إصنعوا بالحرف ما يصنعه الغضب في الساحات

[فادي عدن]

ما أسهل أن يقوم المشرف بحذف كل ما لا يعجبه أو يظن أنه دون المستوى المطلوب ..
ولكن إذا أفترضنا حدوث هذا العمل فعلينا الإفتراض تبعاً بأننا نقفل الباب على ظهور كتاب محتملين يحملون القضية
ويساهمون في نشر أبعادها ويعرفون العالم بها .. إننا لن نقفل الباب في وجوههم بل سنكون كمن يرفض الواجب من ملزم بأدائه
غالبية الأخوة هنا أتت بهم معاناة الجنوب وآلامه ومآسيه
وكتبوا بمداد القلب معبرين عن دواخلهم
أتوا بمختلف مستوياتهم وقدراتهم تدفعهم رغبة واحدة وهي التعبير عن حبهم الأعظم ( الجنوب )
ما أصعب أن تحرم محباً من ركن يستطيع أن يكتب رسائل حبه فيه ..
الوطن لا يسأل إلا بما في القلب والنوايا

سنتعلم من بعضنا كيف نكتب رسائل عشقنا
سيدس كل منا يده تحت إبط الآخر ليسند حرفه
سنجعل من عشقنا الأوحد وحبنا الأعظم نبراساً يهدينا إلى ما يعليه ويسمو به
إن سموه وعلوه مننا وفينا وبنا ..
لسنا محترفي كتابة ولسنا بائعي حروف .. نحن عشاق لوطن أحببناه فجئنا نتواصل مع عذابه بالحرف والكلمة
منا من لم يكمل التعليم ومنا من أخذ أعلى الشهادات في مجاله
لكننا جميعاً يربطنا هذا الحبل السرّي إلى الجنوب
حيث الوطن .. والمأوى الذي كان وسيكون .. حيث القرية وسفح الجبل وبطن الواد
من نسيم الروابي الرقراق الذي تحتفظ بطلاوته الذاكرة .. ومن عبق زهيرات علقت بثوب يأتي ليداعب الخيال
من ذكريات الأمس الذي مضى وشعلة الحاضر الذي يصنع الغد الأجمل
من كل ذرة رمل وقطرة بحر .. نكتب من أجل الجنوب الحبيب

الوطن لا يعرف أخطائنا الإملائية والنحوية لأنها تأتي من وراء القلب والوطن يعيش في داخل القلب
الوطن يغفر لنا كل أخطائنا اللغوية ويفهمنا إذا اسأنا التعبير .. إنه كالأم التي تفهم وليدها من دون كل الناس
هذا الوطن لن يغفر لنا إن تقاعسنا أو تهاونا في إعادة الإبتسامة إلى شفاه أطفالنا
لن يغفر أبداً إذا ساهمنا في إحراق مستقبل أجيالنا القادمة

من كل الجنوب ولأجل الجنوب نكتب ونرص الحرف بعد الحرف
فهنا معركة لا يقل أوارها عن تلك التي على الأرض
من لا يستطيع أن يشد الرحال إلى محل حبه العظيم فليكتب له رسائله
فليشرك حرفه في ملحمة العشق الجنوبي الأصيل
صانعاً بالحرف ما يصنعه الغضب في الساحات