انه زمن الجنوب ..

[ابو عهد الشعيبي]

بعد مضي أكثر من 13 عام على حرب إحتلال الجنوب في 94م ضل الجنوبيون يقتاتون ثقافة الأمل
الفاشل بوحدة قد تحيا من بين الأنقاض بين الدولتين والشعبين ولكن كان إرث الحقد وثقافة الفيد لدى
نظام سبعة يوليو أقوى من إن يفضها هذا الأمل الوهم المتسرب من بين جنبات عشاق الفجر والحياة
الكريمة بامتداد كامل أرض الجنوب الطاهر .......
ورغم كل ما حل بابناء الجنوب ووطنهم ومقدراتهم لم يمت الضمير الجنوبي ولم يتبدد أمل النهوض
بالجنوب في فوسهم وهكذا كانت المعاناة تصنع الحياه نوراً ونار في قلوبهم طوال هذه السنوات العجاف
ليقرروا خوض نضال شاق وعظيم لا يزال مستمر حتى اللحظة منذ العام تقريباً لأجل إنتزاع حريتهم وإستقلالهم الثاني م
من تحت الإحتلال اليمني المتخلف ، وفي سبيل هذا الهدف السامي والعظيم قدم
الجنوبيون التظحيات الجسام دون تردد فسقط الشهداء والجرحى بكل ساحات النضال الجنوبي السلمي
وزُج بالألآف من المناضلين بالسجون ..
وأمام محاولات سلطات الإحتلال تفخيخ الحراك الجنوبي ونحره من الداخل عبر شراء الذمم وتوزيع
الهبات والسيارات وإستحداث المناصب الوهمية ضل الشارع الجنوبي متماسك بالمزيد من الحشد
والمشاركة الفاعلة بكل فعاليات هذا النضال على نحو أرعب الغزاة بل وجعلهم في نكسة حقيقية لا تنفع
معها بذل المليارات ولا شخبطة المشعوذين بل إن نكستهم هذه قد تجاوزت حدود الآثار النفسية
المحبطة لتصل بهم إلى درجه من فقدان السيطرة على كثير من من ألأمور التي وعلى الواقع أضهرت
هشاشة هذا العصابة المسماو ( دولة ).

فسياسات الكيد والسمسرة والإختراق الذي مارسها المحتلون ضد ابناء الجنوب طوال السنوات
الماضية لم تأت بنتيجه مما رجوه بل على العكس زادت من وهج النضال الجنوبي وتألقه بل وجعلت
الشرفاء بالساحات على يقين من حقيقة الغطرسة والعنجهية التي يسلكها القائمون على رأس هذا
النظام بهدف فنائهم وطمس الهوية الجنوبية ومحو الشعب الجنوبي من على الوجود ، ومع مرور الأيام
كانت الصحوة الجنوبية أكثر إتساعاً وحماسا بين أوساط كل فئات وشرائح المجتمع الجنوبي وعلى
مختلف مناطق الجنوب ومدنه وقراه الأمر الذي لا يقبل الشك بحتمية الإنتصار الجنوبي القادم عبر هذا
المخاض الجماهيري الكبير.
واليوم فأننا كجنوبيون لا نقف فقط عند مستوى تقديم التحية لأبناء الجنوب البواسل لما يقدموه ولا
نكتفي بالإشارة لحقائق من هذا النوع حتى نضعها على المنابر والأوراق للتقييم والتباهي والفخر بل
إننا نرى بهذا المشهد الرائع لأبناء الجنوب أكثر من إن نصفه بالقافز تقدماً وإيجابا على كل أسوار
وحواجز الهيمنة والقهر والإذلال إنتصاراً لمعاني الكرامه والأدمية الأمر الذي نؤكد ونحن نلمسه
ونعيشه على إنتمائنا وبشده لهذا النضال والمشاركة الفعلية بخوضه إلى جانب كل الشرفاء والمساهمة
بدعوة كل الجنوبيين للمشاركه فيه وكل محبي السلام وحقوق الشعوب لمؤازرته .

إنه نضال راقي وعظيم يؤكد حيوية الشعب الجنوبي الأصيل وإنتصار قيم الحرية والكبرياء لديه بكل
معانيها .

وحتى يأتي الغد بفجر الحرية والإستقلال فأننا ندعوا الله جل شانه وتقدست اسماءه إن يمِن على
الشعب الجنوبي بالصبر والثبات و وإن يمنحه القوة والرشاد وهو المستعان .