الافتتاحية اليومية ..

[العبد لله بو صالح]

عدن الباسلة الصامدة لن تسقط في يد الحوثي وعفاش.
عدن عاصمة الجنوب لم يستسلم سكانها للضربات الموجعة التى يشنها جيش صالح ومليشيات الحوثي. صحيح أن الحرب غير متكافئة في الموارد البشرية والأسلحة والعتاد والتموين. عدن وكل محافظات الجنوب صارت مقبرة للغزاة. شباب عدن وكل الشرائح الأجتماعية سطروا أروع صور النضال في صدهم للغزو البربري المشين. تحوّل النضال التحرري السلمي الجنوبي إلى مقاومة شعبية مسلحة بعد أن فُرضت على شعب الجنوب الحرب. توحدت كل المكونات السياسية مع قوى شعب الجنوب المختلفة في المقاومة الشعبية واللجان الشعبية تحت الرأية الجنوبية المنتصره .

المتتبع للعمليات الميدانية في أرض الجنوب سيرى كيف عمل عفاش في نشر بعض ألويتة في أحداث شغب وفوضى في أبين وشبوه ظناً منه أن يخدع العالم أن قواته الغازية لازالت مسيطره على الوضع. حضرموت ليست بعيده عن مخططاته التأمرية. للأسف أستطاع عفاش أن يخدش وجه حضرموت النابض بالثورة التحررية في تسليم مدينة المكلا لتنظيم القاعدة ( أنصار الشريعة ) في وضح النهار دون مقاومة تذكر من ألوية صالح المنتشره حول المدينة .

اليوم صارت المقاومة الشعبية واللجان الشعبية قاب قوسين من الأنتصار ودحر الغزاة الحوثي وعفاش من أراضي الجنوب. بقيت بعض الجيوب الخلايا النائمة للعدو هنا وهناك في أرض الجنوب تواصل ظهورها ببعض العمليات العسكرية الفاشلة البائسة التى كثيراً ما تصطدم بمقاومة عنيفة من الأهالي. كانت عدن قد فتحت أبوابها لأبناء الجمهورية العربية اليمنية منذ الأربعينات من القرن الماضي وبعد الوحدة الفاشلة ثم بعد حرب صيف 1994م أصبحوا هؤلاء خلايا نائمة لعفاش. ناصبوا العداء لعدن وكل المحافظات الجنوبية. حوّلوا مساكنهم ومحلاتهم التجارية إلى مخازن لتكديس السلاح وفي هذه الحرب العدوانية طعنوا أبناء الجنوب من الخلف وخير شاهد عبده هفه ذلك العامل البسيط الذى يمسح ويغسل السيارات في أحدى حارات عدن. ظهر ضابط حمل سلاحه في وجه زبائنه من أبناء عدن. صدق المثل القائل لا تحسن ظنك حتى في العصيد.
الأن وبعد أن تضع الحرب أوزارها وينتصر شعب الجنوب أن شاء الله نقيم دولة الجنوب المدنية. ثم نساعد أبناء الشمال في أقامة دولتهم بعيداً عن سيطرة عفاش والحوثي والحكم العسكرية القبلي السابق. نبدأ عهد جديد بدولتين مستقلتين تتنافسان في البناء والتنمية وخلق علاقات وئام وسلام. كفى صراع وحروب لم يستفد منها سوى المتنفذين في اليمن والجنوب. بعد التجربة القاسية التى مر بها شعب الجنوب وسكان اليمن من خلال الوحده أصبح الكل يرد لا عوده للوحده .

بقلم / علي احمد باعيسى