وطني الجنوب كلنا لك فداء

[ابو عهد الشعيبي]

من حيث يجب إن تضل حروفنا هي سيوفنا وعزائمنا التي لا تلين ، ومن حيث تكمن الموضوعية والمسؤليه
الكاملة للإنسان الغيور السوي المؤمن بدينه وواجبه ، ومن حيث يتمثل الإنسان الناظج بصحوة ضميره ونزاهة خصاله
ومصداقية قوله وشهامة نفسيته تجاه الاوطان وقضاياها الكبيرة ..
من كل هذه الحدود والقيم النبيله التي أمر الله عباده بالتزود بها .. منها مجتمعه نحرص دائماً إن تضل
أقلامنا حاملة للأمانه تجاه وطننا وأهلنا في الجنوب دون حياد أو إنحراف في كل الضروف المختلفة مهما كانت فرضيات القهر علينا أوتطاولت على الساعون منا نزوات التهديد والوعيد ..

لهذا كنا ولا نزال مؤمنون بعد طاعة الله ورضاه ..فطوال سنوات مضت من أعمارنا
كانت بكل المعنى عصيبة وشديدة المعاناه وبشموليه على كل شعبنا
الجنوبي العريق بكل فئاته وأطيافه وبالتحديد منذ إن أغرق الشمال الجنوب بكل مصائب الدنيا من هزائم وقهر وهوان
وترويع وتجويع في محنة لم يسبق للتاريخ إن سجلها لأمه قبل أمتنا في الجنوب أبدا ..
منذ حرب غدر الوحدة السلمية وإقصاء شريكها الأساس بأستقواء طرف الغدر
بكل وسائل الحيلة والقوه علينا قاصداً التدمير والقتل والتكفير والدمار والطمس الشامل لكل ما هو جنوبي
والتي طالت بخبثها حتى ملامح الوجيه التي تعلوا جثثنا كجنوبيين والتي باتت اليوم مأوئ للهموم والمأس والعوز والحالات النفسية المختلفة وكأن الزمن قد توقف بعجلته المطحنه على صدورنا وأجسادنا ..
بإمتداد كل أصناف المعاناه التي أرادوها لنا ضياع وإنقراض وهلاك كنا ولا نزال بقوه من الله في هذا الجنوب صامدون وصابرون ومرابطون وتواقون لإستنشاق هواء الحريه والأنتصار لكرامة الإنسان وعيشته الكريمة ولم تستطع كل مؤسسات وسائل الفناء الشمالية إنتزاع هذه المشاعر العظيمة منا بل بها ضلينا وبكل قوانا متشبثين والحمد لله ..

وطوال كل سنوات المأساة المستعرة منذ ذلك الحين ضلت أقلامنا هي سلاحنا الأمضى ..

كان أساتذتنا رجال من العيار الثقيل على نمط الوفاء هذا بحبر الأقلام ..
كثيرون هم من أستقينا منهم رقي الخصال وكرم الرجال ومن أفكارهم نهلنا
وتعلمنا الكثير والكثير من الفوائد التي لا تحصى ..
منهم نذكر ..

ابوبكر باذيب
ومحمد علي السقاف
ونجيب يابلي
وفاروق ناصر علي
وعلي هيثم الغريب
وأحمد عمر بن فريد
وبن حسينون
وجسار مكاوي
وباسنيد
واليزيدي
وعبدالرحمن نعمااااااان
والخ

