طالبوا وزير الصحة ومحافظ عدن ووسائل الاعلام الاهتمام بشكواهم..

[جنوبي الانتماء و الهوية]

طالبوا وزير الصحة ومحافظ عدن ووسائل الاعلام الاهتمام بشكواهم..



طواقم طبية بعدن تشتكي حرمانها التكريم وأطراف وعدت بتدارك الأمر ..تساءلوا عن معايير التقييم وعن سبب استثناء من كان يخاطر بحياته أثناء الحرب (تقرير وصورة)
2016/01/09م الساعة 15:30 (تحقيق / مريم بارحمة)

تتلاشى مظاهر الحرب الظالمة و"المباشرة" على الجنوب، والمتمثلة بغزو مليشيات صالح والحوثي، و يوماً إثر آخر تبدأ مظاهر أخرى؛ لتحل بدلاً عن تلك التي أذاقت الناس أصناف وويلات العذاب، وشيئاً فشيئاً، يتغير الوضع فيها نحو الأفضل ولو بشكل بطيء، وهذه سنة التغيير.
وخلفت تلك الحرب وراءها ملفاتٍ كثيرة، تحتاج إلى حلول ودراسة وتأني عند اتخاذ أيٍّ من الإجراءات والتدابير، التي تساهم في عملية تقييم الأعمال في مختلف الاتجاهات وعلى كافة الأصعدة ، لإخراجها بصورة أزهى وأنصع، وأكثر اتساقاً وإقناعاً للرأي العام، ومن تلك المشكلات ملف مهم، وهو ملف تكريم الطواقم الطبية التي كدّت وتعبت خلال الحرب، وخاطرت بحياتها، مجتازةً الخوف والرعب الذي شكلته آلة حرب المليشيات القادمة من الشمال.
شكـــاوى
حيث شكا عشرات من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والفنيين و عمال الصيانة من الطواقم الطبية، التي عملت طوال فترة الحرب في مستشفى خليفة الجرحى - 22 مايو سابقا - ومجمع حاشد الصحي بالعاصمة عدن، من عدم رفع أسمائهم في كشوفات التكريم التي طلبتها التواصل للتنمية الانسانية والندوة العالمية للشباب الإسلامي في حفل التكريم الذي نظمته التواصل للتنمية الانسانية والندوة العالمية للشباب الاسلامي برعاية العميد عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن، وبإشراف مكتب الصحة والسكان في العاصمة، وأقيم الحفل في كلية الطب صباح يوم الثلاثاء 5 يناير 2015م.
وطالبوا وزير الصحة ومحافظ عدن وسائل الاعلام الاهتمام بشكواهم متسائلين: لماذا لم يتم رفع أسمائهم رغم أنهم من الطواقم الطبية، التي عملت طوال فترة الحرب؟ متبعين ذلك بسؤال أكثر أهمية، هو سؤالهم عن ماهية المعايير التي تم اختيار المكرمين بها، وهل تم إخضاعها على جميع الطواقم الطبية، أم أنها تستهدف فئة بعينها؟ وهنا ننتظر الإجابة التي تحدد خطوط هذا التكريم ومعياريته، أو تثبت قصوره في التقييم، وأيضاً هامشيته، التي قد تتسبب للبعض بالأذى، حتى وإن كانت غير مقصودة.
خدمة أثناء الحرب
وتحدث معنا بعض من الكوادر الطبية التي حرمت من التكريم، من بينها الدكتورة "كفاية محمد علي محمد" التي تعمل في (مستشفي الصداقة قسم نساء وولادة)، التي قالت : بعد ان اشتدت الحرب وأغلق مستشفى الصداقة التعليمي بعدن، خدمنا أنا وزميلاتي من مستشفى الصداقة ومستشفى خليفة ومستشفى النصر ومجمع القاهرة وجميعنا طبيبات نساء وولادة وقمنا بفتح وتنظيف مجمع حاشد طوارئ توليدية بعد ان كان القسم مغلقا وذلك بإشراف ا.د جعبل الطيب وا.د عبدالناصر الوالي ( رئيس اللجنة الطبية العليا أثناء الحرب ) ومدير مجمع حاشد الدكتور "عبدالرب المفلحي"، وتم تجهيزه وعملنا طيلة الحرب بنوبات نهارية وليلية على مدار 24 ساعة في ظروف الحرب وانتشار القناصة فوق الفنادق تاركين بيوتنا وأطفالنا في أقسى الظروف لنقدم واجبنا الانساني .
واستطردت بالقول: إنهن تفاجأنَ بتكريم كلية الطب للبعض، واستثناء أسمائنا وعددنا 18 طبية وممرضتان، علما بأن بعض زميلاتنا الطبيبات بمستشفى الصداقة قد تم تكريمهن.
وأشارت د. كفاية إلى ما قالت أنها مفارقة عجيبة، بأنهن قد حصلنا على شهادات تقديرية من أ.د عبدالناصر الوالى (رئيس اللجنة الطبية العليا - عدن )؛ لخدمتنا طيلة فترة الحرب، واليوم يتم استثناؤنا..!

