أسباب تراجع الحراك الجنوبي [وجهة نظر ]

[اياد الشعيبي]

زادت الحيره وكثرت التساؤلات عن اسباب توقف عجلة قطار الحراك الجنوبي ..غالباً ما يكون توجيه الاسئلة اسهل بكثير من الاجابة عليها. لذلك ساحاول ان اضع اصبعي على بعض الاسباب التي ادّت الى ذلك التراجع (المتوقع ) للحراك الجنوبي قد اصيب في ذلك وقد يجانبني الصواب .


الاسباب :-

1. غياب ( تنظيم سياسي ) يدير الحراك الجنوبي ...
2. بروز الصراعات بين قيادة الحراك على السطح .
3. المواقف المتخاذلة للقيادة التاريخية للجنوب.
4. افتقار الحراك الجنوبي للدعم المالي .

غياب ( تنظيم سياسي ) يدير الحراك الجنوبي

اذا ماعدنا للبدايات الاولى للحراك الجنوبي لانطلاق الحراك الجنوبي فلايمكننا الحديث عن تلكما الحقبة دونما الحديث عن العميد ناصر النوبه صاحب قصب السبق ورائد الحراك الجنوبي رغم ما يدعيه البعض ان مطالب جمعيات المتقاعدين في بادئ الامر لم تكن سوى مطالب حقوقيه فقط .. قد تكون كذلك في ظاهرها ولكنها تخفي وراءها مطالب سياسيه بيد ان دور العميد النوبه المحوري في لقاءات التصالح والتسامح يدحض تلك الادعاءات

من منا ينكر اننا كنا نبحث عن فارس اصيل يلتقط سيفه ويمتطي جواده لينتشلنا من كل ما نحن فيه .. فارس يأتي من بين ثنايا ضعفنا وهواننا مشمراً ساعديه لينتشلنا من مستنقع الاحتلال فكان ذلك الفارس المغوار وكان مجلس التنسيق جواده الاصيل ويحسب لمجلس التنسيق انه صاحب الريادة في دعوة الجماهير للخروج للشارع ليعبروا عن مطالبهم سواءً اكانت حقوقيه او سياسيه ففي كلتا الحالتين يعد ذلك انجازاً غير مسبوقاً وقوبلت تلك الدعوة بالتفاف وتجاوب شعبي منقطع النظير .

مجلس التنسيق العسكري بدوره سارع الى تنظيم صفوفه وعمل على تأسيس جمعيات للمتقاعدين في كثير من المديريات .. وتمكنت جمعيات المتقاعدين من قيادة الشارع الجنوبي بكل اقتدار ( وبدون منازع ) بما في ذلك التفرد بالدعوة الى الاعتصامات.. ائنذاك الاحزاب السياسيه فضلت ترقب حراك العسكر بحذر وعمدت الى انتظار ماتؤول اليه نتائجة .. وعبر عن ذلك بوضوح استاذ القانون الدولي السقاف حيث اشار في حديث خاص ( ان الاحزاب كانت تعتبر مايقوم به العسكر مغامرة ليست مأمونه العواقب ) ..بيد ان نجاح العسكر في ايقاظ الروح الثوريه لدى شعب الجنوب اثار حفيظة تلك الاحزاب لاسيما الاشتراكي الذي يرى انه الوصي على شعب الجنوب.

اعتقال العميد النوبه يوم 2/9 شكّل ضربه موجعة لأداء مجلس لتنسيق فتسبب ذلك باصابة المجلس بالشلل التام ..وبالتالي كانت الفرصة مواتيه لبعض القوى الاخرى لتقويض عمل المجلس واضعافة فالاعتصامات التي نظمت اثناء مكوث العميد النوبه في المعتقل والمطالبه بالافراج عنه افرزت وجوه جديدة على الساحة الجنوبيه ابرزها على سبيل الذكر لا الحصر بن فريد وعلى منصر والمحامي يحي غالب واصبح لهما حضوراً فعالاً ويتعذر ان لم يكن مستحيل تجاوزهما وانكار دورهما وذاك لم يروق للعميد النوبه كما سنرى فيما بعد.


