحتلال اليمني، ومع تصاعد وتيرة القتل الجماعي والعنف ضد الإنسان الجنوبي وأرضه وثرواته ، والذي تشهد به المنظمات الدولية والإنسانية ومنها منظمات مقراتها في بريطانيا , وفي ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إنصاف الشعب الجنوبي بسبب موقف الدول العظمى ، فإنه كان من الواجب على الذاكرة البريطانية أن تستنهض الضمائر الإنسانية في مختلف أنحاء العالم مع الشعب الجنوبي الذي حكمته 129 عاما , لا أن تمد يدها لمن يقتل هذا الشعب المشهود له بأنه يتحول بين ليلة وضحاها إلى شعب من الذئاب الحمر عندما تنتهي وسائل نضاله المدنية والسلمية والحضارية , وبريطانيا تعرف هذا الشعب الشجاع جيدا؟؟ .ونأمل من السيدة السفيرة جين مارييت إلا تعطي حقا لمن لا يملكه ولمن لا يستحقه. ونقولها بصدق ولمكانة بريطانيا وعلاقتها التاريخية في الجنوب , فإن هذا التصريح العاطفي ، يمثل انتهاكاً صارخاً لكل قيم بريطانيا , وقيم القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان.
وإزاء هذا التصريح ، فإننا كمكونات جنوبية وكشخصيات، ومؤسسات، وهيئات، ومنظمات، ومجموعات، من مختلف أنحاء الجنوب ، يجمعها الاتفاق حول القضية الجنوبية , كقضية شعب ومصير وطن محتل، نطالب السفيرة البريطانية بسحب تصريحها المذكور آنفا , بل ونطالبها بالوقوف إلى جانب شعب شارك موقعة الاستراتيجي ومينائه طوال مائة عام في بناء الاقتصاد البريطاني ، فللجنوب العربي فضل في بناء بريطانيا , علاوة على أن بريطانيا كانت المسؤول الأول والمباشر عن الجنوب منذ 19 يناير 1839م وحتى عام 1967م , ونطالبها اليوم أن لا تساهم باستمرار احتلال الجنوب العربي من قبل اليمن ، لأن هذا سيتسبب في تهجير وتدمير وقتل للجنوبيين ، وإذا أستمر الموقف البريطاني كما جاء في تصريح السيدة جين مارييت فإن ذلك سيبقى وصمة عار في جبين التاريخ السياسي لبريطانيا.
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الخارجية البريطانية بهذا التقرير.
علي هيثم الغريب المحامي رئيس الدائرة السياسية في المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب
عدن 29 ابريل 2014م