[ عبد المجيد الزنداني ] فرقعات إعلامية..أم.. حنين إلى زمن المليشيات؟؟

[شعيفان]

قبل أيام تناقلت الصحافة المطبوعة والصحافة الإكترونية تصريحاً على لسان السيد عبدالمجيد الزنداني يدعو فيه إلى إقامة ما أسماه "هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي يندرج عملها تحت شعار ديني فضفاض وفق منظوره الذي يسمح له كما يبدو بمنح تلك الهيئات تفويضاً إلهياً مزعوماً لإقامة الطاعة وإنهاء المعصية في المجتمع الخاضع لسلطات تلك الهيئات المجربة في بعض الدول العربية والإسلامية والتي أثبتت فشلها الذريع في تحقيق أهدافها المعلنة ونجاحها الباهر في اصطفاف الناس ضدها وكراهيتهم لها ..

هذه الدعوة من الزنداني إذا تحققت عملياً قد لا تعني إنشاء تلك الهيئات من الصفر فحزب التجمع اليمني للإصلاح والذي يرأس الزنداني مجلس شوراه سبق له وأن أقام تلك الهيئات بصورة غير رسمية أثناء سنوات العناق بين المؤتمر والإصلاح بمجرد أن وضعت حرب الاحتلال أوزارها والتي شارك فيها حزب الإصلاح مادياً ومعنوياً بعد تحريض مقاتليه وتعبئتهم نفسياً من خلال تصوير الحرب وكأنها إحدى الفتوحات الإسلامية التي يمثل فيها الشمال أرض إسلام ويمثل فيها الجنوب أرض كفر باعتراف السيد عبد المجيد الزنداني نفسه في إحدى المقابلات الصحفية التي أجرتها معه جريدة محلية في حينها ووصف فيها المعركة بأنها معركة بين "الإسلام والكفر"

دعوة الزنداني لإقامة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يعني أكثر من مجرد ابتعاث مليشيات البلاطجة من الإصلاحيين الذين أطلقت السلطات اليمنية لهم العنان في السنوات التالية للحرب فأنشأوا مراكز تدريب للمنخرطين في حزبهم شبيهة بالقواعد التدريبية لمن يسمون بمجاهدي طالبان والقاعدة شكلت فيها الأدوار العلوية من المساجد و المقرات الرسمية التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح أوكاراً لتدريب أعضائهم على السلاح والفنون القتالية حتى أن بعض المواطنين كان يصف دخوله للمساجد التي يرتادها " فتوات " الإخوان المسلمين وكأنه دخول إلى حلبات المصارعة وصالات تدريب بناء الأجسام بسبب حركات استعراض العضلات التي يتبختر بها أعضاء مليشيات الإخوان المسلمين الذين يتم استخدامهم بعد شحنهم بسلسلة من الأفلام الوثائقية والتسجيلية التعبوية وقبل أن يتم إطلاقهم بعدها إلى سواحل العاصمة عدن وشوارعها الخلفية بحجة محاربة الرذيلة وإقامة شرع الله على أرضه ..

أرض الله التي نصب فيها الإصلاحيون أنفسهم خلفاءً عليها ومفوضين بالحديث عنها بعد تمكينهم منها بوعد من الله كما يزعمون شهدت صولات وجولات لمليشياتهم وعصاباتهم الدينية بأسلحتهم البيضاء وهراواتهم طيلة سنوات التسعينيات مما يلي الحرب وهي السنوات التي بقي فيها الإصلاح شريكاً للمؤتمر في السلطة سراً وعلانية وقبل أن يجد نفسه بعد انتهاء سنوات العسل خارج الحكومة التي أخرجته أيضاً من محاريب المساجد وأنزلته من منابرها وقطعت صوته عن مآذنها ليجد نفسه في الشارع يمد يده متسولاً للحزب الإشتراكي اليمني الذي شارك بنفسه في إقصاءه ورميه في الشارع .. أيضاً






