[ أحمد عمر بن فريد ] . . . لماذا ؟

[الزامكي]

أخي شعيفان حياك الله
بالامس قراءت تعقيبك علية في موضوع زميلك نمر الكور و لكن سرعان ما شطبته و هذه بادرة ممتاز و فريده من نوعها , وانطلاقاً من ذلك كبرت في نظري و زاد اعجابي بك و بفكرك وتحليلك في هذه العاجله التي حاولت من خلالها شرح ما حصل في قاعة المحكمة...
احياناً مايتعثر الناس في المشاكل لانهم قصيروا النظر و لم يمنحوا خياراتهم القدر الكافي من التفكير ولكنك اليوم حاولت من خلال تحليلك لما حصل في القاعه بان توضح للبعض تلك الخيارات و مساعدتهم من التقليل من شعور الاحباط و وضعتهم في حالة من التفكير الشديد للحصول على المعلومة الصحيحه التي تناقلتها وسائل الاعلام اليمني و غيرة تجاه بن فريد...
حاولت ان تسألهم بطريقة طبيعية : هل فكرتوا في الخيارات الاخرى؟
ان الانطباع الوحيد الذي نعطية هو اننا نحاول اسداء النصح في سبيل المساعده للاخرين و لكن علينا نحن قبل غيرنا ان نجرد دوافعنا الداخليه من مظهرها الخارجي , وسوف نكتشف في وقت لاحق بان لدينا دوافع اكثر تعقيداً و دهاء و عمق تصب في عمق القضية و يجب ان نحرص بان تكون خالية من الاستعراض الشخصي لهذا الشخص او ذاك و لكن تكون نابعه من الانتماء للوطن و الهوية والتاريخ و الا ستكون بالونه معباءه بالهوى و معرضة في اي وقت للانفجار و خالية من المضون الوطني.
اخي شعيفان :رغم انشغالي الا ان تحليلك اذهلني كثير و توقفت كثيراً عند بعض فقراته و رغم انشغالي ,اسمح لي بعض السطور لنحاول نتحدث عن مايجري هنا من تعقيبات و اراء كلاً حسب نظرته للواقع .
علينا ان نحدد المشكلة الرئيسية في وسط هذا المأزق ؟ كيف نتخذ قرار بان المشكلة ليست مشكلة بن فريد و لكنها مشكلتنا جميعاً و كلنا مشتركين فيها و اسهمنا في بعض نتائجها على الارض بما فيها ماتناقلته وسائل الاعلام عن بن فريد و نحن الوحيدين الذين نملك مفاتيح الحل لها و اذا استمرينا بطريقتنا المعهوده بان ننظر للمشكلة على انها مشكلة هولاء (معتفلينا) الذين جعلونا نشعر باننا في مأزق حقيقي , علينا ان نفكر نحن ماذا فعلنا لهذا المأزق الذي نتناولة من شكله الخارجي و لم نتلمس عمقه و دواخلة الروحية لنتعرف عن قرب لنتمكن من ايجاد الخيارات و الحلول بدلاً من رمي التهم للغير وان نشحن انفسنا بكيف اننا خذلنا الاخرين(قيادات الحراك وعلى راسهم معتقلينا).
عندما نكون في مأزق كهذا علينا ان نركز على المشكلة الخطيرة التي سوف تترتب عليها نتائج خطيرة, لان ما تناقشونه هنا هي ليست مشكلة فرد بحد ذاته و لكنها مشكلة امة باسرها تتبلور في جهد فرد ,وطريقة الوقوف امامها يجب ان تنطلق من الجزئي الى الكلي اي من الفرد الى المجتمع و هذا الفرد هو جزاء من الكلي.تركيز الاعلام اليمني على تلك الجزئية التي تتبلور في بن فريد لم تاتي من الصدفة ولكن يدركون اهميتها في مسارات قضية الجنوب حتى لو انها انحصرات في فرد كشخص بن فريد ولكنها تحمل طابع وطني يتمثل في جوهر قضية الجنوب.
إن الخطأ الذي نقترفه مع المشككين بمواقف معتقلينا هو اننا نستمع لهم و كان من الاحراء بنا بان نساعدهم في انقاذهم من تلك الشكوك المدمرة فهذا الانقاذ يؤدي بنا الى عدد من المراحل فنحن وهم اي المشككون نبداء بانكار لاواع (بدون وعي) ان هناك مشكلة حقيقية ولكن قلب الانسان قادر على خداعه ,فنحن لدينا القدرة على إغماض اعيننا حتى يستحيل رؤية الواقع على الارض لما نستطيع مواجهته, والمثير لسخرية اننا لاننكر المشاكل الخطير التي تحاصر الحراك الجنوبي و احيانا اخر نخدع انفسنا بان الامور بخير فيما تحملة لنا بعض الاقلام المشككة بعدالة القضية التي نحملها.
مهما كان جهدنا فنحن لانستطيع ان نغير الناس من ادمانهم بالشكوك بدلاً عنهم؟
اننا نحاول بنوايانا الحسنة أن نوقفهم عن ايذاء انفسهم ويذاء الوطن و التاريخ و الهوية ...اننا نسمح لسلوكيات المشككين المدمرة هذه أن تجذبنا الى دوامتهم المدمرة للانسان والوطن بدون وعي و ان تستهلكنا نحن ايضاً..
اخي المتابع الجنوبي فكر في الامر على هذا النحوا::نحاول بنية حسنه من منطلقات و طنية تجمعنا لنفس الهدف بانقاذ من نحبهم لاننا نريد تجنب الم رؤيتهم وهم يدمرون انفسهم و نحاول القيام بتلك الجهود بصرار,حتى نسيطر على الموقف, في صالح القضية التي يدفع شعب الجنوب اليوم ثمنها...
اخي القارى الجنوبي::
عليك ان تعرف من انت و ما سوف تفعله و مالاتفعله من اجل القضية وعليك ان تقبل بان المشاعر التي ترى انها مبررة وصحيحة و متناسقة و ايضاً المشاعر التي تشك انها ليست كذلك,من هنا سيكون الباب مفتوح امامك لايجاد الحلول المناسبة ..
اذا كان المشككون لايريدون ان يتحكم الذنب في حياتهم و افعالهم عليهم مسامحة انفسهم واعادة الاوضاع الى اصلها...اننا نرى اهمية الشعور بالذنب من خلال قدرة الانسان على تغيير سلوكة و بالتالي التعامل معه بدلاً من تجاهله,وعندما يشعر الانسان بالذنب هذه هي بداية الطريق الصحيح لنشاطة اليومي..
ان الشعور الزائف بالذنب هو نقيض لذنب الحقيقي والمبرر و هو عبارة عن ادانه للذات و هو غير مناسب لانه ينطلق من اشكال مختلفه لا انه خالي من الحقيقة و لكنه نابع من صور مشوهه عن الواقع و هي مثل النبته الضارة التي تعكر جني حصد ثمارها والنباتات الضارة التي تفرزها تلك البذور بعد سنوات تصبح مشكلة حقيقية مثلها مثل الشعور الحقيقي بالذنب.
اذا الانسان لم يتمكن من رؤية هذا الشعور بالذنب على حقيقته على ارض الواقع ,فان قوته السلبية سوف تستمر و تكبر و تتوحد مع قوى اخرى لكي تؤدي الى عقاب الذات الانسانية..الحزن هو نتاج لتلك الافكار وهو عبارة عن وسيلة تقليدية و مقبولة لتعبير عن مشكلة ماء ..
اخير للجميع المعذرة و الوقت يداهمني و شاكر لكثير من الزملاء على فهم المشكلة و البحث عن علاجها..