الطريق إلى عودة الوعي

[فادي عدن]

ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من الإجتهادات والآراء المتعلقة بالحل النهائي لقضية الجنوب
وبالمقابل ظهرت الكثير من الآراء التي تهاجم الآراء والإجتهادات التي لا تتفق معها
وصار التخوين أحد الأسلحة المستخدمة في الهجوم الإعلامي على الآراء المضادة
وكان الإتهام بضيق الأفق أخف الأسلحة وطأة عند البعض

قضية الجنوب قضية عويصة ولها تراكمات عميقة لأن الإحتلال قد تغلغل في العمق ومد أصابعه
إلى كل الإتجاهات والزوايا والأركان والطبقات
تغلغل إلى الهوية محاولاً تغيير معالمها ونجح في طمس بعضها
ومد يديه إلى مساحة الأرض كلها ورسم جروحاً غائرة في عدن وحضرموت وأماكن الثروة والمال
وحفر حفراً لا منتهية في وجدان كل جنوبي مكوناً آلأماً كبيراً بحجم الجنوب بأجمعه
المسألة عويصة وشائكة وطريق الحل طويل
ولا يتساوى عمرو وزيد في القدرة على الصبر والإحتمال ومدى الرؤية ونطاق الأفكار
هناك من يرى سحب اليد بالبصر وهناك من يرى إقتلاعها كلياً وبينهما آراء أخرى تميل إلى هنا قرباً أو هناك
لكن تبقى جميعها آراء وإجتهادات تحمل رؤى أصحابها ولا تمثل إلا وجهة نظرهم
ولا يملك طرف الحق في فرضها على من يخالف رؤاه
علينا أيها الكرام واجب بحجم وطننا ومستقبله
هو إحترام التعدد وحرية التعبير والدفاع عن رأي الآخر الذي نتختلف معه
هذا واجب علينا أن نبدأ بزرعه في الوجدان منذ الآن إذا أردنا غداً وطناً جنوبياً سليم النهج والطريق
إحترام الرأي الآخر يقضي على التعصب الذي تفرضه الغريزة الإنسانية
التي تسعى لمجابهة التعصب بتعصب مقابل
إحترام الرأي الآخر هو واجب إنساني أساسي ورأس ميثاق وحدتنا الجنوبية وعنوان مستقبلنا
دون ذلك العذاب لنا ولوطننا والمزيد من الإنشقاق والخلاف
إخواني الأعزاء .. نحن نتحدث عن التصالح والتسامح ولا نطبق قيمهما في الواقع عندما نخون مخالفينا
قيم التصالح والتسامح تفرضان علينا إحترام حتى الجنوبيين المتواجدين بقرب دفّة النظام
عن طريق تغذية نار الأمل بعودتهم يوماً إلى الحق الجنوبي موقفاً وعملاً ورأياً ..
من يقول بالفيدرالية أو الكونفيدرالية نحترم رأيه حتى لو لم نوافقه فيه
ومن يقول بالإستقلال نحترم رأيه ولا نهاجم مخالفيه ونتهمهم بالخيانة
ومن يرى في وحدة 7/7 الفائدة نحترم شخصه ونسعى لبيان خطأه بالحسنى
وفي أقل درجة يأـي التجاهل للآراء العقيمة
الجميع مؤمنون بوجود قضية للجنوب فدعونا نسعى من هذه النقطة والارض التي تشدو بنغم الوجع
لقادرة على إقناع الجميع بما هو أفضل لها من حلول
سترفع ذرات تراب الجنوب صوتها متحشرجة بقطرات دماء أبنائنا الذين سقطوا من أجل قضية الجميع
لترغم الجميع على السير في طريق واحد لا يوجد طريق غيره .. حتى لو تاه البعض عنه سيردون إليه
ولنختار أقصر الطرق إلى عودة الوعي وهو حرية التعبير والرأي وحل كل خلاف عن طريق الحوار