انتصار إرادة الشعب

[تاج عدن]

انتصار إرادة الشعب ( بقلم : السفير أحمد عبدالله الحسني )



لندن " عدن برس " : 6 – 12 – 2007
في 29 من نوفمبر2007 خرجت الجماهير الهادرة في بلادنا المحتلة ونفذت مسيرتها المقدسة إلى عاصمة بلادنا الأبدية عدن وقدمت طلائع أحرار الجنوب من الضالع ويافع وردفان ولحج في مواكب التحرير تكنس من أمامها مرتزقة القمع المركزي ولم تستطع لا الدبابات ولا العربات المدرعة ولا الطيران أن يقف في طريقها وواصلت مسيرتها المظفرة إلى عدن بعد أن أراقت دماء الشهادة على الأرض الطاهرة وتراجعت قوات الاحتلال مخذولة منكسرة يكللها العار وهي تسمع صيحات التحرير وأناشيد النصر وأغاني الاستقلال ...برع يا استعمار برع من ارض الأحرار برع ... نفس المشهد تسجلها مواكب التحرير القادمة من حضرموت وشبوه وأبين التي حلقت فوقهم طائرات الاحتلال على ارتفاعات منخفضة في محاولات بائسة ويائسة لنشر الخوف والفزع وهي محاولات قابلها أحرار الجنوب بكثير من السخرية وواصلوا مسيرتهم والتحموا بأخوانهم ليشكلوا أروع صور التصالح والتسامح والتضامن ...