في الصورة أعلاه يظهر السيد عبد المجيد الزنداني رئيس شورى حزب الإصلاح ومن خلفه حارسه الشخصي المدعو "محمد المقطري" أحد زعماء عصابات الإخوان المسلمين في عدن عقب الحرب والضلع الثاني من "ثالوث الشر" كما كان يسميهم أبناء عدن وهو المثلث الذي كان يشمل إضافة إلى المقطري كل من "عبد الله السيد" الضلع الأول في المثلث و المطلوب أمريكياً كما يشاع في عدن والذي فر إلى السعودية وعاد بعدها بسنوات متخفياً وفاقداً إحدى يديه في إحدى المعارك الجهادية كما يسمونها بالإضافة إلى الضلع الثالث وهو المدعو " جمال الشعوي " رفيق المقطري وصديقه الحميم والذي ترك الجهاد وإقامة شرع الله على أرضه وانتقل إلى إحدى الدول الخليجية ليبحث عن لقمة العيش بعد أن فقد الإصلاح سطوته و انتهت سنوات زواج المتعة بين المؤتمر والإصلاح ليجد بعدها الإصلاح نفسه خارج شقة الزوجية مخلفاً أيتاماً تفرقوا في أرض الله الواسعة .. وانتقل بعضهم للتمركز في زوايا الشوارع والمجمعات التجارية لمغازلة البنات مستغلين عضلاتهم المفتولة التي حصلوا عليها في زمن المليشيات ..


ثالوث الشر تزعم في سنوات سطوة الإصلاح في العاصمة عدن سلسلة من حملات العصابات والبلاطجة التي رفعت شعار " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " لتطهير سواحل عدن وضواحيها الخلفية من المخالفات الشرعية بعد أن نصبوا أنفسهم حكاماً وجلادين ليعاقبوا أصحابها ويفرضوا عليهم "حكم الله" ماداموا "خلفاء الله" على أرضه فضلاً عن الحملات التطهيرية التي قادوها في الضواحي الخلفية لمدينة المعلا وتحديداً في " حافة الريل " مساكن فئة الأخدام والمهمشين الذين شهدت حاراتهم معارك حامية الوطيس مع بلاطجة الإصلاح الذين أصروا بحسب زعمهم على تطهير تلك المناطق من أوكار الدعارة ومصانع البيرة في تلك الحارات ثم خرجوا منها يجرون أذيال الهزيمة وبعد عقد هدنة مؤبدة ومخجلة بين الأخدام والإصلاحيين تحطم بعدها الإصلاح نفسياً واقتضت برفع الإصلاحيين سلاحهم عن الأخدام وإجبارهم بعدم المرور في تلك الحارات والالتفاف عشرات الأمتار للوصول إلى ‘مسجد الخير ‘ أحد أهم معاقل الإخوان المسلمين في مدينة المعلا ...


باعتقادي الشخصي أن دعوة الزنداني الأخيرة لا تعدو كونها "تنفيس" للحالة التي يعيشها الزنداني مرعوباً منذ سنوات بعد أن أدرجته الإدارة الأمريكية ضمن قائمة المطلوبين على خلفية الحرب الدولية على الإرهاب ومصادر تمويله في ظل اصطفاف يمني رسمي مع الحملة واحتمال تقديم رأسه قرباناً للإدارة الأمريكية فيما لو استمر الضغط على نظام الرئيس صالح المستعد دوماً للتضحية بأقرب المقربين إليه في سبيل بقاءه متربعاً على عرش اليمن ناهيك عن أن هذه الدعوة تأتي في إطار " الشعوذة الفكرية و الفرقعات الإعلامية " التي يطلقها الزنداني بين الحين والآخر في سبيل حشد المتعاطفين معه أو التأثير عليهم أياً كان انتماؤهم أو لونهم ابتداءً من الحديث عن "التسجيل الصوتي للمعذبين تحت الأرض" مروراً بالابتكار الجهنمي المسمى " زواج فريند " وانتهاء بأضحوكة الوصول إلى "علاج الإيدز" وهي المحاولات البائسة التي سعى الزنداني من خلالها لكسب تعاطف الرأي العام العربي والعالمي ويسعى الآن من خلال أطروحته الجديدة إلى كسب تعاطف الداخل في مجتمع محافظ يسهل تحريكه عاطفياً وتجييشه على هذا الأساس .. ولا يفلح الساحر حيث أتى ..