القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#11
|
||||
|
||||
(حديث الاربعاء ) تنسيقية حضرموت .. تجربة تستحق الاستنساخ
أحمد عمر بن فريد شهدت الساحة الجنوبية خلال الأسابيع القليلة الماضية حالة نشاط غير عادية تركزت في مجملها حول قضايا نظرية عديدة , وطرحت فيها الكثير من التساؤلات المحقة تتعلق بمصير الثورة الجنوبية وبعض الاستحقاقات الوطنية الهامة التي يأتي في مقدمتها الوصول إلى " وحدة القيادة " كأداة ضرورية لقيادة الثورة نحو هدفها الوطني المنشود . وفي خضم هذا النشاط العاصف بالغ البعض في التشاؤم إلى حد الإفراط , فيما بالغ البعض الآخر في طرح خيارات ثورية " حماسية " انطلاقا من حرص أكيد وغيره كبيرة . وكنت قد وعدت بطرح بعض الأفكار كـ( مبادرة شخصية ) خاصة وقد لمست وجود أجواء حماسية غير عادية من الممكن أن تدفع إلى تحقيق بعض التقدم في هذا المجال الذي استعصى علينا جميعا تحقيق أي تقدم في مساره .. وهو " وحدة القيادة " ، لكن تلك الأجواء الحماسية كما أسلفت ساهمت هي الأخرى في خلق " مبادرات " عديدة طرحت من قبل عدة أطراف وشخصيات اعتبارية , وبدى لي حينها أن هناك " تزاحم " على المبادرات أشبه ما يكون بتزاحم بعض قياداتنا على منصات الاحتفالات الوطنية ! فآثرت التأني حتى لا أزيد طين المبادرات بلة أكثر مما هو مبتل بحبر مداد كثير سال على عديد من صفحاتها . لكن أهم ما أنتجه هذا الحماس الملموس على المشهد الجنوبي تمثل – من وجهة نظري الشخصية – في تمكن قيادات تتبع لقوى التحرير والاستقلال في حضرموت من أحداث اختراق كبير غير مسبوق , من خلال الوصول إلى " اتفاق جماعي " على تشكيل مجلس تنسيقي لمحافظة حضرموت لهذه المكونات الجنوبية مجتمعة , انتهى بعد حوارات جادة ومثمرة إلى هيكلته وتوزيع مهامه وصياغة مختلف ضوابطه التنظيمية وأدبياته السياسية . لتثبت لنا حضرموت ورجالها – مجددا – أنها كانت ولازالت السباقة في العطاء الوطني وفي تقديم المنتوج الإيجابي المتجاوز بحكمة لجميع الصعوبات والعوائق التي غالبا ما تكون مختلقة ووهمية ومن صنع أنفسنا . أما وقد وضعت " حضرموت " اللبنة الأولى في صرح بناء قيادي جنوبي متماسك , فإنه لا يسعنا في هذه الحالة إلا المباركة والإشادة , ودعوة جميع فروع هذه المكونات التي شكلت هذا التجمع الواحد في حضرموت إلى ضرورة بل وحتمية " استنساخ " هذه التجربة في باقي محافظات الجنوب مع استيعاب أي قوى جنوبية أخرى توجد في هذه المحافظة ولا توجد في غيرها , حتى ننتهي جميعا إلى خلق مجالس تنسيقية في جميع المحافظات تستطيع بعد ذلك – كأمر طبيعي – السير قدما نحو تشكيل " مجلس تنسيقي أعلى " على مستوى الجنوب ككل . إن النجاح الكبير الذي تحقق في المكلا عاصمة حضرموت يثبت بشكل قطعي الدلالة على أنه لا يوجد في الأساس ما يمنع تحقيق " وحدة القيادة " إلا موانع وأسباب " ذاتية محضة " تتمركز وتدور حول الأنانية الفردية وحب الذات والبحث لها عن مراكز وامتيازات خاصة لا أقل من ذلك ولا أكثر .. !! وأنه متى ما وجدت " الإرادة الحقيقية " المتجاوزة لهذه الذاتية القاتلة , فإن مسألة التوافق والاتفاق تصبح مسألة ممكنة جدا وقابلة للحدوث بسرعة , وفي أول محاولة جادة .. تماما كما حدث في المكلا. ومن جانب آخر – ومع بالغ الأسف – أعلم ويعلم غيري أن هناك فئة " من بيننا " ممن لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب كما يقولون ! " كما لا يمكنها أن تعيش أو تتنفس الهواء إلا أن كان مختلطا برذاذ " التخوين " و " التشكيك " ..والتقليل من شأن أي عمل وطني جديد يمكن أن يخلق هنا أو هناك , ومن المتوقع جدا لهذه الفئة أن تقوم بسن سكاكينها – كما كل مرة – لمحاولة ذبح ووأد هذه التجربة الوليدة في المكلا بقدر ما يمكنها فعل ذلك ! و لا يمكننا هنا إلا أن نسأل الله لهؤلاء " القلة " الهداية والهدوء والسكينة والعقلانية . و في المقابل على أصحاب التجربة الرائعة في حضرموت أن يمضوا في تجربتهم قدما وأن يشبعوها نقاشا مع مختلف القوى الوطنية الحرة – صاحبة مبدأ الاستقلال – في حضرموت دون أن يستثنوا أحدا , وأن تمتلك هذه التجربة المقدرة الكبيرة على استيعاب كل من يريد أن يساهم في بناء هذا الوطن دون تردد ..والأهم من كل ذلك أن تعتمد " الديمقراطية " وسيلة لحل أي خلافات أو تباينات من الممكن جدا أن تنشأ مع الأيام في مسار هذا العمل الوطني . لقد كان لي في عام 1998 م شرف تذوق العنفوان الوطني في المكلا حينما كنت ضيفا على قوى حضرموت يومها فيما سمي حينها بـ " المسيرة الكبرى " , ما يثبت أن حضرموت كانت دائما رائدة في العطاء الوطني وسباقه إليه , ولدي شخصيا – إيمان عميق – أن حضرموت ورجالها وثقافتها المدنية " الخلاقة " تعد الكنز الحقيقي وسر النجاح للجنوب – كدولة مدنية – إن أدرك الجنوبيون هذه الحقيقة وسلموا بها .
__________________
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 09:16 AM.