الصين تفعلها أخيرًا: أول حافلة معلّقة تمر فوق السيارات!

[المقاوم الجنوبي]

الصين تفعلها أخيرًا: أول حافلة معلّقة تمر فوق السيارات!



لربما تكون قد لاحظت هذا بالفعل: هناك العشرات من المقالات التي يذخر بها عالم الإبداع للتنويه بأفكار متميزة واستثنائية تم الإعلان عن تنفيذها بحلول عام كذا في دولة كذا، وسط أجواء من الحماسة والإعجاب بالتصميم الخيالي والمستقبلي لمشروع يسبق عصره بالفعل. هناك دومًا ذلك الأمل المربوط على المستقبل؛ ومهما كان التصميم عجيبًا أو مستحيلًا، كنا دومًا نراهن على تطور قدرتنا وتقنياتنا التي ستسمح لنا بتنفيذ أكثر المشاريع جموحًا… فقط دعونا ننتظر ونراقب! وللأسف في معظم الحالات تتعثر مثل هذه المشاريع الطموحة وتتوقف مؤقتًا أو للأبد إما لنقص التمويل أو لصعوبة التنفيذ في الوقت الراهن.

لكننا هنا بصدد حالة فريدة تستأهل الاحتفاء بها! هل تذكرون هذا المقال المنشور على عالم الإبداع منذ 6 سنوات كاملة؟

الحافلة ثلاثية الأبعاد في الصين: الركاب من أعلى والسيارات من أسفل!

ودعوني أقتبس هنا سطرًا من مقالنا الذي حمل البشارة حينها في 2010:

سيسمح الجزء السفلي من “الحافلة” العجيبة للسيارات أن تمر من تحتها دون مشاكل، بينما يحمل الجزء العلوي منها الركاب دون مشاكل كذلك!





حسنًا، هذا مشروع خيالي كتبت له الحياة أخيرًا، والأجمل أن حدث هذا بينما لا نزال نحن كذلك على قيد الحياة… مرحى!


فقد شهد الأسبوع الماضي، وتحديدًا يوم الثلاثاء 2 أغسطس 2016، انطلاق جولة القيادة الاختبارية لحافلة المرور المعلّقة Transit Elevated Bus أو TEB اختصارًا، والتي تمتد على جانبي الطريق وتعبر فوق حارتين كاملتين من طريق سير السيارات! صحيح أنها تحركت فوق مسار معد مسبقًا أشبه بمسارات السكة الحديد، ولمسافة 1000 قدم فقط أي حوالي 305 متر تقريبًا، إلا أنها بداية لا بأس بها على الإطلاق!









يبية بالفعل في أول مدينة، Qinhuangdao، بمقاطعة Hebei الصينية يوم الثلاثاء الماضي.



كما تلاحظون، فالصور تُظهر حيزًا داخليًا رحبًا للغاية، حيث يصل طول قلب الحافلة إلى 72 قدمًا، وبعرض 25 قدمًا. ارتفاع الحافلة نفسها يصل إلى 16 قدم تقريبًا، وتوفر ما يقارب 6 أمتار من الفراغ أسفلها حتى تتمكن السيارات من العبور خلالها دون مشاكل بينما تحمل ما يزيد عن 300 راكب في المرة الواحدة!





المركبة الضخمة تمثل إجابة الصين على مشكلة الازدحام المروري الشنيع التي تعانيه طرقها طيلة الوقت، لكن الطريف هنا أن ما شغل بال الأعلبية الذين شهدوا انطلاق مرحلة القيادة التجريبية للحافلة المعلقة كان تساؤلات من نوعية “كيف سيبدو الأمر بينما أقود سيارتي تحت هذا الديناصور؟” أو “يبدو المشهد وكأنما تلتهم هذه الحافلة السيارات بنهم، أليس كذلك؟”

وبالطبع، فلا تزال هناك بعض الأسئلة والمخاوف حول مدى جدوى وفعالية الحافلة المعلقة، لكن الجزء الأكبر والاهم من هذه المخاوف تتعلق بمدى سلامة وأمان هذا الوحش الحديدي وما قد يمنعه من التسبب في سلسلة من الحوادث المميتة في المرة الواحدة! فلنرجو أن تجيب المرحلة التجريبية المطولة على أكثر هذه التساؤلات.