فالعميد النوبه فوجئ عقب خروجه من المعتقل بمتغيرات جديده طرأت على الساحة الجنوبيه ..فكان لزاماً على العميد النوبه ان يتعاطى مع تلك المتغيرات بعقلانيه بعيداً عن المبدء الفرعوني ( ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد ) وتجاوز ثقافة ( انا الحراك والحراك انا ) التي لم تجر الا الويلات على الحراك واغيض ما اغاض النوبه ان الحراك لم يعد حكراً على مجلس التنسيق والذي اتهم من قبل القوى الاخرى بالتفرد والاستحواذ على الحراك .. تلك القوى بطبيعة الحال ارادت ان يكون لها تواجد على الساحة الجنوبيه وترغب ان يتم التعامل معها الند بالند خاصة بعد نجاحها في تنظيم مهرجانيين ناجحين بغياب النوبه ( مهرجان 14 اكتوبر بردفان ) ومهرجان ( 29 نوفمبر بعدن ) واكسبها ذلك مزيداً من الثقة ..

وتاسيساً على ذلك تفجر الخلاف علنياً بين مجلس التنسيق العسكري وتلك القوى بعد اعلان المناضل باعوم اقامة مهرجان التصالح والتسامح في محافظة عدن دون علم النوبه وهذا جعل النوبه يشعر بالاهانة الى جانب اسيتائة من طريقة استدعائة لحضور اجتماعات اللجان التحضيريه للمهرجان .. بعدما كان العميد النوبه هو السباق الى دعوة الاخريين وفجأة وجد نفسة مدعواً ..وما الخلاف على صيغة البيان الختامي الا ذريعة اختلقها العميد النوبه من العدم للعودة الى مسقط راسة في شبوة ومقاطعة المهرجان وتلك الخطوة افقدت العميد النوبه رصيده الوطني لدى جماهير شعب الجنوب التي كانت تامل منه الكثير والكثير ولكن فارسها الاصيل ترجل عن الجواد طواعيه .

العميد النوبه ادرك تماماً بعد نجاح مهرجان التصالح والتسامح ان دور مجلس التنسيق انتهى لذلك راى ان التحالف مع عميد المناضلين حسن باعوم المخرج الوحيد لكيلا يضع يده بيد تلك الوجوه الجديده واعلنا عن قيام الهيئة العليا لقيادة الحراك التي فشلت في مهدها نتيجة لرفض القوى الاخرى الانضمام اليها وتحججت تلك القوى بالطريقة التي تمت بها الاعلان عن الهيئة وعدم الرجوع اليها .. وتكاد تتشابة حجه رفض العميد النوبه بعدم المشاركة في مهرجان التصالح والتسامح مع حجه القوى الاخرى برفض الانضمام الى الهيئة العليا لقيادة الحراك الجنوبي ( عدم الرجوع الى الاخر ) .. وذلك ادى الى انعدام اي فرصة للعمل المشترك بينهما وانعكس ذلك الى فراغ تنظيمي للحراك الجنوبي .

هيئات الفعاليات السياسيه التي تشكل هنا وهناك لن تكون البديل الاتجع لتكوين تنظيم سياسي جنوبي يلقى على عاتقة قيادة وادارة الحراك الجنوبي..واعتقد جازماً ان الوقت قد حان لتكوين ذلك التنظيم اذا ما اردنا ان يواصل القطار الجنوبي طريقة الى محطة الاستقلال .

فلو سئل كل واحد منا نفسه من المسؤول عن تراجع الحراك الجنوبي والى من نوجه سهام النقد بالتحديد ؟ لن نجد اي اجابة اليس كذلك ؟

عذرا على الاطاله ولكن السياق يقتضي معرفة الاسباب التي حالت دون العمل المشترك بين اطراف الحراك الجنوبي كي يتم تلافيها مستقبلاً .