نصيحتي لشعب الجنوب أن ينسى دعم الخليج لهم.

[العبد لله بو صالح]

نصيحتي لشعب الجنوب أن ينسى دعم الخليج لهم.



أنور الرشيد

"أﺴتحيت أكتب في الفيس لأَنِّي احب أهلنا في الخليج والكل بشمتوا فينا وهذه الحرب نخوضها نيابه عن الخليج كله و ندفع ثمنها من أرواح أهلنا وتشردنا والكل يتفرج علينا أدري عندنا دولة فاشله بس الكل يساعد في قيام الحكومات الفاشله في بلادنا خصوصا السعودية ، لو تسمح تكلم في هذي الموضوع لأنه لابد من رؤيه وحل لهذا واسفه إذا ثقلت عليك بس أعرف مدي صدقك وأنك ما راح تقصر في طرح المواضيع اللذي يهم الكل"

هذه إحدى الرسائل التي تصلني ومثلها العشرات لابل تصل بالمئات من شباب وإعلاميون ونشطاء من الجنوب ،

أنا شخصياً منذ فترة قلت ولازلت أكرر لاتتوقعوا أي دعم من دول الخليج لسبب بسيط وهو أن دول الخليج لاتريد دولة مدنية حديثة على حدودها الجنوبية فدول الخليج تستشعر بالخطر منها وتجارب المنطقة خلال الربيع العربي خير شاهد على ذلك ، مع الأسف لا أحد يستطيع التخيل بأن دول الخليج هي رأس حربة حقيقية في أجهاض كل ثورات الربيع العربي ، لذلك ورغم تعاطفي عن مايحدث في اليمن عاماً والجنوب خاصة فأن مايحدث به ما هو إلا جزء من محاولة أجهاض ثورات الحرية التي حولوها لثورات دموية على يد التيارات الدينية المتحالفة مع الأستبداد العربي العميق ، حتى وصل العامة لنتيجة بأن العيش في ظل الأستبداد ولا العيش في ظل الفوضى التي خلقتها التيارات الدينية التي أجهضت مُطالبات الشعوب بالحرية والديمقراطية حتى باتت المقارنة اليوم ما بين الفوضى الدموية أو الأمن الزائف للأستبداد ، كلنا نتذكر كيف تم ترميم المخلوع صالح وإرجاعه وأعطائه حصانة عن قتل وتشريد وسجن وتعذيب اليمنين نفسهم ، ألم يكن المخلوع هو أحد أعمدتهم خلال العقود الثلاثة الماضية!!!؟ ولكن أنقلب السحر على الساحر وتحالف الأضداد ليس من أجل مصلحة الشعب اليمني وإنما لمصالحهم الخاصة وللسلطة التي تُحقق لهم مكاسب على حساب الشعب اليمني عامة والجنوبي خاصة ، وإلا ما الذي جمع المخلوع صالح والحوثي الذي دخل معه ست حروب طاحنة بحلف ؟ وأكمل هذا الحلف الشيطاني كلاً من البعثيين والناصرين ، هنا جاءت الفرصة الذهبية للحوثي لكي يستولي على السلطة بتناسيه كل الشهداء الحوثين والجرحى والاسر في صعدة التي لاذنب لهم بهذه التحالفات القذرة ، والأن من يعتقد بأن الحوثي سيسلم السلطة طوعاً فهو واهم والحوثي مُستعد أن يُضحي بثلاثة أرباع الشعب اليمني من أجل هذه السلطة ولا مانع لديه بأن يُفنى كل الشعب اليمني من أجل هذه السلطة ، أما دول التحالف فأقول لها لم يُخبرنا التاريخ بأن جيش قد هزم ميليشيا وتجربة فيتنام وحزب الله وحماس عينة لازالت ماثلة أمامنا فقد هزمت أكبر جيوش العالم المُسلحة بأحدث الأسلحة في التاريخ ومن ثم رجعت الجيوش لثكاناتها بنصر زائف واستمرت الميليشيات في مواقعها ، وهناك أمر أخر غاية في الأهمية علينا ملاحظته جيداً فدفع ميليشيا الحوثي وعسكر المخلوع صالح للجنوب أمر غريب ويستحق التفكير به جيداً فحرب الحوثي والمخلوع صالح في الشمال ومع دول التحالف الأثنى عشري ورغم ذلك دفع الحوثي والمخلوع قواته للجنوب ! لماذا؟

ومع ذلك ورغم المناشدات العديدة من الجنوبين ورغم معرفة التحالف بأهمية ودور قاعدة العند الرهيبة التي هي مركز أساسي بتمويل قوات صالح والحوثي بكل مايحتاجونه لمقاتلة المقاومة الجنوبية ، إلا أن قوات التحالف لم تقصف هذه القاعدة إلا مؤخراً ولم تُنهي دورها بالكامل رغم أجماع العسكرين الجنوبين بأن في حال اخراج قاعدة العند من المعادلة ستُنهي الحرب في الجنوب لصالح المقاومة الجنوبية ، هنا يكمن مربط الفرس بدفع قوات الحوثي والمخلوع للجنوب ، ومايحدث في الجنوب هو لصالح استتباب الأمن على الحدود مع جيزان ونجران لأنشغال قوات الحوثي بالجنوب وتعز وتوزيع البقية قواته وقوات المخلوع على مفاصل العاصمة صنعاء وبقية المحافظات .

أعتقد المنطق الوحيد الذي أستطيع أن أصل له وبكل سهوله هو أن هناك من يعتقد بأن عدم استقرار اليمن عامة والجنوب خاصة هو في صالحة على المدى القريب قد تتغير خلالها المعادلات والتحالفات داخل اليمن وفق سياسة البترودولارات وبالتالي يستطيع أن يُعيد عقارب الساعة وعودة الوضع لوضعه السابق كما حصل في مصر مثلاً ، لذلك وفي النهاية أقول الجنوبيون لاتتوقعوا أي مساعدة من دول الخليج وهذا الأمر استبعدوه بتاتاً من استراتيجيتكم ولاتتوقعوا أيضاً أي دولة في العالم أن تُقدم لكم دعم وضعوا هذا الأمر في نصب أعينكم وعقولكم وقلوبكم ولا تتكلوا إلا على الله ومن ثم على شباب المقاومة الجنوبية التي تُسيطر أروع الملاحم البطولية ، ولعلني هنا أُشير وأُنبه المقاومة الجنوبية وشعب الجنوب من الخلايا النائمة التي لم تتحرك بعد والمتمثلين بالتيارين الأصلاحي الأخواني والسلفي فهم سينقضون على أي مكتسب ستحققونه على قوات الحوثي والمخلوع صالح في حالة أي أنسحاب مفاجئ للحوثي والمخلوع صالح وسينقضون على مكتسباتكم التي حققتوها ، أقول ذلك من واقع تجارب مريرة مع التيارات الدينية التي هي حليفة دول الأستبداد العربي العميق وهي الراعية كل أنهر الدماء التي تسيل في المنطقة العربية .

وأخيراً أُعيد تأكيدي على أن دول الخليج لن تقدم دولار واحد لأجل الجنوب وشعبه الذي يُذبخ الأن على القبلة دون أن يرف جفن خليجي عليهم.