منهم أخذنا القدوة وأقتبسنا النور لخط رحلتنا ..
ومن أوردتنا وقلوبنا أنتزعت أقلامنا حبرها الأصيل لتصبه على صفحات الورق
الابيض دون كلل أو خوف أو ضعف لأجل هذا الوطن الغالي ..
كتبنا بإيمان للتعريف بحقنا الجنوبي الكبير على أرضنا المسلوبة في تزامن ومواكبه دائمه لكل
تفاصيل الضروف والأحداث المتلاحقه التي تلت الحرب الشنيعه وما تبعها من ممارسات كانت
بكل المقاييس كارثية وفناء على شعبناء الجنوبي الصبور .. وكتبنا للحرية ومنافذها وسُبل
إنتزاعها عبر أرقى السُبل .. وكتبنا للناس وحقوقهم العامه والخاصة ، وكتبنا للمضلومين
والمقهورين في المنافي والسجون ، وكتبنا للجنوب بماضيه وحاضره ومستقبله وكل ما طاله
من عبث ونهب وتهميش ..
وفي حين كنا نرى بما نؤديه واجب مقدس وكبير يقع على عاتقنا نحو وطننا وأهلنا
ومستقبل أولادنا كان البعض منا ومن وسط صفوفنا يرى بما نقوم به من واجب
شيئ آخر ليس على نفس التصنيف الذي كنا ولا نزال نؤمن به ونعتقده كخيار ننتصر به
للوطن مع كل صباح ومساء ..
حتى إن من أولئك من تعدا حدود اللياقه الأدبية الحواريه معنا وتناولنا بالتكفير والقدح المشين
لإنا خَلقنا هكذا أحرار وسرنا على هذا المنوال بصبر وثبات ليس إلا ..
لم نكترث لكل ما قيل فينا وعنا ولم تؤثر علينا تشنجات البعض ونعتهم لنا بأوصاف لا ترتقي
في مخاطبة المسلم لأخيه ، وبكل وفاء واصلنا مهامنا الوطنية من موقع الحرص على شحذ
الهمم ونشر التوعيه بالحقوق الوطنية لشعبنا الجنوبي عبر كل الوسائل والمنابر والمجالس
متجاوزين كل ذلك لكي يبقى وطننا هو كل الأصل فينا وبمدادنا بدون منافع أو ذاتيات
ومنافع أو بحث على أدوار ..
واليوم وبعد إن أمتد سيل الصحوة الجنوبية ليصل بعون من الله وبفضله وبسعي كل
الشرفاء والمخصلين إلى كل أرجاء الوطن كم هي سعادتنا كبيره إن نرى أولئك
الأخوه لنا وقد أستنهضوا هممهم ونخوتهم وتجاوز مصائبهم وضعف أعتقادهم
ليلتحموا بالركب ويشاركونا المسير على درب الخلاص والتحرير والنهوض الوطني
الجنوبي الشامل لإستعادة مكانة وهوية وطننا وشعبنا العريق بعد إن نالها التشويه والطمس
والتمزيق من قِبل أعداء الأوطان والشعوب ..
رائع كل هذا الذي تحقق لشعبناء من تراكمات نضاليه سلمية على طول وعرض الجنوب
وبزمن قياسي ورائعة صحوة أبناء شعب الجنوب للذود عن حقوقهم وكرامتهم في
زمن سادت على الأوطان فيه سباع الفيد والنهب والقهر .
ويبقى للروعه منتهى أرقى يضل متجسداً حيا برص الصف الجنوبي ووحدته على مختلف مستويات
الناس من قاعدتهم إلى القمه بما يعزز كل فرص الإرتقاء بهذا النضال السلمي العظيم ..
وعلى رموز كل هذا الحراك الوطني العظيم من الضالع إلى المهرة إن يدركوا حساسية الضرف
وإن يتعاطوا مع الواجب المناط بهم بمسؤلية عاليه وبرؤية إستراتيجية تقودها السياسه بفنها
الممكن وببعد وأبعاد بالنظر لكل المتطلبات والمهمات الوطنية بما ينمي مشاعر القوة
والنظوج لدى الشعب وبما يعزز فرص إستمراية العمل السلمي بتصاعد ونوعي حتى لا يتحاصر
في حدود معينه ، وإن يضعوا مصلحة الجنوب فوق كل مصالح ليلتفوا حولها بإخلاص وشجاعة
وإستبسال كما عودونا دائماً حتى تتحق كامل أهداف شعبنا بالحرية والخلاص والإستقلال إن شاء الله .




عدن