لماذا تم استثناؤنا؟
ومن جهة أخرى، قال "بسام عبيد ناصر عوض" الذي يعمل في مستشفى خليفة، ولم يحظَ بالتكريم متسائلا: لماذا تم رفع أسماء البعض، واستثناء أخرى لم يتم رفعها برغم عملها طيلة فترة الحرب؟ مضيفاً: لقد تركنا بيوتنا وأطفالنا وذهبنا نعمل ليلا ونهارا في فترة الحرب، وفي النهاية نستبعد وكأننا كنا نائمون في منازلنا طوال الحرب لماذا هذا الإجحاف كله؟
مدركاً قوله: ألا يعرفون أن مثل هذه الأعمال - وإن كانت عن حسن نية - قد تربك الناس وقد تصنفهم إلى تصنيفات هذا حسن وذاك سيء، ونحن نعرف جميعاً أن في كل عمل في هذه الحياة يقف هنالك طابور من المجهولين، توكل ثقال الأمور عليهم، ولكن أحدا لا يذكرهم، ذلك لأنهم لا يظهرون على الأضواء ولم يتعودوا على آلية الظهور، عكس الكثير ممن قد لا يعملون؛ لكنهم فقط يسجلون حضوراً في أوقات معينة، أو علاقاتهم جيدة بمن يقدمون على التقييم، وربما هذه الأمور وأخرى غيرها قد تجعلهم في أعلى التصنيفات، وهذا خاطئ جدا، بل تسقط معيارية مثل هكذا تقييم من أساسه؟
وأردف متحسراً: لا يزال لوبي الفساد موجود ولم يتم استبعاده ، وأشار قائلا : بل ان كل من يريد ان يعمل بجد وإخلاص تتم عرقلته وإحباطه.
الحــقُّ فضيلـــة
وللتحري أكثر بشأن هذا الموضوع، قامت "الأمناء" بالبحث عن إجابة لتساؤل هذه الطواقم الطبية ، وقامت بسؤال أ.د "عبدالناصر الوالي" عن معيار اختيار المكرمين ورد بقوله : بأنه لا يعرف كيف تم الاختيار، مضيفاً: "العودة للحق فضيلة وسيتم تدارك الأمر" .
ومن ثم توجهنا بسؤالنا الى الجهة الداعمة، وهي المتمثلة بالأستاذ "رائد ابراهيم" مدير عام التواصل للتنمية الإنسانية الجهة الداعمة والذي تساءل مفاده: بكيفية الحصول على أسماء المكرمين ؟
فأجابنا بالرد قائلاً: بأن الأسماء رفعت من إدارة مستشفى خليفة ( 22 مايو ) ومجمع حاشد الطبي وبالتواصل مع الإدارة السابقة والجديدة وتم تعميدها من قبل مدير عام مكتب الصحة والسكان عدن .أ.د الخضر لصور .
وأضاف الأستاذ رائد: نحن دورنا كجهة مانحة او داعمة بالتعاون والتنسيق مع السلطة المحلية والجهات المختصة ، مضيفا نحن لسنا بديلاً للدولة وأي أسماء سقطت سيتم تداركها وتكريمها بحفل إن شاء الله .