تغطية مستمرة للثورة الجنوبية نحو الاستقلال الثاني لجنوبنا العربي

[العبد لله بو صالح]

حضرموت ...بين المفاضلة والمفاصلة:



لايربكني المشهد العام الجاثم على حجرات العقل والمصيب كلية للمنطق بالشلل التام بقدر ماتربكني هذه اللحظة الواجمة التي تتراءى بعين غاضة على مآلات الأمة الذاهبة في غياهب المجهول .
تتكاثر المصائب وتتناثر معها الأسئلة الحائرة عن مايدور في واقعنا ومن يديره في الخفاء وماهياته وأهدافه ؟!.
كما تتلاقى الهواجس والتخوفات من التكرارية الممجوجة والمفضوحة نهارا جهارا والسكوت المقيت من أصحاب السلطة على مايجري دون تحريك ساكن حتى باللسان وذلك أضعف الإيمان ..!!
مايجري اليوم على أرض حضرموت لايتوجب معه السكوت بالمطلق حيث أنه شر مستطير سوف يأكل معه الأخضر واليابس ولايستثني منه أحد حتى من قال سآوي الى الجبل .
لم نسمع ممن كثرت بياناتهم بوصفهم ( علماء الأمة ومرجعياتها) عن كثير من المواقف والملتقيات في تفنيد مايجري ومايمكننا فعله لإيقافه باتجاه حفظ الحرمات والأعراض المصانة بنصوص شرعية غير قابلة للإجتهاد فيها أو المتاجرة بها لخطورة أمرها ووعورة مسالكها الشائكة جرما وتفككا لعرى المجتمع أهمها سلامته وأمنه!!
كما لم نجد تحركا جادا وفعليا من قبائلنا ونخبنا ومؤسساتنا المدنية على مختلف مشاربها بإتجاه معالجة مايحدث في مدننا من أحداث أمنية غريبة على قيمنا ونسيجنا الإجتماعي فضلا عن صوت إستنكار وشجب وإدانة وتناصح ودعوة الجهات ذات العلاقة في القيام بواجباتها اتجاه رعيتها !!
حضرموت تحتاج منا وقفة شجاعة ناصحة مخلصة لله ولهذا الوطن الذي نحن جميعا شركاء فيه فخيرها اذا تحقق سوف يظللنا كما إن الشر إذا استشرى لن يكون أحد منا بمنأى عنه وإن كان في عقر داره..
وعليه فإن على الجميع مسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية نحوها في تأمينها من كل التوترات والتجاذبات والصراعات أيا كان نوعها ومصدرها وجعلها في مأمن منها وحمايتها من كل خطر يحدق بها من الداخل وهو الأهم وتطهيرها منه ثم حمايتها من كل خطر قادم يحيك المكر بها ايا نوعه وتوجهه كنا ينبغي علينا أن ننأى بها من كل الصراعات الناشئة بكل ألوانها وأطيافها ونتعاون مع الجوار لحفظ الحدود واستتباب الأمن والسكينة العامة .
ووفق هذه الرؤية يحتم علينا الواجب الوطني في أن تكون هناك مفاضلة في الاولويات للقضايا المطروحة وخاصة منها العاجلة التي لايسعفنا الوقت ولا الأحداث تأجيلها
كما أننا علينا جميعا الوقوف بحزم ومفاصلة في كل مايمس أمن حضرموت وقضاياها المصيرية التي تتعلق بإدارتها وتحديد مصيرها بإتفاق وإجماع تامين للكل على قاعدة تغليب المصلحة العليا لحضرموت فوق كل المسميات وبدون ذلك فالرياح المصاحبة لهذا الطوفان القادم ستجتاحنا وتقتلعنا من جذورنا جميعا وحينها لايتصور أحد منا أنه بمنجأ منه مطلقا ..فهل نعي خطورة اللحظة والحدث ..؟!

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .

اكرم احمد باشكيل
2015/2/17 م