الأرياني وحديث النفاق .... بقلم د. يوسف خالد

[حضرموت الاصالة]

الأرياني وحديث النفاق ... بقلم د.يوسف خالد

عندما ألف الكاتب المسيحي الأميركي مايكل هارت كتابه العظماء مائة وأعظمهم محمد وضع الرسول (ص) الأول في الترتيب من بين مائة عظيم من عظماء البشرية الذين اثروا في حياة الإنسانية ابلغ تأثير واستحق محمد ص هذه المكانة العظيمة نظرا لقوة التأثير وعمقه وطول أثره في حياة البشر وكان هو النبي الوحيد الذي انشأ دولة وأسس لمدرسة عسكرية وسياسية إجترحت أعظم الانتصارات ناهيك عن أحاديثه التي لا يأتيها الباطل وظلت مصدر إثراء أسهمت أعظم إسهام في رقي السلوك البشري للمسلمين الا المنافقين منهم ، وقد حدد محمد (ص) صفات هؤلاء وأوجزها أيما إيجاز غاية في الروعة في كلمات معدودة اذ قال (ص) صفات المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا عاهد غدر.

تذكرت هذه الحديث العظيم عند قراءتي لحديث النفاق وآلافك للدكتور عبد الكريم الارياني الذي اظهر فيه من الإطراء لعدن ما يوحي بان وراء الأكمة ما ورائها . ومتى ؟ بعد17عاما . ولماذا ألان؟ وهو صاحب المقولة الشهيرة: لقد ابتلعنا الجنوب . في احد تصريحاته بعد حرب 7-7-1994م وحديثه هذا اثأر شفقة الجنوبيين وسخريتهم ، فهكذا أحاديث لم تعد تنطلي حتى على الرضع من أطفال الجنوب لان صاحب الحديث واحد ممن يصنعون وصنعوا قرار الحرب الطائفية الظالمة في94م ورسموا ومارسوا التدمير الممنهج للجنوب وهو أكثر المتنفذين فاشية وإجراما في استهداف كل ما هو جنوبي وتاريخه الخياني يستند إلى خلفية تاريخية تعود إلى الستينات عند تكوين خلايا حركة القوميين العرب أثناء عمله في ا لكويت وارتباطه بها .
وبعد قيام ثورة 14 اكتوبر1963م اكتشفت الحركة علاقاته الخيانية بأحد أجهزة الاستخبارية الدولية وتم طرده من الحركة . هذا الموقف يوضح موقفه العدائي الذي استمر فيه حتى تحين لحظة الغدر وعلى الرغم من توقيع إعلان الو حدة بين الاشتراكي والمؤتمر الذي يمثل الارياني احد أهم قياداته وصناع قراره والتزام الطرف الجنوبي بما وقع وتعهد بتنفيذه وعمل بكل إخلاص على تحويل الاتفاق إلى واقع ملموس الا ان الطرف الشمالي ظل يجير كل نتائج الاتفاق لصالحه وغدر بما تعهد به .
إن صفات الكذب والغدر هذه هي التي ظلت تحكم مسلك الشماليين قي كل تصرفاتهم حتى قادتهم الى ان يخلفوا بكل ما وعدوا به منذ يوم 22 مايو1990م وحتى يومنا هذا ، وهذا حديث الإطراء يجافي واقع الحال المتردي الذي تعيشه مدينة عد ن على كافة الأصعدة والذي كان الارياني واجد ممن صنعوه . فعدن لم يعد يعمل مطارها ولم يعد مؤهل ميناؤها وأصبح الشماليون يتملكون و ينهبون مؤسساتها ويستولون على وظائف وأرزاق أبنائها ويدير الشماليون إدارتها ويسيرون أجهزة السلطة ا لمحلية فيها ويبيعون أراضيها ويستولون على مساكنها ويجرفون بسفنهم أسماكها وينهبون بترولها وغازها ويدمرون مآثرها ويكتبون ويحرفون تاريخها بل ويسجل للارياني شخصيا بأنه من تعبقر وتفنن في إيذاء وإقصاء كل الجنوبيين من أعمالهم في الخارجية ، فهل يعقل أن
يلقى حديث الارياني بعد كل هذا أذان صاغية او يحظى لدى الجنوبيين بشيء من المصداقية.
لقد فات الزمن وقضي الأمر أيها الإرياني .

.......................................