هل للجنوب قضيــة

[المهري حمد]

هل للجنوب قضيــة..!؟

القارىء لعنوان هذا المقال اعتقد انة سيتبادر الى ذهنة انني ساتحدث عن قضية ما لجنوب الكرة الارضية، او لجنوب القارة الفلانية، ولكن للاسف الشديد سيندهش معي عندما يعلم ان هناك اليوم- وبعد ثمانية عشر عاما- من يتبنى بدعة جديدة في وطننا العزيز اسمها ( قضية الجنوب اليمني) أو قضية أبناء الجنوب، وكأن عهد التشطير البائد ما زال يعيش بين ظهرانينا.
والطامة الكبرى ان من يتبنى هذة البدعة هو نفس الحزب الذي يتباهى يوميا انه أحد شركاء 22 من مايو المجيد! وهو ايضا نفس الحزب الذي اشعل فتنة الحرب والانفصال عام 94م، اي الحزب الاشتراكي اليمني (الاممي)!!
حتى اللحظة لم استطع تفسير هذا السلوك العجيب للحزب الاشتراكي، فليعلنها صراحة هل هو حزب (جنوبي) انفصالي، أم انه كما يعلنها دائما حزب وحدوي منذ التاسيس..! فان كان حزب انفصالي ولم يعلنها صراحة فليذهب الى مزبلة التاريخ لان الزمن لم ولن يعود الى الوراء، وهو اعتقد يدرك ذلك.. وان كان كما نتمناه حزب وحدوي بكل ما تعنية الكلمة من معنى، فعلية ان يراجع سياساتة المتخبطة، وليبتعد عن تنظيراته التي عفى عليها الزمن، وليقم بمراجعة شاملة لتاريخه الوحدوي، وعنئذ فقط ستعود ذاكرتة البيضاء الخالية من كل الشوائب التي شوهتها المصالح الفئوية والصراع على الكراسي الفانية التي اشتهر بها الحزب في الجانب الدموي من تاريخه.
أبناء الجنوب، وابناء الشمال، وابناء الشرق، وابناء الغرب أبناء شعب واحد منذ فجر التاريخ، وهذا ليس كلام انشائي بل حقيقة يعرفها الجميع وتعرفها الجغرافيا والارض قبل الانسان.. والقضايا المعيشية او غيرها لابناء الجنوب هي نفسها في الشمال او الشرق او الغرب مع الاختلاف البسيط هنا او هناك.. لذلك لا داعي لان نزايد على بعضنا البعض!!
الحزب الاشتراكي- مع احترامي- ليس وصياً على شعبنا في المحافظات الجنوبية حتى وان كان في عهد تشطيري منقرض حزباً حاكماً لان الوحدة والانتخابات التي اجريت باشراف وتراضي الجميع افرزت واقع شعبي آخر يجب علينا تقبله..
وعندما نريد تبني قضية ما تهم الوطن او الشعب فلنتبناها من منظور شامل ووحدوي وليس من منظور حزبي ضيق لان الاحزاب سواء كانت في السلطة او المعاضة هي وفق المنظور الديمقراطي لسان حال الوطن كله، والمتحدث الرسمي باسم الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه .
اما عن الاوضاع في المحافظات الجنوبية من وطننا، سواء ما قبل او بعد الوحدة، فاننا نحتاج الى وقفة صادقة أخرى إن شاء الله.

منقول من
نبأ نيوز- علي محمد الخميسي