صحّافيات - 1: تحرير الجنوب ... ثرثرة من سيحرّره وكيف ؟

[الصحّاف]

في الحقيقة كنت كلي أمل على أن أرى الجنوب يوما ً كما أحب أن أراه شامخا ً دولة مستقلة ... متطورة ... تتواكب مع العصر ... دولة المؤسسات ... عودة المهجرين لبناء الوطن ... وهكذا الحُلم و كما يحلم به كل امرء ينتمي إلى وطن ما وهو حق شرعي لكل إنسان على هذه المعمورة وما سأقوله ربما سيجد نقدا ً لاذعا ً من قبل الكثير إلا أن من الواجب عليه حينما يكتب نقدا ً أن يعلم بما نعلم به من أمور تشعرنا بالاحباط ... وربما أني وصلت إلى حد الإحباط المطلق بعد أن رأيت بأم عيني أسباب فشل الجنوب ودولته الفتية سوا بالسابق أو بهذه المرحلة الحرجة والتي من المفروض أن نرى أعمالا ً توحي لنا بقوة الوجود ...
حيث أن الجنوب بحاجة لمعرفة ماهو مشروع الدولة لأن المعرفة هي جزء من النجاح ... في الحقيقة الكثير منا لم يرتقي إلى مفهوم "مشروع دولة " ومقومات نجاحه ... وكيف يتم تبني هذا المشروع وإيجاد مقومات النجاح والتنفيذ ...
حيث أن الكثير يظن بأن مشروع الدولة يكون حصرا ً بشخصية ... و منهم من يرى بأن المشروع يجب أن يكون حصرا ً على منطقة بعينها ... ومنهم من يرى بأنه لايتم إلا بقيادات محددة لايتم التحرير إلا بها ... ومنهم من يظن بأن الجنوب يمر في مرحلة توزيع المناصب والفيد وهو الأهم لديهم ... و هناك آراء نسمعها ونقرأ عنها وهي مشاريع تقدم من قبل الكثير لما بعد التحرير ... ولم أعرف هل الجنوب يحتاج لمشاريع لما بعد التحرير أم يحتاج إلى عمل منظم بالوقت الحالي وبأن الجنوب في مرحلة توزيع الأكفان ولم يوصل بعد إلى حد التنازع على الفيد والظهور ...
ومنهم من يرى بأن تحرير الجنوب لايكون إلا عبر رأيه الفردي وبدونه لن يكون هناك تحريرا ً ...
ومنهم من أصابه داء العظمة بعد أن ظهرت شمسه في الأونة الأخيرة وبرز من خلال الوضع البائس على الساحة الجنوبية وأصبح يسير لوحده ويفرض رأيه وما أن تعطيه رأيك إلا وكلمات التوبيخ تراها على شفتيه لأنه وصل إلى مرحلة العظمة ...
هذا أمر مضحك ...
ربما أن الجنوب لم يوصل إلى مرحلة تؤهله لأن يكون هناك تحرر إذا كان لم يستطيع أبناء الجنوب توفير " خمسة ألف دولار اً" لمعالجة مصابا ً إلا بعد أن صرحت الهامات عالية وما أن توفرت إلا والقلوب ممزقة وشعرت بالإحباط إذا ً كيف يكون هناك تحرر بدون ثقة أو عوامل النجاح ...
وأيضا ً تم ضرب الثورة الجنوبية بأفعال إرتجالية وعشوائية نحن سبباً فيها ربما وبعدها تم زج بالقيادات في السجون كما يصفه الكثير " سجون الاحتلال ... ولم نرى ردات فعل كما يجب أن تكون وبعد أن قصم الظهر نرى الأمر يتغير لصالح " النظام الفاسد " الغريب في الأمر أن الكلام كثير لدى أبناء الجنوب والفعل لاتراه إلا عند البسطاء فقط وهؤلاء الذين أظهروا عظمة مواقفهم أما من يملك المال والجاه و صفات القيادة بالسابق فقد نسي أن له وطن وجعل المال وطنا ً والجاه دارا ً ولهذا لا أمل فيه حيث أنه مشغول في حياته الجديدة وربما يكون هذا نتائج لأخطاء الماضي ...
وهناك أمر آخر وهو الأهم أن الكثير يعرف بأن الحق مع الجنوب وأنه يحتاج إلى عمل لإخراجه من أزمته والتحول به إلى العمل المنظم لتحريره إلا أنهم لم يوصلوا بعد إلى المعرفة والدراية في العمل التنظيمي المنسق كمنظومة متكاملة بعمل جماعي وببرامج مكتوبة يتفق عليها وتوزع بها المهام وكلا يعرف طريقه ومهامه ...
بل مافهموا منه بأنه عمل لأجل الظهور أو أنه عمل يأتي بسهولة ويسر ولا يحتاج لمقومات تفرض عليه أو هرم وبرامج ينظم العمل ...
وهناك أيضا ً من يظن نفسه أنه يعمل وغيره رجل لأوزن له ولا دراية له بالعمل التحرري المنظم وأنه لايشكل " رقما ً بالنسبة له " و أهمية ولهذا يتجاهلون الكثير ...

الإخوة الكرام هناك مشاريع نراها على الساحة ينظر لها إلا أن الجنوب نراه يتجه نحو التهدئة بعد أن سقط قيادات الثورة في السجون إذا ً من سيحرر الجنوب وكيف ومن المخول له بالتحرير ؟ في الحقيقة أصبحنا منظرون دون أن نعرف ماهو الواجب علينا فعله وكيف يتم تحرير الأوطان كما نسمع بلغة التحرير ...
تحياتي لكم