تذمر حضارم المهجر من تدهور اوضاع بلادهم..والتطلع للخروج من مأزق الوحده الشماليه

[حضرموتنا]

خلال الاحتفالات بأول ايام رمضان المبارك صادفت عدد من المعارف والاصدقاء هنا و أغلبهم لديه اراضي في (المكلا) وعند تجاذب اطراف الحديث معهم عن بناء اراضيهم واستثمارها قالوا انهم لا ولن يغامروا في زج اموالهم في بلاد بدءت تفور و تثور والكل على علم بما يجري خلال الايام هذه في حضرموت والجنوب عموما واغلب المغتربين (ليس المتجنسين طبعا) من الحضارم الذين تعج البنوك بأرصدتهم متذمرون من تدهور الاوضاع في بلادهم وبالرغم من ان لديهم اراضي بور في المكلا (لان العين الحضرميه على المكلا فقط) بالرغم من تملكهم للاراضي منذ فتره طويله الا انهم كانوا عازفين عن البناء أملا في تحسن اوضاع البلاد اكثر فأكثر من الرشوات والمماحكات السياسية لأنظمة الجمهورية القمعيه كالتسلط الشمالي ووضع اليد على ممتلكاتهم او الدخول في مقاسمه بالقوه في الاستثمار او التعرض للتهديد والتخريب في حالة بناءها كما حصل مع الكثير من ابناء حضرموت في مساكنهم ومزارعهم !!

لمست الكثير من الاعتراضات الحضرميه والتجهم الواضح على وجوههم التي فقدت الامل بالعيش الهنيئ في بلادهم الأم حضرموت خصوصا وان اكثرهم قطع مشوار العمر في الغربه تطلعا لصلاح بلادهم وعودة اموالهم المهاجره اليها الا ان الامل لديهم بدأ يتلاشى بالرغم من انه كان اقوى قبل عدة سنوات حيث ان الامور كانت هادئه هناك ولكن بعد انتشار السطو الشمالي على ممتلكات السكان و القتل والجرائم المختلفه دون رقيب او حسيب واصبحت الجنوب حارة كل من ايده اله ..غير هذا مضايقات الشماليين للحضارم وكثرة انتشارهم في الزقاقات والممرات وتحت السيارات وعند ابواب المنازل اعطت الحضارم طابعا اخرا عن كيفية التعايش مع مجتمع كهذا (مجمتع الجمهورية العربية اليمنية) بالرغم من انهم في الهجره لا يعترفون بأبناء هذه الجمهورية لا من قريب ولا من بعيد ولا يخالطوهم ولا يشاركوهم ليس وليد اليوم ولكن منذ ان وطأت اقدام الحضارمه ارض الحجاز وقبل تأسيس المملكه السعوديه ،،،، فما بالكم باليوم ...

نظرة الحضارم لمسقط رأسهم (حضرموت) على انها السند والحاضن لهم بعد طول مشوار غربه تغربوا فيه عنها وعن ترابها وعما تحمله لهم من ذكريات الطفوله قبل الهجره وترك البلاد للحزب الاشتراكي او قبل الحزب وما تلاها من حروب مدمره للجنوب عامة واخرها الاجتياح الشمالي للبلاد واحلامهم ولو (بليله في الطويله خير من الف ليله....تفضل فضيله يا صاحب الموتر تأن يا القرن يا ريتك تقع لي وطن ) بعد ترسيخ احتلال الشمال للجنوب وتربع (هلال) محافظ حضرموت على عرشها ومد الحضارم بأحلام واوهام ورسم الاستثمار في حضرموت بصوره الملاك الذي سينهي معاناة الحضارم من غربتهم كل هذه تحطمت على صخرة :

1) التسول اليمني المنتشر في حضرموت
2) مشاركة السلطه لهم في اموالهم
3) تأميم الممتلكات والتي بدأت منذ الاجتياح ونشطت وانتشرت في الخمس سنوات الاخيره
4) ما حصل مؤخرا من اندلاع الثوره الجنوبيه في عموم محافظات الجنوب واخيرا والذي لم يتوقع انفجارها في حضرموت وتواصل الاعتصامات والدماء البريئه المراقه على التراب الحضرمي .
5) الاهم من هذا الصوره التي انعكست سلبا على الحضارم المهاجرين من خلال (حملهم الجنسية اليمنية) او (التابعيه اليمنية) في دول الخليج ودخولهم تحت عباءة التخلف اليمني وشملهم بكل خبر في صحف الخليج والسعوديه يكون مفاده (يماني يسطو على ..) او (القبض على مجموعة من المتسولين من الجنسية اليمنية) كل هذا اشعرهم بالاحباط والخوف من فقدان السمعه الحضرميه التي عانوا وكافحوا في دول الاغتراب من اجل المحافظه عليها وانتهت بعد ضم بلادهم للجمهورية العربيه اليمنية واجبارهم حمل هويه لا تعنيهم ولا تربطهم بها اي تاريخ .


واجزم بأنهم اليوم يختلفون عما كانوا عليه من البؤس والرضى بالفتات لاجل العيش انهم اليوم يختلفون تماما عما كانوا عليه سابقا فلا دولة مع الشمال يريدونها ولا وحده مع اؤلئك الاقوام تخالج شعورهم .. كما اجزم بأنهم يتطلعون لمد اليد لاخوانهم الشرفاء من ابناء الجنوب بل وسمعت الكثير منهم يؤيد ما قام به النوبه وغيرهم ويتمنون ان تعود الجنوب اليوم قبل بكره ولكن ليست الجنوب التي كان يحكمها الحزب الاشتراكي اليمني ... بالحديد والتأميم .. بل آمالهم بدوله جنوبيه قائمه على العدل والمساواه بعيدا عن اي احزاب تلطخت ايديها بدماء الابرياء في الجنوب ... لانهم يفضلون العيش الان تحت وطأة الاحتلال اليماني على العوده لزمن التأميم الاشتراكي في الجنوب وهذه حقائق لا مبالغه فيها .