في 29 نوفمبر 2007 انتصرت إرادة الشعب في الجنوب المحتل على نظام الاحتلال كله ... لم يستطع الرئيس صالح رغم مئات الملايين من الريالات التي صرفها لمنع الشعب في الجنوب من الاحتفال بعيد الاستقلال الأول في عدن ...ولم يف مرتزقة النظام بوعودهم التي قطعوها في اجتماعهم برئيس الاحتلال في دار الرئاسة بالتواهي حين تبرع له احدهم بوعد لا يملك تنفيذه مرددا انه سيجعل من عدن مدينة خالية من البدو والضليعة ...كما لم تسطع أن تقدم له شيء يذكر تلك الشخصيات التي التزمت أن تمنع أبين وشبوه من المشاركة واستلمت الملايين نظير وعدها ذاك ...ولم تفلح التزاماته بان يغطي تكاليف أي حفل بالاستقلال في أي محافظة أو مديرية خارج عدن وقدم المغريات لكي يقام في أبين الباسلة ....
في 29 نوفمبر 2007 خرجت الجماهير الهادرة في أعظم واكبر حشد شعبي زاد عدد المشاركين فيه عن نصف مليون إنسان من أبناء الجنوب وفي صورة ملحمية رائعة اجتمع الحشد الجماهيري العظيم في منطقة الهاشمي بحي الشيخ عثمان في عدن العاصمة الأبدية لبلادنا وفي تحدي كبير وقوي للرئيس اليمني الذي كان يقيم احتفالا بائسا على بعد كيلومترات قليلة ورغم الحصار الإعلامي ورغم الموقف المخزي لقنوات الجزيرة والعربية فان أحرار الجنوب تمكنوا من كسر الحصار ومن إيصال المعلومة موثقة بالصوت والصورة لكل المتابعين والمهتمين في الداخل وفي الخارج ...
في 29 نوفمبر 2007 انتصرت إرادة الشعب في الجنوب المحتل على إرادة الرئيس اليمني وعلى إرادة كل نظام الاحتلال برمته
وفي هذا اليوم الخالد أبدا اسقط الشعب كل مراهنات الاحتلال واسقط معها كل مشاريع الاستسلام والخنوع عندما أعلنت الجماهير الهادرة في الميدان أنها لا تقبل بغير الاستقلال .
في 29 نوفمبر 2007 وتحت وقع هدير الجماهير وعنفوانها , استسلم مؤقتا الرئيس اليمني لإرادة أحرار الجنوب وأمر بإطلاق سراح كل المعتقلين من أبناء الجنوب وفي مقدمتهم المناضلان الكبيران ابن حضرموت الوطني المقدام والصامد أبدا حسن احمد باعوم والقائد الوطني الشجاع المقدام الملتزم قضايا شعبه أبدا ناصر علي النوبه ...
في 29 نوفمبر 2007 تم الإعلان رسميا عن تدشين مرحلة جديدة من مراحل النضال السلمي التحريري وسيسجل التاريخ انه علامة فارقة على ما قبله وعلى ما بعده ...
لا يساورنا شك أن الاحتلال بكل إمكانياته وعلاقاته سيواصل التآمر والتفريخ والتسريب كما سيواصل القتل والقمع والاعتقالات وخلط الأوراق والتبرع بالمشاريع الوهمية الكاذبة المخادعة في سبيل احتواء مسيرة التحرير وحرفها عن خط سيرها واختطاف أحلام الجماهير في الحرية والاستقلال ...ونتوقع أن تخرج علينا الكثير من الكتابات والأقاويل المروجة لتلك المشاريع والناشرة لروح الانهزام والاستسلام وسيغدق علينا كتبة النظام ومنظريه المقالات التي تتحدث عن فن الممكن وعن عظمة الحفاظ على الوحدة وعن خطر انهيار نظام الرئيس صالح على المنطقة برمتها بل وعلى العالم ليهولوا من الكارثة التي يمكن أن تنتظر شعبنا أن هو انتصر لإرادته وواصل مسيرته نحو الاستقلال ...ونتوقع أن تنشر مشاريع على اثر ذلك من نوع القبول بالحكم المحلي كامل الصلاحيات أو مشاريع الفدرالية أو يعاد صياغة فدرالية المحافظات ...
نحن نتوقع كل ذلك وأكثر...ولكن ثقتنا كبيرة في قدرة جماهير شعبنا على التمييز بين ما يتفق وينسجم مع آمالها وطموحاتها وأحلامها بالحرية والاستقلال وبين ما يربطها إلى الأبد بالاحتلال اليمني ويلغي وجودها كله ويعدم مستقبل أجيالنا القادمة ويحول شعبنا إلى عبيد عند الاحتلال اليمني ...لدينا ثقة كبيرة في قدرة أحرار الجنوب على الإمساك دوما بزمام المبادرة والقيادة وتوظيف كل المستجدات والنجاحات لصالح انتصار إرادة الشعب في الحرية والاستقلال وبالتأكيد هي قادرة على خلق أساليب جديدة وأشكال مختلفة لتصعيد نضالنا السلمي المشروع والحفاظ على حالة التماسك والتضامن التي سادت وتسود صفوف مسيرتنا التحريرية وسيكون للمصارحة والمكاشفة وإتباع الشفافية الكاملة مع الجماهير في كل ما يتعلق بمصيرها ومصير الوطن من مشاريع وبرامج حتى نحصن هذه الجماهير ضد التضليل والخداع ولنا في تجربة بلادنا المرة والصعبة كثير من الشواهد والأمثلة والدروس التي يمكن الاستشهاد بها للدلالة على خطف أحلام الشعب الذي قاسى وعانى الماسي والكوارث جراء ذلك ولا شك انه لن يعيد بل لن يسمح بان تتكرر مثل تلك الحالات في مسيرته التحريرية الثانية ...فقد ولى عهد لا رجعة له زمن انعدمت فيه الشفافية والمصارحة واعتمدت بدلا عنها أساليب التشاور السري داخل المجموعة الضيقة الصغيرة وفي غرف مغلقة حيث تم اتخاذ القرارات المصيرية الكبرى بعيدا عن الشعب وعن إرادته وهو ما تسبب في الكوارث والماسي التي عانى ولا يزال يعاني منها شعبنا الصبور حتى الآن ...على أن تحقيق ذلك على ارض الواقع رهن بقدرة القيادات الميدانية بدرجة أولى على صياغة رؤيتها للمستقبل بعد أن تكون قد حددت توصيفا دقيقا للأوضاع الراهنة التي يعيشها الوطن وحددت المهام النضالية لإنجاز أهداف مسيرتها التحريرية وبالتالي وضع الضمانات لتحصين مسيرة التحرير من الانزلاق ومن تعرضها للخطف من قبل هذا الفصيلة أو ذاك ...




*الأمين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج "