.......... من أين نبدأ عملية التحرير ؟

[عرين الاسود]

عندما كتبت موضوع كيف تحرر الاوطان !! لم اقصد بالتغيير الجذري والغاء الحزب الاشتراكي ( تصفيتهم جسديا ) نحن أرقى من أن نفكر بهذه الطريقة , فهم مهما كان إخواننا واهلنا .. وإنما قصدت أن تزال الفكرة من رؤوسهم ومن نفوسهم خصوصا وقد رأو النتائج التي حلت بالجنوب الحبيب من جراء الدفع وبقوة باتجاه تحقيق الاهداف التي رمتنا في احضان صنعاء مكبلين بالقيود .. ثم إننا في الأصل لا نسعى للإنتقام من احد , بل نحن أصحاب قضية واصحاب حق نسعى لاسترداده .. ونسعى لإيجاد عدالة .. والعدالة لا تعني الإنتقام , بل يجب أن نكون اكبر من الاحداث .
بينما القتل والتصفية ستعيدنا إلى الأزمة الخانقة التي عايشناها .. وتعتبر من رواسب الماضي والتي يجب أن تموت لأن بقائها يعني الجريمة ونحن اصحاب حق لا نريد إلا تطبيق العدالة .. لكن تطبيق العدالة يجب أن نطبقها دون حقد , كما أننا لا نريد أن نجعل من عملية التحرير بأن تكون مغامرات تشبه العدوان ولهذا لا داعي لأن نرمي احدا من جبل شمسان أو غيره بل , بالفكر نغيرهم ونستفيد من خبراتهم .
حتى الاحتلال نحن لا نحتاج إلى إراقة الدماء غير الضرورية بل يجب أن نمارس ضبط النفس إلا إذا اجبرنا في التوسع في الدفاع عن انفسنا .. يجب أن نحيط أنفسنا بأخلاقيات الحرب أثناء المقاومة بكل أشكالها وطرقها لأنها ستكون من أكبر العوامل التي ستوصلنا إلى النصر .
وبهذا فإننا نريد أن نضع الفكرة والاهداف أولا .. أما الحرب والمقاومة فهي مجرد وسيلة فقط عند فشل كل ألاساليب والاشكال النضالية غير العسكرية .. ومن هنا يجب أن نخضع وجهة النظر العسكرية لوجهة النظر السياسية .. أما طبيعة الفكرة والاهداف ستحدث أثرا كبيرا في إدارة عملية التحرير .
هذه الفكرة ينبغي أن نأخذها كمستــند لبناء وتنظيم كافة الامور المتعلقة بعملية التحرير وأن نجسد فيها أماني الشعب ومطلب الجماهير .
الوقت يمضي ونحن يجب أن نكون في سباق مع الزمن وأن نلغي حظوظ النفس إذا تطلب ذلك منا فمصلحة الوطن اكبر منا جميعا والمطلوب وضع استراتيجية .. وهذا غاية في الصعوبة لابد ان نجتازها بإنشاء حكومة مصغرة
( في المنفى ) تقوم بإيجاد التخصصات وكذا رجال أكفاء قادرين على تحمل مسئولياتهم وتنفيذ المهام المنوطة بهم هذه الحكومة تشكل من كافة التنظيمات والاحزاب السياسية الجنوبية والمستقلين أيضا ليتم التنسيق فيما بينها وتبعث فينا الحياة .
ستقوم الحكومة المصغرة ببذل كل الجهود في توضيح وتسويق قضيتنا وفكرتنا للرأي العام العالمي . . وعليها تحديد الادوار في عملية التحرير ووضع الاهداف لكل الفئات والعناصر والمجموعات التنفيذية .. وكذا الاسلوب الذي يتم فيه الربط بينها جميعا وذلك لتحقيق شئ من التفوق النوعي على الأرض .
فالجيوش اصبحت تعتمد على التكنولوجيا ولا تهتم كثيرا بالجند ولهذا تلقت صفعات وضربات مؤلمة ,وعنيفة خاصة في لبنان والعراق وافغانستان من قبل المقاومة .
ولكي نعطي ونقدم نحتاج إلى أساليب وأطر سليمة ووضوح في الإنتماء والهوية والاهداف الأمر الذي سيعطينا غطاء سياسي قوي وكبير .
وهنا وما أدراك ما هنا ؟ ؟ !!!! فلن ننسى الطابور الخامس .. القوى الظلامية وخي ليست فئة محددة والتي باعت وتبيع وستبيع نفسها وضمائرها للاحتلال والتي سنعاني منها الأمرين وهي أخطر من الاحتلال نفسه في تقويض المقاومة .. ومع ذلك يجب أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الفئة المنحرفة سواء كانوا أفرادا أو جماعات ومتابعتها وكشفها وتطبيق العدالة فيها .
الحكومة التي ستنشأ قد تكون أمام العالم تنظيم .. وربما مجرد تنظيم فقط .. لكنه سيكون تنظيما موحدا امام العالم وسنستفيد منه كثيرا مثل :


أولا / إعادة صياغة البناء السياسي لإبعادنا من فوق الرمال المتحركة
ثانيا / ستتوفر لدينا الخبرة والتجارب الناضجة في العمل الوطني الكفاحي السياسي .
ثالثا / البدء بالتحضيرات اللوجستية ( إداريا ) والبدء بخطة عمل .
رابعا / الإنفتاح على العالم وهذا مطلب أساسي لفتح قنوات إتصال مع دول المنطقة بنوع من العلاقات والدبلوماسية لتخفيف الكثير من الضغ. . ولو عن طريق مخاطبة السفارات .
خامسا / سيساعد هذا على مراقبة الأوضاع وتحليلها بطريقة اكاديمية مع عمل قاعدة بيانات قوية تخص هذا المضمار .. فلقد توقفنا كثيرا عن الركب العالمي .
سادسا / توحد الفكرة سيدعم مبدأ القيادة المركزية والسيطرة الكاملة على القوى والإمكانات كافة وبالتالي ستقربنا من النصر .. وإذا لم يكن كذلك مجرى الأمور . . سيدب فينا الضعف ثم يلحقنا الفناء ونكون أثرا بعد عين .
سابعا / هناك الكثير من الفوائد لا يمكن حصرها وعلى كل المستويات والاصعدة ومقال صغير مثل هذا لا يحتويها .
وأخيرا يجب أن نعمل وأن نتعلم كيف ننحني للعاصفة دون التعرض لأي من حالات الإبتزاز السياسي .. والشعارات وحدها لا تصنع السياسة وعلينا أن لا نقبل بهوامش . . خطأ . ! ! !
الخطر العزيز خير لنا من السلامة الذليلة ... والاحتلال مهما طال فلا يثبت لهم حقا ولا يغير خقا وسيبقى الحق ثابتا لأصحابه .. والشهادة للوطن تعني بداية طريق النور .

هذه هي اللمسات الأولى للتحرير . . . !!!!!!!!!